بعد صلاة الفجر وبعد أن يؤدي كبار السن صلاة الفجر ومعهم شباب القرية وهم من الفقراء وفي العطلة الصيفية وفي موسم البندورة يذهبون إلى الغور ليعملوا في قطف البندورة من البيارات يركبون مع ابو نضال وكبار السن في الأمام وشبابهم في الصندوق من الخلف بأجرة قدرها ثلاثون قرشا وكانوا يعملون في البيارات بأجرة وقدرها
ثلاثة دنانير وكان كل شخص يحمل معه دلو ليجمعو فيه البندورة ثم يضعونها في صناديق ليذهب بها أصحابها إلى السوق لبيعها للتجار
وعند انتهاء العمل وقت الظهيرة ياخذون بالإضافة لأجرتهم دلو من البندورة ممتلئ إكراما من صاحب البيارة أن كان أحدهم بحاجة الدلو يأخذه معه للبيت لأهله ليأكلون (قلاية بندورة) و للسلطة وان كان في البيت بندورة وليس بحاجته يقوم ببيعه بدينار
وفي يوم كان ابو عبدالله وهو من كبار السن وكان معروف بالصلاح والتقوى وهم ينتظرون أبا نضال ليعودوا بهم إلى القرية حيث تم الاتفاق معه أنهم ينهون العمل في وقت الظهيرة وكان عددهم عشرون وهم يمشون إلى الملتقي بينهم وبين أبو نضال يمرون بين بيارات رمان وكان بالقرب منها قناة ماء لسقي الأشجار
وكان السقي عن طريق القناة
فيستريحون ينتظرون أبا نضال ريثما يأتي فيغتسلوا من عرق العمل ويؤدون صلاة الظهر جماعة ريثما يأتي أبو نضال وبعد الصلاة كان أبو عبد الله قد باع دلو البندورة وكان دلوه فارغ فصار يتجول في بيارة الرمان ونظر فاعجبته رمانة كبيرة وكانت تزن كيلو غرام فكما أن عين الحر ميزان فقام بقطفها خلسة ووضعها في دلوه وكان سارح الفكر ليبحث عن رمانة أخرى بحجمها أو أكبر من ذلك وقد غافله صايل الشاب المرح فجاء من خلفه دون أن يعلم بتحركاته وكان الدلو يحمله ابو عبد الله في كتفه فأخذ صايل حبة الرمان من دلو ابو عبد الله وأخرجها وبعد ثواني ناد عليه من الخلف وقد تقدم صايل أمامه وقال:
له أبو عبد الله انظر إلى هذه الرمانة ما رايك بها وما أكبر حجمها والجميع ينظرون إليهما وإلى هذا الموقف لأن صايل قام بالاشارة لهم همسا وأنه يريد أن يعمل بأبي عبد الله مقلبا فانتبه أبو عبد الله إليه وقال له ما شاء الله هذا أنت شاطر بالقطف يا سلام عليك إنها مثل التي في الدلو الذي احمله فوضع يده أبا عبد الله في الدلو فلم يجد شيئا وقام بالنظر داخل الدلو فلم يجد شيئا
فقال له أنها رمانتي يا ازعر تحاول سرقتها
لقد أخذتها من الدلو (يحرق حرسيك) يلعن أبو شيطانك
فصار ابو عبد الله يلحق بصايل في البيارات فضجت المجموعة ضحكا وقهقة