آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة شادي الربابعة
  5. الانطباع الأول

يستيقظ الطالب الجامعي سليم، ويبلغ من العمر خمسة وأربعين عامًا. يملأ وقار الرجال وجنتيه، كالبدر، والتاج الأبيض على ذوائبه كالنجوم في ليل مظلم. 

 وقد صعد أول أدراج سُلم الشيخوخة. 

ينهض قبل الشروق في الشروق، والظلام قبل الشروق الثاني عابس وقاتم. 

 يتمطى في فراش دافئ يُخيفه صرير الريح العاتية، ولكن هذا لا يحول بينه وبين تحقيق أحلامه التي طالما جاهد وكدح وكافح ليصل إلى النجاح والفلاح فيما يسعى إليه. 

 

يعود إلى البيت بعد الغروب في الغروب، والغروب الثاني حالك، وقد تثاءب هذا الغروب من تعب ووصب ونصب، ومن وعثاء السفر، وعناء الصيف والحر. والرياح التي تتصارع مع الأحلام والآمال.

 

وكان في معاناته في رحلته الدراسية، هذه المعانات بالنسبة له ألذ من شهد العسل الممزوج مع الصبار في وعاء مصنوع من الصبر، حيث كان يبدأ الدراسة على ضوء المصباح ويعود إلى منزله على ضوء المصباح. كان الظلام بالنسبة له كوحش مفترس، له فم في مقدّمته وفم في نهايته، وكأنه يدخل من فم ويخرج من فم آخر. 

 

وانطلاقًا من قناعته بأن العلم من المهد إلى اللحد، فإنه يجب على الإنسان أن يطلب العلم ولو كان في الصين. وعلى الرغم من أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، إلا أن هذا لا يمنع الإنسان من طلب العلم في جميع مراحل حياته. فما زال العالم يتعلم، فإن قال علمت فقد جهل. 

 

وصل إلى الجامعة متأخراً ودخل قاعة عطوفة الدكتورة فاطمة التي تدرس مادة م.م. طرق الباب وأنفاسه تنازع الرمق الأخير، فسألته عطوفة الدكتورة فاطمة : هل أنت طالب؟ فأجاب: نعم. ثم سألت: هل أنت مسجل في مادة م.م؟ فأجاب: نعم.

 

أدخلته إلى القاعة، وطرق الباب خلفه عشرات الطلاب والطالبات، فقامت الدكتورة فاطمة بطردهم، وأغلقت الباب. 

 معتذرة بأن من يدخل بعدها لن يستطيع دخول القاعة، ثم أغلقت الباب وبدأت بخطابها الصارم، حيث تُوحي إليك كلماتها بأنها أنهت خدمتها برتبة قائم مقام.

كما قالت في خطاب يسمعه جميع الطلاب: حتى لو دخلت بعدي، اعتبر نفسك كطالب غائب. 

بعد دخولي القاعة وأخذ الحضور والغياب، من يدخل بعد هذا الوقت لا يلومني بل يلوم نفسه، وهذا الكلام لجميع الطلاب بلا استثناء.

بعد انتهاء خطابها التهديدي والوعيدي، لطالما كان هذا الطالب - منذ عشرين سنة ونيف - يسمع هذه العبارة أثناء خدمته في الجيش وهي: (الخير يخص والشر يعم).

وهي قاعدة لا يعرفها إلا من، دخل في سلك الجندية وقضى نصف عمره في خدمة وطنه، لكثرة تكرارها أثناء التدريبات العسكرية. 

في نهاية المحاضرة، يُراجع الطالب الدكتورة ليعلم هل هو مع الحاضرين أم مع الغائبين. فتقول له عطوفة الدكتورة إنه غائب. فيقول لها: إذا تكرمتِ يا عطوفة الدكتورة أن تأخذي الغياب في نهاية المحاضرة، فأنتِ تعلمي أيتها الدكتورة الفاضلة، إن المسافة بعيدة بين الكليات، وقد أغلقت رئاسة الجامعة جميع الأبواب، مما يضطر الطلاب للدخول والخروج من باب واحد، مما يسبب ازدحامًا عند الباب وبالتالي نتأخر. فتجيب الدكتورة بابتسامة: إذا كنت أتكرم، ستبقى غائبًا، فهذا هو نظامي ولا أحب أن أغيره. وإذا كان لديك أو لدى أي من الطلاب مشكلة، فليُراجع العمادة. ثم تخرج الدكتورة من قاعة المحاضرة. 

