ذكرنى موضوع الأستاذة جيهان عفيفى عن الكرنبة وتوائمها الستة .. بذكرى قديمة ... كان ابى رحمة الله عليه كلما رآنى أجلس بعيدا وفى يدى كتاب ألتهمه يقول لى نفسى أشوفك ماسكة إبرة وفتلة أو بتحش كرمبة ... ذلك رغم أنى كنت أحمل أعباء البيت وإخوتى ( وكانوا ستة بالمناسبة ) مع أمى النشيطة الصابرة ولكن هناك أشياء كنت أمقتها ولازلت .. تقطيف الملوخية وعمل المحشى خاصة الكرنب وتقشير الخضار وطبعا تفصيص التوم ... وأذكر أننى بكيت كثيرا عندما طلبت أمى أن أقطف الملوخية لإعداد وليمة لضيف حضر من البلد فجأة ... وكان بين يدى كتاب ممتع ... المهم تزوجت وفى بداية حياتى الزوجية جاء أبى يزورنى وكان متهلل الوجه ويحمل فى يده كرنبة كبيرة وقال دى بشاير من سوق التوفيقية ... فتهمت وغاضت إبتسامة الترحيب وفرحة اللقاء وقلت : يابابا معقول أعمل كرنب .. هو أنا عندى وقت .. دى عايزة أجازة بدون مرتب ... فغضب غضبا شديدا وقال ذنبه إيه الراجل ده .. مشيرا إلى زوجى الذى حاول أن يُلطف الجو وقال دى بتضحك .. طبعا حتلفها ... وأخذ يشكر أبى على كرمه وتعبه فى سبيل إسعادنا بتناول بشاير الكرنب ... وأنا حاولت أن أسترضيه ... فتظاهر بالهدوء حتى تمر المسألة بهدوء ... وإن ظل محبطا لفترة طويلة فيما بعد ... وبعد أن غادرنا ظللت أبكى لأنى أحبطته من ناحية ولأنى سأرغم نفسى على عمل حلة محشى من نااحية أخرها .. حتى لاتتلف وهذا نوع من الإفتراء والبطر ... ولكن زوجى أكرمه الله .. قال هناك حل .. نخللها .. نظام ( خللوه ) وقد كان .. وكان لهذا لحدث وغيره من أحداث مشابهة أعتبرها نوعا من القهر ( ومن الحب ماقهر ) عاهدت نفسى ألا أتدخل فى حياة أبنائى إلا بالحسنى ... وتركت كلامنهم يبنى شخصيته بنفسة مع الإلتزام بخط قيمى وأخلاقى واحد .. والحمد لله كثيرا