جئتكِ الآن بكل جروح العمر وأحزان السنين
جئتكِ الآن يا حبيبتي، فهل تسامحين، وهل تغفرين؟
نعم، في وقتٍ كان عليَّ الرحيل رحلت، وتركتك تتألمين
وتجاهلت نداءاتك، تجاهلت دموعك، تجاهلت ذاك الرنين
لكنني لم أنْسَكِ لحظةً، لم أنسَ أحلامنا، لم أنسَ هذا الحنين
ومضت السنوات، وفي كل لحظةٍ أراكِ أمامي تتجسدين
فكان يجب أن أعود إلى المكان الوحيد في هذا العالم الأمين
أحبك، أنكرتها حينًا، ولكن حبك كان الشيء الوحيد اليقين
نعم، حبك كان الشيء الوحيد اليقين، فهل تغفرين، وهل تسامحين؟
جئتك يا حبيبتي حاملًا آلامي، فهل تفهمين، وهل تعذرين؟
أخطأت نعم حين رحلت، ولكن يكفيني ذاك العمر الضائع الحزين
صدقيني، الزمان عذبني، والعمر جرحني، وضاق صدري بهذا الأنين
فهل تقبلين تائبًا أتى بذنوب عمره ومعاصيه، هل تقبلين؟!
أعلم حبيبتي أنني طفلك، وأنني حُبك، وأنني ما بقي من عمرك
فأرجوك سامحيني!
أعلم أنك ستنسين قسوتي
وتنسين أنني تركتك بين صخور حياتك تتخبطين
فها أنا ملك يمينك يا ملاكي، فانظري ماذا بي ستفعلين؟!
هل تسامحين تائبًا أتى من ظلام خطواته
وينتظر حكمك، فبماذا ستحكمين؟
فالله يسامح، والأنبياء يسامحون،
فلا تقولي إنك لست مثل النبيين
عرفتك شيئًا فوق البشر
عرفتك شيئًا مثل أساطير الأولين
فهل تسامحينني، وهل تفهمين ندمي، وهل تعذرين؟
وإن لم تسامحيني، فلماذا انتظرتِني كل هذه الأيام والليالي والسنين؟!
ها هي دموعك، فلطالما انتظرتها كي أعرف أنك من جديد بي ستحلمين
حبيبتي، صدقيني، سأعطيك ما بقي من عمري لو تطلبين
سأعطيك أفراحي وحبي، وأحتفظ بالأشواك والأنين
افتحي لقلبي ذراعيك، وضميه بين أحضان قلبك، ألأ تضُمين؟!
صدقيني حبيبتي، إنك ما بقي من عمري من فرح، فهل تقدرين؟
العالم شيءٌ ضائعٌ مني، فأصبحتِ أنتِ عالم،
فلا تتخلي عني أرجوك، لا تتخلين
فأنت الشيء الوحيد الباقي صِدقًا
في ملامح عمرٍ حزين
أتيتك تائبًا
أتيتك نادمًا
أتيتك باكيًا
وأعلم أنك ستسامحينني وستغفرين