أعلم أنني لست امرأتك الوحيدة
ولكني المرأة التي لا تُنسى، ولا تُمحي
فأنا الأنثى الوحيدة التي عبرت من روحك
ولم تعبرها أيامك، وأنا الأنثى الوحيدة
التي رتبت حروفك، وأثقلت كلماتك بالبلاغة
أنا المرأة التي من أجلها ذُبح المجاز في عمرك
أنا التي بدَّلت لون الليل في قلبك
وأشرقت بدلًا من الشمس في نهارك
أنا التي من أجلها رتبت حروفك
وصاغت أجمل القوافي
وحررت الشعر على عتبات أقدمها
أنا من جعلت حياتك يملأها الشغف
وأنبتت في صحراء عمرك الكثير من أزهار الأمل
أنا من رتبت أشياءك المبعثرة في أزقة عمرك
وزرعتُ الورد على شرفات غرفتك
وسَقَت عصافير قلبك
فولدت عصافير كثيرة ملأت سماءك بالأُنس
ولوَّنت صورك الباهتة بألوان الأطفال المُبهجة
أنا المرأة التي أعادت إليك نبض الحياة
وإحساس الوقت وحبك للتفاصيل
حتى هدوءك بعدما كان قاتلًا.. أصبح ممتعًا
بمجرد حضوري على عتبات فكرك
يضحك قلبك ويبتسم فمك
فتكره كل صحبة إلا صحبتي حتى لو كانت خيالًا
أنا المرأة التي جاءتك في نهايات الطريق
أعلم أنه كان طويلًا جدًا بدوني
ولكن نهاية كل صبر جبر
فكنت لك أمًّا بعد أم
وأنار عشقي لك كل زوايا عتمتك
فها هنا أطفالٌ يتسابقون، هنا امرأة تضحك
وهنا أرجوحة يهزها نسيم الصيف
وهنا صوتُ قرآنٍ يُتلى
وهنا صوتُ تسابيح ترنَّم
كل هذا كان موجودًا قبلي
ولكني أعدت ترتيب السطور
وأضفتُ للفعل المعنى
ونثرتُ السعادة على جوانب عالمك
أضفتُ إلى حياتك الحب، فقط للحب
امرأة أنا، ولكن لا تُنسى.. امرأة الحب
بحنانٍ لا يُنسى .. وسماحٍ لا يُنسى
وعشقٍ لا يُنسى .. وعطاءٍ لا يُنسى
من أجل رجلٍ لا يُنسى