تأخر الشاب شكري في عمر الأربعين في دوامه مما جعله يتأخر عن البيت .
نظرا للجرد السنوي في الشركة التي يعمل فيها فاضطر لأن يتأخر عن البيت وكان باص البلدة
قد أنهى عمله فباص البلدة لايعمل بعد العصر
فنظر شكري إلى الساعة التي في يده فكانت السابعة ليلا وكان الطقس شتاء فانتظر لعل الله يرسل له أي سيارة تقله وتنقله لبلدته وقد تذكر أن من أكثر من البسملة يسر الله له ركوبة ويسر الله أمره وأمر سيره وقضاء حاجته فأكثر من البسملة وقد مكث على هذا الحال نصف ساعة وقد حدّثته نفسه أن طال حاله على هذا
أن يأخذ سيارة بالأجرة ويختصر الوقت ليصل للبيت وبعد هُنيهه أذ بسيارة وقفت بالقرب منه فاقترب شكري وانحنى حتى يرى سائق السيارة ليتحدث معه فقال له : شكري السلام عليكم يا أخي أريد الذهاب ألى بلدتي
فقال له:سائق السيارة وانا ذهاب إلى بلد ابعد من بلدك ولكنك في طريقي أذا تريد أن تتفضل واوصلك معي فكلنا يسعى للأجر والثواب .
فقال شكري :أذا تكرمت يا أخي فكما تعلم لقد تأخرتُ عن البيت
فقال له : تفضل بلا خجل كلنا يسعى للأجر والثواب من عند الله تعالي.
فدار بينهما حديث قال :سائق السيارة من السُنة التعارف
أنا محمد
فقال شكري :
أخوك شكري
فقال شكري: لقد تغير الزمان وأحوال الناس يا أخي حتى أن الأخ ابتعد عن أخوه كم كنا في الماضي وفي الحي اذا كان كبير العائلة يمشي في الحي لاتجد هناك خيال أمراة أما اليوم فإنك ترى النساء تلبس البنطال ويذهبنّ للتسوق لا حياء ولا خجل لو كانت قبل ثلاثين سنة أخرج لها أهل البلد ولحقوا بها بالحصى عجبا لهذا الوقت الذي نحن فيه ونعيش فيه لقد تغير كل شي فيه .
فقال: محمد صدقت يا أخي ولكن أوصيك بأن لا تقرب الشوك
فقال : شكري ومن المجنون الذي يقترب من الشوك سوف يتألم ويؤذي جسده.
فقال له: محمد لايذهب فكرك لشوك النبات يا اخي.
فقال : شكري أي شوك تتحدث عنه يا أخي؟
فقال : محمد الشوك يا أخي هذا مثلا تعلمناه من الكبار الذين عاصرناهم
فقال شكري : أنا كلي آذان صاغية لك يا أخي
فقال: محمد الشوك الذي أقصده يا أخي شكري
حرف الشين الشراكة لأن الشريك لو كان أبنك في هذا الزمان لنقض العهد معاك وخان الشراكة ونكث ألايمان .
أما حرف الواو فهو الوكالة فإنك أن وكلت أحدهم في هذا العصر الذي نحن فيه على زوجتك لا تتفاجئ أذا أصبحت زوجتك طالقا منك ولو وكلته على ما تملك لا تستغرب وتتعحب وقد أصبحت مجرد من كل شيء ولربما أصبحتَ عاريا حافيا
أما حرف الكاف فهي الكفالة فأنك إذا تكفلت أحدهم في هذا العصر لتخلى عنك وجعلك تتكبد ديونه من غير أن يبالي بحالك ولو سألته لقال ومن ضربه على يداه ليكفلني أو على قفاه ليتحملني !
فقال : شكري صدقت يا اخي أن هذا المثل ينطبق على حالنا في هذا العصر والوقت .
فقال : محمد أضرب لك مثال لقد استدان مني أبن عمي مبلغ من المال قبل عشرين سنة وكنت أدرس في الجامعة وكنت اعمل يومها في محل حتى اجمع مصاريفي ومصاريف الدراسة ولكن أبن عمي عند وفاء الدين أنكر أن لي عليه دين فقلت : له اسمع أن لم تؤدي ما عليك من الدين فاعلم بأني قاتلك وسمع حديثنا أخوه الكبير فقال لي دينك علي ولولا أن أخوه تكفل وتدخل وسد دينه لي لقتلته وبعد وقت قصير وصل شكري لبلدته .
فقال: لسائق السيارة محمد شكرا لك يا أخي تفضل لزياتي على عشاء أو فنجان قهوة أو كاسة شاي
أو أي شيء ترغب به ونتشىرف بزيارتك في أي وقت
فقال له: محمد ليس لدي وقت فأنا مشغول أريد أن ابني حديقة للتنزه والعمال ينتظروني لقد تأخرت عليهم أحضرت لهم العشاء
فقال: شكري كم تريد أخي أجرة
فقال : محمد سلمك الله أخي الا تريد أن احصل على الأجر والثواب رأيت أنك في وقت متأخر وأردت أن اكسب فيك أجرا فأردت أن أخذك معي لأنال الأجر من الله فالليل مظلم والوقت متأخر
فقال : شكري شكرا لك أخي وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك فافترقا