للجدار أذان تسمع

خلفها مرعب مروع

يتسرب الحديث لآذانها

وتنبئك بكل حرف تسمع

تُصغي لجمع من النساء

يزيدها الكذب ارتفاع

تشتري الخنّا بتراب مال

تجمعه في كتاب لايُباع

تروي ما تسمع من خبر

كأنها تروي حديث تبع

لو صمتت مع اقرانها

لسمعتَ النمل في صراع

إني لأكره نفاق النساء

وما خلقت الا لتتلع

في لسانها يستقر الخنّا

ويخرج من قلبها القذع

سقتني الحياة كأس ذل

أبقى عمري به اتجرع

لو خلقت قلوب من جبال

من دجل نساء تتصدع

قليل من بنات حواء

ذو حياء وقلبها ورع

أبوها كاهن ونجام

حلاف ومجاهر جماع

تشتت قلب حبيبين

تفراح بفراقهم بتمتع

تزحف لواذا لجيرانها

وأن ظفرت بآدمي تلسع

تكيل لك الكذب بميزان

تملأه لك صاع بصاع

يلج الصدق جوف قلبي

ينهر الكذب أضعاف باع

كل الدنيا نادي لهنّ

يلتقين في كل المواقع

لكل واحدة أوجه عده

تخدعك كخداع السمعمع

أنانة منانة حدامة

من ثقل كذبها تضلع

كأنهنّ جلوس مائده

تكليل الكذب في قصاع

اودعني ابي سجنا مكرها

أواني دون اقراني المهجع

فبكيت ووقف شعري

وجسدي كاد أن يتقطع

تذكرت احبابي واصحابي

وبكاء أمي لايقدع

ما اكثر ما تلقى صحب

يحمل من الكذب أنواع

اذا وقعت مصيبة بمرء

فلا نفع لعبرات ودمع

أسد اذا رأيته نهار

ويراعة في ظلمة هلع

وباكيا وقلبه مبتسم

ومبتسم وقلبه يدمع

ياايها الموت اقترب مني

فالقبر خلاص من الكراع

اقترب يا موت واسعفني

من مر الحياة خذ الودائع

كل امرؤ ينال رزقه

فلا تُنافس جشع وطمع

لايصلح الطبع والعادات

الا من لطبعه قد صنع

نساء بأزياء رجال

بلحى وشوارب مقنع

من يلبس ثوب الكرام

فإنه لثوب البخل خلع

لن يرقى من كان طامح

للعلا أذا للذل خضع

من يشرب بكأس ذل

لن يثمر للعز فيه زرع

من لم يفكر قبل قوله

فما للندامة معه نفع

من لايعدل بين اثنتين

فواحدة اعدل من اربع

إني ارى الأنام قد سكروا

لهوا ولعبا وما لاينفع

كيف ينام مرتاح البال

من لهول القيامة لايجزع

كيف ينام مرتاح البال

من لا يهمه امر المجتمع

وكم نصحت من خلاني

فكان نصحي كما اتوقع

ارى الناس في سعادة

وتراني وحظي في صراع

ربما حققت احلام نوم

وكان حلم اليقضة بدع

شعب يباع ويُشترى

تبا له من شعب وسلع

اذا اردت سماع قولك

فاسمع لقول غيرك وع

يا شارب من كأس الهوى

ومن شفتاها الحنان ينبع

يشرب خمرا لينسى هواه

فإذا هو بالمحب جُمع

تريد أن ارضى منك إهانة 

فهل رضى بها حمار مرقع

يهجو البعيد عنك بالخنّا

ويُخادع عنده كما السمعمع

أما آن للقلوب لقاء

وكفى هذا البعد والضياع

عذاب قلبي ثم ذهب

وتركني بين ألم ودمع

انت الهوى كنسيم عطر

وكشروق الشمس تسطع

يراودني طيفك في منامي

ويوقضني لحظة وداع

أين أجد لعاشق منصف

لعلي اجد له شافع

ذُكرت لي عند مولدي

وانك خلقت من ضلعي

كفكف الدمع من عيناك

كفاك كذبا وخداع

يا حبيب ابتعد عنا

كم دعوناك ولم تسمع

تقبل مع شروق شمس

لعينها يزهر الربيع