اليقين بالله ليس مجرد فكرة تُحلق في العقل، بل روح تسكن القلب، تُطهره من الشك، تُغسله بالطمأنينة. هو أن تمضي في الحياة وكأنك ترى رحمة الله تتجلى في كل تفصيلة صغيرة، وتسمع همس الفرج وهو يقترب، ولو بدا المستحيل أقرب إليك من النجاة.
حين يضيق الطريق، وتشتد الأنواء، يُصبح اليقين بالله سفينة تنقلك من بحر الأوجاع إلى مرافئ السكينة. تؤمن أن كل أبواب الدنيا إن أُغلقت، فباب الله يبقى مفتوحًا، يُناديك بحب، ويحتضنك بلطف، يُخبرك أن ما عنده خيرٌ وأبقى.
اليقين بالله أن تُغمض عينيك في لحظة الألم، وتُردد في أعماقك: _"إن معي ربي، سيهدين"_ فلا تخشى، ولا تجزع، ولا تهتز أمام تقلبات الأيام. وتُدرك أن تدابير البشر مهما بلغت، لا توازي حكمة الله التي تُدبّر الأمر كله بعلمه وعدله ولطفه.
مع اليقين تُشفى القلوب، تطمئن النفوس، يُصبح الانتظار ليس عذابًا، بل ثقة بأن القادم أجمل، لأن الله هو من يكتب الأقدار بيدٍ مليئة بالرحمة. من كان قلبه عامرًا باليقين تطيب له الحياة، فلا يتردد، لا يخاف، لا يشك، لأنه علم أن الله لا يُخيّب عباده أبدًا.