بَنت حمامة عشها على شباكي
و عَـلمـت بـأنـي مـحـبا لـلسـلام
وحرصتُ على قفل شباك غرفتي
لتبقى آمنة بعيـدة عـن الـحـطـام
وبَنيتُ بيني وبينها ميثاق
وعـهـداً لـلمـودة مـن غـيـر أقـلام
أَطربُ لهـديلها كل يوم
يُـنــاجــي هــديلـهــا روح الــسـلام
تَعلقتُ فيها حباً ووصال
أُبـادل هــديــلـهـا شـــدواً وأنـــغــام
تَرقدُ على بيضها دفئاً وحناناً
تُــطــعــم فــراخــهــا حــبــا ووئـــام
حمامة السلام يا خير جارا
يَـبـث هـديـلـهــا أمـنــيـات وأحــلام
يا شعار السلام في عالماً
كَــثُـر بــيـن أهـلـه عـداواة وخـصـام
أَهديها قمح خلسة في خفاء
كـي لا أعـكـر صـفـو جـنـة الــســلام
وأسقيها ماء زلالاً في حبا
إذا هـــي ارتــوت فــلـسـت بـــظـــام
وما عَلمتُ بيني وبينها خصام
أو عـتـاب فــي عــبــس فــي أتــهـام
مَلئت بيتي سعادة وهنا
ومـن قـِبـلـها تـأتـي نـفحات وأنـسـام
رَحَلت وأبتعدت من غير وداع
وكـنـت أعـاهدهـا دعـابـة في أبـتـسام
وذرفت عيناي لفراقـها عَـبرات
وأصـــبـحـت بــعـدهـا بـعــلــة وزكــام
بيني وبين جارتي الحـمامـه
لـقـاء فــي وداع سـفـر بـــضــع أيــام
فتعالت أهاتِ وحسراتِ ندم
وتَـنـهـدتُ يـومـا لـلـقـائــكِ مـسـتـهــام