 

فيلتقي الطالب سليم بصديقه الطالب سالم، فيسأل سليم صديقه: هل تعرف هذه الدكتورة التي ندرس لديها هذه المادة؟ 

 

  فيجيبه صديقه سالم: الدكتورة تخصصها مواد قانون. فيسأل سليم صديقه: لماذا الدكتورة...؟ 

 تتصرف هكذا، وأنت تعلم أن البنية التحتية للجامعة مبنية على جبل. نحن في حالة صعود ونزول، والمسافة بعيدة. لا شك أننا سنعيد الفصل، لا سيما أنني خريج هذا الفصل. أخشى أن أفقد فصلاً دراسياً بسبب هذه المادة.

 

فيرد عليه صديقه سالم: هون عليك يا صديقي، كل ما تفعله الدكتورة إنما هو لضبط القاعة، 

 ولكي يلتزم الطلاب بالمواعيد. 

 

 بالأمس، دخل بعد الدكتورة عشرات الطلاب، مما سبب إزعاجاً للدكتورة وغضبها. وأنت، لا تعلم لأنك لم تحضر بالأمس لأنه كان أول دوام في الفصل. 

 

فيجيبه سليم: لكن يجب أن تكون الدكتورة أكثر تعاطفًا ورحمة مع الطلاب، وأن تراعي المسافات التي نقطعها للجامعة، ناهيك عن البنية التحتية للجامعة. فيقوم سالم بالرد قائلاً: أيام وتعدي لترى الدكتورة من يلتزم بالدوام معها ومن يحضر محاضراته ومن يتهرب. فلا تحمل همًّا، ستجدها من أروع المدرسين والدكاترة في الجامعة، فالأمر مجرد مسألة وقت، صديقي. 

فيقول سليم لصديقه سالم مازحًا: بعض النساء ينبغي أن يبقين في المطبخ، وإذا خرجن منه فسيحدثن كوارث . 

ثم أنشد قائلاً لصديقه:  

 

يا ليتك لم تخرجي من المطبخ

 

 وغطستِ في طنجرة ضغط. 

 

كرهتِ في العلم كل طالب، 

 

ورفعتِ في عروقه الضغط. 

 

فتبسما معًا من هذا المزاح فقال له صديقه سالم: دعنا من المزاح يا صديقي، ولكن الدكتورة فاطمة رائعة وذات صفات كاريزمية يحبها الطلاب وتحبهم، وجميع الدكاترة يحبونها كذلك ويحترمونها.

سترى ذلك واقعًا عمليًا بنفسك من قوة الحضور، والصراحة، والصدق، وكسب الثقة، وقدرتها على القيادة. تُظهر الابتسامة دائماً، وانفعالاتها مناسبة، واهتمامها بالمظهر العام. كما تظهر لغة الجسد المناسبة. 

 

فيرد سليم: لابد أنها حين أدخلتني القاعة راعت كبر سني، وتولد الشيب في لحيتي واشتعال الرأس شيبًا. 

 

لا شك أني أخطأت في انطباعي الأول عن هذه الدكتورة الفاضلة، ولا شك أن الانطباع الأول غير دقيق مئة بالمئة. 

 

الانطباع الأول، يا صديقي، يشبه الحلم من حيث الوقت والتقدير. فهما يتشابهان في المدة؛ حيث يستغرق الحلم نحو ثماني ثوانٍ، وكذلك الانطباع الأول يتكون في سبع إلى ثماني ثوانٍ. أما من حيث التقدير، فمن الممكن أن يتحقق الحلم ويصبح واقعًا، أو قد يكون خيالًا فلا يتحقق.

 

كذلك، فإن الانطباع الأول ليس بالضرورة صادقًا دائمًا في تكوين الفكرة عن الشخص. فسرعة الحكم على الأشخاص لا يصح، فلكل إنسان ظروفه الخاصة.

 

من مستوى تعليمي واقتصادي، وتطور، ونجاح، وخلفية دينية، وعرقية، وسياسية، ورغبة اجتماعية، وتوجيه، وثقة، ومصداقية، وكفاءة، وصدق، وهو ما يعرف بقاعدة ١١/٧. 

 

 

 فقد يكون الخير كامنًا في الشر. كما علمنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: لا تَّهرف بما لا تعرف. 

 

أرجو الله أن يغفرلها ولنا ويرحمنا.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350377
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205076
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190130
4الكاتبمدونة زينب حمدي176666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138380
6الكاتبمدونة مني امين118818
7الكاتبمدونة سمير حماد 112596
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103808
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101162
10الكاتبمدونة مني العقدة98541

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

610 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع