انفرط النهار والشمس تستعد للرحيل، لا تريد البقاء طويلًا، الضوء تعب من الحكايات المتكررة، الوقت انسكب من بين أصابعي ولم أستطع أن ألتقط منه سوى شظايا باهتة.
عدى النهار، تطايرت الدقائق بلا ترتيب، تهشّمت الساعات بين الركض واللهاث، لم يبقَ إلا ظلٌ طويلٌ يودّع الأرض بصمتٍ معتذر.
في نهاياته، تتكشّف التفاصيل التي خبأها الضوء، يظهر التعب على ملامح العابرين، تهدأ الضوضاء، تبدأ المدينة في تغيير إيقاعها، وتستعد لارتداء وجهٍ آخر أكثر هدوءًا وصدقًا. والقلب بين الضوء والظل، بين الرحيل والانتظار، يجمع بقايا أمنياته التي لم تتحقق اليوم، ليضعها في صندوق الأمل، علّها تجد طريقها إلى الغد.