طفل صغير
يحبو تحت
قصفٍ ودمار
جسده مخضب
بالدماء
يتسلق على أجساد
أخوته الراقدين
تحت شظايا العدوان
يحمل بيده
جمجمة أبيه
يبحث عن ثدي أمه
يقتله الجوع
وقد أينع الشيب فيه
من طول الحصار
قبل بلوغه ريعان
الشباب
يسعى إلى النضال
والبطولة والانتصار
على غاصبٍ محتل
يكحل عينيه
بدماء الثوار
ودموع العار
يحمل في صدره
أشجان أمهات
فقدن أبناءهنّ
الصغار
آمال وأحلام الكبار
مآسٍ وآهات
وطن الثوار
آلام وخزي
أمة المليار
صرخة طفل
من رحم العذاب
باكٍ يشكو
أمة العرب
نومها طويل
سباتها عميق
ممزق الجسد
بشظايا محتَل
إرهابي
شكوى شيوخ
كهولٌ انحنت
ظهورهم تشرَّدت
بين الأمصار
ونحن نلهث
خلف ظل سراب
تعبنا وتعبت أنفاسنا
فأسندنا خيبتنا
على جدار
هلعٍ وصوب
يختبئ في زمن
النسيان الذي ضاع
فيه الشباب
العرب تتسابق
إلى التطبيع ثم الضياع
والسلام ثم الهزائم
وإلى الوفاق والعهود
ثم مكاتب من الرق
إلى الصلح الذي
تمرد فيه المكر
بثوب الصلاح
صافحنا الرجس
وصالحنا الرجز
أبناء الليل
هم لصوص النظال
الذين سمرنا معهم
أوقعونا في صفقة
الخيانة
فوقعنا في شباك
الذل
وانتظرنا خلف الدموع
ننتظر فارس آخر الزمان
شيخ يقلع صبّار الصبر
من آهاته وآلامه وأحزانه
سلاحه عكازه
يتكئ بها على
مصائب و ويلات العرب
ويهش بها غدر
خيانة العرب
وعجوز تبكي تطهر عبراتها
سنوات الاحتلال والغصب
وقهر الأمهات الثكالى
وامرأة تبحث عن بصيص
أمان بين صفقات السلام
لا تتحرك شعرة لعربي
لا يقشعر بدن لفدائي
العالم صامت
ينظر ولا ينكر
غزو الشيطان للإنسان
الظلم يتكلم
والعدل أبكم
العالم يقف
في صف الشيطان
وابن الأرض يتنكر
بالخداع والخيانة
والمكر والكيد
عند أرض الرباط كلنا
نصمت رضا
وتعمى الأبصار
أنا ضامٕ لهدر
دم المحتل
وجشعٌ للثأر والنضال
وطامعٌ في النصر
والانتصار
ورافعٌ رايات الحق
والعدل
أنا الساطع فوق
ضوء الشمس
أطرز من خيوط
أشعتها شعلة
النصر والظفر
أنا من رضعت
حنين أرض
الشهداء
وكحلت عيون
فلسطين
بدماء الثوار
الأحرار
أنا من ارتويت
من الغيوم
عزّة وكبرياء
إن الذي يجاهد
من ستار خندق
ولدت فيه الشهادة
ينجب ثوارًا
ولدتُ من
كبد الصبر
يرفض قوانين
الظلم لنصرة
الإجرام
ويراهن على دمي
سلعةً لتجار السلام
مقابل الذل والهوان
ينتصر الظلم
في زمن الفجور
والمكر والخيانة
والغدر
أمم تأكل الجبال
غضًّا طريًّا
ولكنها بين الأعداء
كعصف مأكول
وحيلها مقتول
وترضع الذل
من ثدي محتَل
حثالة غدر وخيانة
زرعنا الخزي في بلادنا
بدم العار سطرنا
النضال