نعيش فى كهوفنا بعيدا عمن حولنا ظنا منا أنها الأمان والراحة ونحكم غلقها على أنفسنا لتحجبنا عن خارجها ، وعندما نفكر أن نخالط الآخرين نخرج إليهم لنجدهم مختلفين فى أخلاقهم وقيمهم وطبائعهم وتفكيرهم وتعاملاتهم .
فلا نجد إلا الإحساس بالغربة و عدم الارتياح وسطهم و لا نستطيع الامتزاج معهم ، فنقرر العودة داخل تلك الكهوف لنظل بها ، ثم تأتى رغبة ملحة للخروج مرة أخرى إليهم ؛ لعلهم قد تغيروا وأصبحوا مثلنا ، لكننا نجدهم قد ازدادوا تغيرا و أكثر بعدا ، ولا تربطنا بهم أى علاقة فهم من عالم ونحن من عالم آخر .
فلا هم منا ولا نحن منهم .
ولكن يا ترى أين الصواب ؟!
فى عالم أصبح موحشا
بات مشوها
اختلت مقاييسه
تغيرت معالمه
انحطت أخلاقه
صار كل شىء فيه أشد غرابة .





































