آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة شيماء الجمل
  5. استسلام

ظنت أنها نجحت في إنهاء حياتها، كل شيء كان متوفراً لها لتفعل خيبة، حزن، وحدة.

اتجهت إلى ثلاجتها تناولت الكثير من الأدوية، وذهبت إلى فراشها.

أضواء تحيط بها من كل مكان، أين كانت وأين أصبحت؟ هل هي في الجنة؟

مستحيل، من يفعل فعلتها لا يرى الجنة.

أيضاً هي ليست النار.. أصوات وهمهمات وأثقال تقيد جسدها، تتنفس بصعوبة، تسمع أنفاسها مع أنها لا تشعر بها. أغمضت عينيها بقوة علها تستفيق، أو تذهب إلى مكان تعلمه، ولكنها كلما حاولت فتحهما، تجد نفس المكان.

بدأت تشعر بألم، طعم الدماء يملأ فمها، تحاول مقاومة جسدها المنتفض، وأنفاسها المتلاحقة، ولكنها فشلت، وذهبت إلى عالم آخر.

لم تعد تدرك الزمن، لكنها أدركت ما حولها. عادت إلى الحياة، وجدتهم يقفون حولها بعيون مترقبة. أرادت أن تصرخ فيهم: "ابتعدوا، لا أريد أحداً منكم، يكفيني ما حدث"، لكنها لم تقوَ. يبدو أن شيئاً ما أصاب حنجرتها. تريد الذهاب، لكنهم يعيدونها عنوة.

فلا تجد سوى الدموع الحارة، التي اعتادت منذ أسابيع أن تكوي وجنتيها بها.

أفاقت من شرودها عندما رأت شخصاً لا تعرفه.

من هذا الأخير؟ سمعته يقول:

 

كانت في خطر، يجب أن تستريح، اعتنوا بها جيداً، فقد كادت أن تفقد جنينها.

مفاجأة مؤلمة، انتظرت سماع هذا الخبر كثيراً، والآن وبعد أن أصبحت بمفردها، تسمعه.

بينما تريد الرحيل، يجبرها كل شيء على البقاء والعودة.

  

مر أربعة أيام من الألم المتتالي.

إبر تغرس في يدها، لا تستطيع الأكل فيعتمدون على المغذيات الصناعية. استسلمت لهم، تركت نفسها لأيديهم تفعل بها ما تشاء. فقدت الكثير من روحها، ولكن حاولت أن تكفر عن ذنبها؛ فالتزمت بصلاتها وسألت الله الفرج.

تركوها جميعاً فجأة، لم يفعلوا في الأيام السابقة. بحثت بعينيها ولم تجد أثراً لأحد. أراحت رأسها وأغمضت عينيها، ربما تجد الراحة، حتى عندما سمعت صوت الباب لم تهتم لتعرف من القادم. وبالرغم من أن خطواته تقترب منها، لم يثر هذا فضولها. لم تتحرك إلا عندما شعرت بأنفاسه تقترب، تعرف عبق تلك الأنفاس جيداً، فقد استنشقتها لسنوات. فتحت عينيها، فتوقف عن الاقتراب منها. اضطربت أنفاسها فطلب منها الهدوء:

 

إهدئي، من فضلك، أنت متعبة.

أشاحت بوجهها بعيداً، فأردف:

 

افتقدتك. أعلم أننا انفصلنا، وأنك تكرهينني. تعلمين أنني لم أكن أريد الابتعاد عنك، ومفارقتك لي كانت كمفارقة الروح للجسد. ولكن ما قلتيه...

انظري لي، من فضلك، تعلمين أنها كلمة في فمي، بإمكاني ردك حتى دون إرادتك.

نطقت بصوت خفيض مبحوح:

 

اتركني، أرجوك.

 

لن أتركك. وبعد أن علمت بحملك، لا أستطيع.

وضع يده فوق بطنها قائلاً:

 

ما انتظرناه طويلاً ينمو في أحشائك الآن، لن أتركه أو أتركك.

