ليتنا نُجيدُ خيانةَ الذاكرة كما خانتنا،
ونُتقنُ فنَّ اللامبالاة كما يُتقنهُ الغافلون.
ليتنا نخلعُ عن أرواحنا أثوابَ الوجع
نمضي بخفّةِ الغيم
لا نُثقلُ خطانا بحجارةِ الأمس
ولا نُقيمُ في زوايا الطعنات مأوى.
ما أجمل أن نُصبحَ كأوراق الخريف
تتساقطُ عنها الذكريات دون أن تبكي
تُصافحُ الريح وتُكملُ الرقص
كأنها لم تكن يومًا على غصنٍ مكسور..
فما نفعُ البكاء على أطلالٍ لا تُنبتُ وردًا؟
وما جدوى التمسكِ بحبالٍ قُطِعت منذ زمن؟
اللامبالاة نجاة.
فبعض الأبواب خُلقت لتُغلق
وبعض الذكريات كُتبت لتُنسى
وبعض القلوب لا تستحق أن تُسكن.
فلنُتقن هذا الفنّ تحررًا واختيارًا للسلام.