مساء أمس تأخر زوجي على غير عادته .. اتصلت به لأطمئن عليه فانتهى الجرس دون رد .. عاودت الإتصال به مرة أخرى وفي نهاية الجرس الثالث رد عليّ بصوت مرتبك .. أول إعتقادي كأي زوجة بأن سبب الإرتباك هو خيانة محتملة .. لكن كيف وزوجي من النوع المستقيم جداً .. ربما تغير بعد تحسن ظروفه في الآونة الأخيرة.. سرعان ما تبددت مخاوفي عندما تأكدت انه بين مجموعة أصدقاء له بينهم عمل ..هذا العمل الإضافي الذي لا أعلم عنه شئ .. جاءني صوته بنبرة خافتة يسألني عن حال الأطفال .. طمأنته وأخبرته إني أردت الاطمئنان عليه ليس إلا
عدت أسأله عن سبب تأخيره .. فأجبني بإقتضاب
- لدي بعض المشاكل وسأقوم بحلها .. سأعود يا حبيبتي بعد قليل
وأغلق الهاتف ..
***
ألقيت نظرة على الأطفال .. وتأكدت انهم ناموا في سلام.. أطفأت جهاز الكومبيوتر وأخذت التابلت من يدي صغيرتي .. وحملت الولد الصغير لسريره بعد أن نام على مقعد الكومبيوتر .. وذهبت للولد الكبير ورميت عليه غطاءاً .. وقبّلتهم جميعا وأضأت إضاءة خفيفة .. ثم خرجت وأغلقت الباب خلفي
وجلست في إنتظار زوجي العزيز .. وبعد مرور ساعة عاد .. رحبت به وساعدته على تغيير ملابسه .. ثم جلسنا نتناول العشاء .. فأنا لا أتناول عشائي إلا معه .. وعلى العشاء لاحظت انه زائغ البصر .. مشتت الفكر .. تائه .. لم أحب أن أسأله عن سبب ذلك بعدما سألته بشكل غير مباشر ووجدته لا يريد التحدث .. فقد سألته عن يومه وما الذي جرى فيه وعن أصدقائه .. لكنه اكتفى بإيماءة من رأسه وعاد ينظر في طبقه !
...
بعد منتصف الليل بقليل خلدنا إلى النوم .. وبعد سويعات انتبهت فجأة وقد اختلطت عندي الأحلام بالواقع فلم اعد أميز أي شئ .. أظن أن الوقت كان قرب الفجر .. استيقظت على أنفاس متهدجة بقرب رأسي .. ولم أشأ أن افتح عيني .. سمعت همساً .. إنه صوت .. صوت زوجي .. أسمعه يبكي وهو يهمس قائلا .. ماذا ؟ ماذا يقول ؟
إنه .. إنه يقول " سامحيني يا داليا .. سامحيني يا زوجتي .. حاولي تسامحيني "
حينها فتحت عيني ... صرخت من هول ما رأيت
لقد رأيت زوجي وهو رافع كلتا يديه وقد أطبقهما على بلطة ويهم بقتلي !!
- لا .. لا ... لا تفعل ..
تدحرجت على الجانب الآخر من السرير .. وبدأ خالد في مطاردتي .. لم أفهم وليس لدي الوقت لافهم سبب إقدامه على قتلي .. كل ما يهمني أن أنجو بحياتي الآن
سارعت إلى باب الغرفة وكان يعاجلني بضربة شعرت بألم شديد في ظهري .. وشعرت بإعياء وكأني أفقد وعيي .. وسرعان ما استيقظت وأكملت بسرعة لافتح الباب وأهرب منه قبل أن ينال مني ..
خرجت فوجدت أطفالي مذعورين .. احتضنوا بعضهم واستندوا إلى الحائط في هلع .. ضممتهم إلى صدري وأخذتهم إلى غرفة الضيوف البعيدة عن غرف النوم وأحكمت إغلاق الباب وجلسنا نستمع إلى ما يحدث لزوجي في الخارج ..
***
الصمت .. الصمت قد غلف كل شئ حولنا .. سمعت صوت خطوات هادئة .. أصوات تكسير .. أصوات عديدة متداخلة .. ثم عاد الصمت ليغلف رعبنا مرة أخرى
***
مرت دقائق .. أو ربما ساعات .. لا أدري .. حتى سمعت باب الشقة يُفتح .. صوت زوجي ينادي علينا بمرح ... " داليا حبيبتي فينك ؟ " " يا أولاد .. حبايب بابا .. أنا جيت "
ماذا ؟ .. ترى ماذا حدث له ؟
ولم تتح لي فرصة كبيرة للتفكير إذ تغيرت نبرة الصوت فجأة .. وسمعت زوجي وهو يصرخ ويستغيث .. أردت نجدته لكني تراجعت .. ثم حدث ما لا يخطر على بال أحد .





































