هناك حكمة سماوية عميقة فى أن يكون لنا أذنان وفم واحد ...
إذا عملنا بهذه الحكمة فسنجد أن معرفة مايدور داخل عقول الآخرين أبسط مما تتصور .. وإليك قصة توضح ماأقصد : كان الكاتب الشهير ( ديل كارنيجى ) مدعوا على حفلة أقامها أحد الأصدقاء .. ولكن المشكلة كانت أن( كارنيجى ) لم يكن يعرف أحدا فى هذه الحفلة لكنه ..فى نفس الوقت .. لم يكن يستطيع رفض دعوة صديقه ..
ذهب كارنيجى للحفلة وقد قرر أن يستمتع بوقته .. بعد أن إنتهى الحفل .. إندهش صديقه من كم المدعوين الذين أكدوا أن كارنيجى شخصية لطيفة جدا .. وأنه يجب أن يدعوه إلى كل الحفلات القادمة ! وبعد أن ذهب الضيوف هُرع إلى كارنيجى وسأله فى لهفة : كيف فعلت هذا ؟
إن ما فعله كارنيجى بسيط للغاية .. لم يفعل شيئا سوى الإستماع ! راح يسأل كل شخص عن حياته وراح يستمع لما يحكيه بإهتمام .. راح يوجه الاسئلة فى صميم ما يحب الناس الحديث عن .. وراح يستمع لهم .. فقط!
وهذ مايسمونه الإستماع الفعال وهناك دورات ومحاضرات وشهادات تُعطى لتطوير هذه المهارة .. وهناك شركات تهتم بتعليم هذه المهارة لموظفيها لأن فائدتها أكبر مما نتخيل ... الإستماع الفعال .. ماأروع هذه الأداة ..
إذن الأمر أبسط مما نتصور .. لو استمعنا لوجهة نظر الناس واهتممنا فعلا بما يقولون وما يقصدون .. فسوف نتعجب من الفائدة التى ستعود علينا ..
ولعل من أهم مانستفيده من الإستماع الفعال هو حب الناس ... فالغنسان بطبعه يحب أن يتكلم عن تجاربه الشخصية .ز فلو منحته هذه السعادة سيحبكويقدرك ويستمتع بصحبتك وستجد منه الكثير من المشاعر الإنسانية الراقية والصادقة .