جياع على قارعة الطريق
في مقتبل العمر
يتقاسمون قمامة
الاغنياء
لا رغيف خبر بأيدهم
يحلمون برغيف خبز
ساخن من طابون التنور
ولا أرجوحة تظمهم
تميل بهم ساعة سعد
ولا مدرسة تاويهم
يتعلم فيها سُبل الحياة
يرسم بها بالطبشورة سعادة
على الصبورة لوحة الأمل
جياع في ضياع
يقطر جبينهم دم
دموعهم حزن وألم
نسيم أنفاسهم هَم
يولد من رحم الألم
هو نسيم الأيام
وفي عظامهم وهن
ولم يُكسيها بعد لحم
أعيادهم أحزان
أفراحهم أهات
يتهادون الحنظل
يجمعون جراح
السنين بين
أنفاسهم أنين
في دفتر الايام
محطات جوع وضمأ
على صفحات العمر
لهم في كل
ركن حكايات آهات
بينما رُعاة الدراهم
يلبسون حرير نفيس
ياكلون في بطونهم
ذهبا وألماس
يشربون العسل
وماء زلال
يتهادون فيما بينهم
الشمس والقمر
جميعنا راحلون
ولكن لنغرس كلمة
طيبة يتنفس
بها من تاخرعنا
يتذكرننا بها
في خلوة
عندما يحن
اليها يسقيها
عبرات الأنين
عندما تهرم
الأحزان وتشيب
ذوائبه
أرتدي ثياب الصبر
يتجدد بها آهات وهم
نتوارث من السنين
سقم الهم والغم
شهر آهات
وشهر أنين
وشهر أحزان
الامنيات لا تزورنا
الا ضيف عابر سبيل
ضمآنة عطشى
لكنها ضيف لم يحمل هدية
احلام وأمنيات
نسي السعادة في قصور
السعداء
خجلا منهم وحياء
لايعلم أنه في عالم النسيان
في تاريخ عدم واوهام
ثمل سم وسقم
كساءهم الظلام
طعامهم غم
حساءهم علقم
نشيدهم لحن أنين
لكل جبان
خائف من الموت
سيغرس أنيابه
في روحك
في عز افراحك
ستنشد في لقائه
بكاء ونواح
أو تعزف لاستقباله
فرح ومرح
راحلون مغادرون
إما مع الأمل والأحلام
وإما مع عذاب الايام
يستيقض الليل
مع شروق الشمس
ويولد الفجر
ويخلد إلى المنام
النهار عند غروب الشمس