كيف لك أن تبقى رغم مرور الزمن؟
أيها الحنين، أيها العابر في نبضات القلب دون استئذان،
كيف استطعت أن تحتفظ بصوتهم رغم الصمت؟
وأبقيت خطواتهم تتردد في ذاكرة الطريق،
رغم أنهم مضوا بعيدًا؟
ماذا تريد مني؟ ألم يكفك أنني حاولت النسيان؟ وأغلقت الأبواب التي كانت تؤدي إليهم؟
مزّقت الرسائل، ومضيت في الحياة وكأن شيئًا لم يكن؟
لكنني أعلم أنك لن ترحل، وتختبئ في أغنيةٍ كنت أُحبها، في رائحةِ المطر على الأرصفة القديمة، وفي الأماكن التي كانت تجمعنا ثم أصبحت مجرد محطاتٍ فارغة.
أيها الحنين، يا ظلّ الذكريات الذي لا ينطفئ، وصديق الليل الذي يُحسن استدعاء الأسماء التي ظننا أننا نسيناها، متى تكفّ عن العبث بقلوبٍ تحاول أن تُكمل طريقها بلا وجع؟
لكنك تعرف، وأنا أعرف، أن بعض الحنين لا يُخمده الزمن، يبقى عهدًا لا يُكسر، يتنفس في أعماقنا حتى حين نظن أننا نجونا منه.