يا أيها الإنسان،
كم مرة نسيت أنك جزء مني؟ وكم مرة تناسيت أن ضعف غيرك لا يمنحك قوة، بل يكشف عجزك عن أن تكون رحيمًا؟
إياك أن تظن أن قسوتك على الضعفاء تُشعرك بعظمة، أو أن إذلالك لمن لا يملك الحيلة يمنحك مجدًا. فالضعيف قد يصمت لأنه لا يملك الرد، أو لأنه يملك قلبًا أنقى من أن يعاملك بمثل ما تفعل. لكن صمته لا يعني هزيمته، بل يعني أنك أنت من خسر إنسانيتك.
لا تُقاس مكانتك بين الناس بقدرتك على السيطرة، بل بقدرتك على الاحتواء. ولا يُخلَّد اسمك بقوة البطش، بل بأثر الرحمة. تذكّر أن أصلَك من تراب، وأن النهاية عودة إلى التراب نفسه، فلا تغترّ بما بينهما.
الخوف ليس على الضعيف الذي دُس عليه، بل عليك أنت، حين تُسأل عمّا فعلت، وتُواجه بحقيقة أعمالك. يومها لن تنفعك أعذار، ولن تنقذك قوة، وسيكون السؤال واحدًا: ماذا فعلت بإنسانيتك؟
أيها الإنسان،
اغتنم فرصتك قبل أن تُسحب منك، وارتقِ بإنسانيتك قبل أن تُدان بقسوتك. فالزمن لا ينتظر، والضعف الذي تراه في غيرك قد يكون غدًا نصيبك.