تضوع الزمان مسكاً به
واكتسى لمولده بـهـاءُ
ليلة ميلاد الهادي
انـشـق القمر في السـماءُ
بـُوركـت لـمولـده الأرض
وتهللت ملائكة السـماءُ
وايوان كسرى تحطم
ولم يبقى لرماده بقاءُ
حياة القلوب في ذكراه
بالـصلاة عليه والثناءُ
فـي ذكـراه لحن وغناء
وحـنـيـن لشـوقـه وبـكاءُ
كم تمنيت لُقياه شوقاً
فـلـقـاه للـسـقـيم شـفـاءُ
ولُقياه حقيقة وعَيان
فاصغي لنصحه والدعاءُ
يا سعدي هِمت في هواه
وهنأي به مع السعداءُ
بـأبي وامي يا محمد
وأصول اجدادي والآبـاءُ
لافرق بين أبيض وأسود
فاكرمهم من سـبق الاتقياء
لا فضل لسيد على عـبـد
فالثقلان في هديه سواءُ
يستمد الـنور مـنـه الـنور
والقمر من محمد وضّاءُ
تـكحل من جفنه الاقمـار
والشمس ساطعة بالـفضاءُ
وطيب طه عـَبــِق الحياة
والحياءُ منه عفة وحياءُ
بوصفـك تـفـنـن الشعراء
بـهُاؤك اعيّا الفصحاءُ
ذاب الفؤاد منك شوقاً
تعلمتُ المدح والغناءُ
اوعدني بجنان الخلد
والوعد عند محمد وفاءُ
تثاقل الخلق عن الامانه
فـكـنـت لها خير الأُمناءُ
خُيرت بين موت وحياة
فـاشـتـقـت لله على البقاءُ
خُيرت بين المُلك والثراء
فالدعوة وعيش الفقراءُ
علمت بالأدب الصحابة
فكانوا ورثة الانـبياءُ
غابت صحوة الاسلام
بتركهم هدي الانـبـياءُ
طاب لمعراجك الفضاء
وتهلَّلت لمسراك البطحاءُ
هو رحمة مهداة للأنام
والخُلق والأدب والحياءُ
هـو غـفـور رحيم كريم
ارأف من الأم للأبناءُ
شرح فصل طيب الإيمان
احتوى وحيْه علم الاحياءُ
بين علل جوهر الإسلام
جمع بِهَدْيه علم الفيزياءُ
صهر الـظلم ذوب الجهل
بَـيَّـن هديه عِلم الكيمياءُ
ملأت عقولنا نور العلـم
حازت نـبـوتـه الاسـمــاءُ
كلُ ما نطق به من صدق
جاء في زماننا بالأنباءُ
حاكيت بنبوءتك العقول
وتعلم من هديك الذكاءُ
رُؤيَة وجهه الشريف إيمان
وآمال بائس مع السعداءُ
غُفر له ماتقدم وآخر
عاف لله نوم واغفاءُ
زرعت في قلوبنا أيمان
فأورق هديك فينا سناءُ
ايقض ميلادك الظلام
واكتسى من وحيّك ضياءُ
ليتني لعابة في فاك
ليتني غُـبـار على الـحذاءُ
رسول الله مُعلم الـعلم
رسول الله اعظم العظماءُ
محمد شفيع خير امة
يوم تخلى الاب عن الابـناءُ
محمد الماحي لظلم دامس
والداعي لنُصرة الـضُعفاءُ
قوله وحي وهدى ونور
إنما هو وحي رب السـماءُ