الأيام أصبحت تمر بسرعة رهيبة ويمر معها العمر دون أن ندري، فهي تجري ونحن نحاول اللحاق بها؛ وكأننا في سباق لا ينتهي إلا بانتهائنا، إنه الزمن الذي يعبر خلالنا لنفاجأ بأننا في المحطة الأخيرة التي يجب أن نعمل لها جيدا مستعدين لمقابلتها بكل ترحيب.
مع كل لحظة وكل حدث يتغير الإنسان وتتبدل أحواله، ولذلك من الصواب أن يتوقف هنيهة مراجعا نفسه وملاحظا التغيرات التي طرأت عليه ويسأل هل هي تناسبه وتناسب أخلاقه وشخصيته وفكره وقبل كل هذا هل تلائم قيمه الدينية؟ أم أنها تغيرات من الممكن أن تحيد به عن الطريق الذي اختاره لنفسه.
لابد من محاسبة النفس ومراجعتها دائما حتى لا نتوه مع الأيام ويكون من الصعب العثور عليها لإعادتها إلى كينونتها الأولى.
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟وعن جسمه فيم أبلاه؟ رواه الترمذي
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدا، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر قال تعالى: "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية"