فاجأتني بزيارتها اليوم، تزورني دائمًا لكن تتصل قبل قدومها، ولا تأتي في وقت متأخر.
طلبت منها الدخول بارتباك، زوجي في المنزل وهذا وقت راحته.
دخلتها غرفة الاستقبال وطلبت منها الانتظار للحظة.
عدت إليها بعد أن أخبرت زوجي بوجودها.
بادرتها بالسؤال:
_ كيف حالك حبيبتي؟ وجهك شاحب للغاية.
= انجديني، أعلم أنني بمثابة أختك الصغرى.
_ ماذا حدث؟ أخبريني!!
= زوجي يطلب مني الذهاب معه إلى بيتنا في الغد.
_ لا شيء في ذلك، على أن يذهب والدك أو أحد إخوتك الرجال معك.
= لا يريد ذلك، بل لا يريدني أن أخبرهم. إني ذاهبة معه وسأقابله بعد الانتهاء من عملي.
_ لا يجوز يا حبيبتي، لقد عقد قرانك فقط، وليس من حقه الاختلاء بك.
انهمرت دموعها وتعالت شهقاتها وهي تكمل:
= دائمًا يتجاوز معي، أرفض مبالغته في الاقتراب مني، وأصر على وجود أحد إخوتي.
اتصل بي اليوم وأخبرني بما قلت لك، وإن لم أوافقه سيطلقني. قال لي إن طلاقي سيكون إساءة لسمعتي؛ فسيستنتج الجميع أنه طلقني بعد أن وصل لغرضه.
لكن إذا وافقت على ما يريد سيتم زواجنا ولن يتخلى عني أبدًا.
(أصبحت أفهم الآن معنى أن تصعد الدماء في رأسك، وأن تغلي في عروقك وتشعر أنك تريد تهشيم رأس أحدهم.)
حاولت الاحتفاظ بهدوئي وأنا أخبرها:
_ إن زوجك يستغل عدم خبرتك، لن يحدث شيء كهذا، ستظل سمعتك بخير، وليس له الحق في الاقتراب منك، غاية حقه أن لا ترتدي حجابك أمامه، لكن عليها الاحتفاظ بحشمتها كاملة ولا داعي أبدًا للمبالغة؛ بدعوى أنه زوجها.
_ عزيزتي، زوجك ليس رجلًا، وإذا وصل لغرضه سيرحل، ولن يتزوجك أبدًا. اسمحي لي أن أخبر زوجي وسنذهب معًا لنوصلك إلى بيت أهلك، وسأخبرهم بكل شيء.
رجل كهذا لا يؤتمن أبدًا، وقرار الطلاق خرج من يده، ستطلبين ذلك منه إلا إذا أردت الاستمرار، فهذا شأنك.
= لا... لا أريد، أصبحت خائفة منه جدًا.
حسنًا، اشربي العصير بينما نستعد للذهاب معك.
لم أتوقف عن التفكير في مشكلتها حتى بعد أن انتهت بطلاقها، والدها لم يتحمل ما سمع، اتصل به فورًا، وأنهى الموضوع.
تأكدت أن والدي فعل عين الصواب حين رفض كتب كتابي إلا عند الزفاف، حدد مواعيد الزيارة.
ولم يسمح لي حتى برؤية بيتي إلا يوم زفافي. كان محقًا، ربما يعطي البعض أنفسهم حق الاختلاء، أو التجاوز، بحجة أنه زوجها، وهذا خطأ. ليس من حقه أي شيء، هو كالخاطب تمامًا. حتى أنني أرفض أن تخلع حجابها أمامه أو أن تتنزه معه. ليس الجميع كذلك، ولكن لا داعي للمغامرة.
يا رب، قد فسد الزمان فنجد.
تمت