كان أبا برق يشاهد ابنه برق، البالغ من العمر عشر سنوات، يلعب مع أقرانه في الدواحل (القلول)، وأحيانًا كرة القدم بصورة جنونية وإدمان غير عادي ، و قلب الأب رحيمًا على ابنه، ويعتصره الحسرات واللوعة على مستقبله.
فصاح به وناداه ليتحدث معه وينصحه إلى الطريق الصحيح وطريق الخير. فلما جاء الابن قال له: يا بني، أراك مغرمًا باللعب مع الأقران، ماذا تعلمت من القلول؟ لا تأبه لشيء من الحياة وعمرك الآن عشر سنين.
وأنت الآن أصبحت – ما شاء الله عليك – أطول مني، فأنا أستحي أن أضربك أو أوبخك، وأراك لا تهتم بالصلاة ولا بدروسك. يا بني، اترك الإدمان على اللعب الذي ليس له نهاية عندك. انشغل واهتم بدروسك، فهذا أفضل لك وخير لك في الدنيا والآخرة. فأنصحك يا بني بالابتعاد عن هذه الألعاب. أريد أن أخبرك بأسرار هذه الألعاب التي أنت غافل عنها ، والتي تشغلك عن العبادة والعلم والتقدم والازدهار.
كذلك، لننسَ أهم قضية للأمة الإسلامية والعربية، وهي فلسطين والقدس التي اغتصبها المحتلون اليهود، وهم يدّعون أن القدس عاصمتهم. وهذا بعيد كل البعد عن شارب آبائهم وأجدادهم أصحاب العجل الكافرين. وأكثر فئة مستهدفة هي أنتم الأطفال.
لكي يشغلوكم عن التفكير في اختراع واكتشاف شيء يفيد البشرية. فاترك هذه الألعاب يا بني، التي لا يلعبها إلا الكسول ومن لا هدف له، ومن في عقله خلل ومن في قلبه علل.
فقال له برق: حسنًا، سأتركها ولن ألعب بها مرة أخرى. وبعد ساعة من محاضرة الأب لابنه، نظر الأب من نافذة المنزل فوجد ابنه يحفر حفرة صغيرة ليضع القلول (الدواحل) فيها، ومعه خمسة من الأطفال في مثل عمره وهم يصرخون مستمتعين باللعبة. وكان الأب يأخذ قيلولة الظهيرة، فانزعج الأب وتعكر مزاجه، فقد أفسد الأطفال عليه نومه بما هو فاسد ومضيعة للوقت. ولما شاهدهم قال لابنه برق: يا بني، قبل ساعة كنت أُؤذن في أذنيك، ولكن يبدو أن النصيحة قد نسيتها، ولا تنفع معك. لو أنني نفخت في قربة مخزوقة لجبرت وأغلقت.
ولكن يبدو أن النصيحة لا تنفع معك، أو أنك لا تستمع إليها. ادخل إلى البيت. ثم قام بطرد الأطفال من أجياله، وقال لهم: كل واحد يذهب إلى بيته، وإلا سأضربكم، فهرب الأطفال.
فدخل برق البيت، فقال له أبوه: يبدو أن النصيحة لا تنفع معك، ولكن ربما العصا والسوط هما أفضل علاج لك. فقام بضربه وحبسه في البيت، وقال لزوجته: لا تخرجيه من البيت حتى يفهم ويصبح عاقلاً، ويعطي اهتمامًا لدروسه والصلاة والعبادة، وحاولي معه، لعله يسمع منك النصيحة ويعقل.