لم يكن الأمر فجائيًا، كان لهيبا يخبو ببطء، ضوءا يتلاشى دون أن يشعر به أحد، صوتا يهمس بالكاد يُسمع.
أطفأتني الأيام، وسرقت مني بريق الحلم، والذين وعدوني بالبقاء مضوا، وتركوا خلفهم فراغًا لم يملأه شيء.
بحثت عن دفءٍ يعيد إليّ النبض، عن كلمةٍ تُضمد ما تهدّم، عن يدٍ تمتد دون شرطٍ أو مقابل، لكنني أدركت أن بعض الطرق تُفضي إلى العدم، بعض الانتظارات لا تجلب سوى مزيدٍ من الخيبة.
الروح حين تنطفئ لا تُعلن ذلك، لا تصرخ، لا تبوح، لكنها تكتفي بالصمت، بحضورٍ شاحبٍ لا يُرى إلا لمن يُجيد قراءة ما وراء النظرات، لمن يشعر بالخذلان الذي لا يُقال، بالوجع الذي لا يُشرح.