 

أخذت واحداً وحرمتني رؤيته، والآن تريد أخذ الآخر؟

 

كان خطأً، سامحيني. فعلت ذلك في لحظة غضب. كلامك لي كان قاسياً، لم أكن أعلم أنك تشعرين بكل هذا الألم وأنت بجواري. لم أحتمل كلماتك عندما أخبرتني أنني سأفقدك وأنني عرضتك لأن تبحثي عما ينقصني في شخص آخر.

 

أردتك أن تنقذني، أن تمد يدك إلي. لم أكن أقصد ذلك حرفياً، لم ولن أكون لشخص آخر، غيرك. فقط أردتك أن تشعر بي، أن تكون لي كل شيء أحبّه، حتى أربط على قلبي. لم أطلب المستحيل، كنت زوجي وحلالي. ليس عيباً أن أخبرك بما أريد.

 

لم أفهم وقتها. تعلمين ما مررنا به قبلها. سعينا للإنجاب مرة أخرى وضغط والدتي عليّ لأتزوج. حتى ما تعرضنا له من مشاكل، وخوفي المرضي عليك. كل هذا أثر فيّ وجعل كلماتك تشعرني أنك لا ترينني بل وتريدينني شخصاً آخر.

 

أنا أراك، وأعلم كل ما تقوله لي، ولكن أردت منك محاكاة العقل. لست وجهاً جميلاً وجسداً، أنا إنسان أعيش وأتنفس. أريد مساحتي من الحرية. بيتك أصبح سجني، لم أعد أشعر بجماله، فقط أشعر أن جدرانه تضيق عليّ، وتكاد تخنقني. خفت من الموت حية. طلبت منك أن تتركني أفعل ما أحب، لأستطيع الاستمرار فقط.

لم يكن طلبي صعباً أو مهيناً.

قالت كلماتها وشعرت بجفاف حلقها. سعلت كثيراً حتى شعرت بطعم الدماء مجدداً.

ذهب راكضاً ليحضر الطبيب.

 

جعلتها تتحدث كثيراً، مازالت مريضة.

 

فليذهب الجميع، اتركوها ترتاح.

غادر، ولكن كلماته لم تغادر. نظرات الرجاء أيضاً لم تغادر.

صمت فمها، ولكن عقلها لم يصمت.

صرح لها الطبيب بالمغادرة، فجو المشفى أتعب نفسيتها أكثر.

اصطحبها والدها إلى المنزل، ساعدتها والدتها في تغيير ملابسها. أمسكت وجهها بكلتا يديها واحتضنت رأسها.

تركت نفسها في دفء أحضان والدتها فقد عانت لأسابيع من البرد.

دلف والدها وأخوها إلى الغرفة، والتفوا حولها. قال والدها بحزن:

 

أصبحت تكرهينا يا ابنتي؟!

 

لم أكرهك يا أبي، أنت كرهت كوني فتاة. عاملتني كهم تريد الخلاص منه مبكراً وكأني جبل تريد أن تزيله من على كتفيك. لم أكن سيئة لهذه الدرجة، لتكون خائفاً حتى من احتكاكي بالعالم الخارجي. ساعدت زوجي على احتجازي بحجة الحماية.

كنت أتمنى أن تعلموني كيف أحمي نفسي بدلاً من فرض الحجر عليّ. أنتم لا تعلمون شيئاً.

(لا تعلمون أن التلاعب بالأعصاب والقلوب مدمر. فض العفوية أقوى من فض البكارة. اغتصاب العقول أقوى من اغتصاب الجسد.)

استغرب والدها من كلماتها وتساءل:

 

من أين عرفت هذا يا ابنتي؟ مازلت صغيرة.

 

منذ متى تراني صغيرة يا أبي؟ لمَ زوجتني إذاً إن كنت تراني صغيرة؟

ثم أردفت بحزن:

 

تعلمت هذا من احتكاكي بالناس. أقبلت عليهم بقلبٍ عفوي، فسلبوا مني سلامي النفسي واحترامي لذاتي.

أرجوك يا أبي، لا أريد الكلام. أظن أن رسالتي وصلت.

قبل أباها رأسها وتركها لتستريح.

بعد قليل، سمعت جرس الباب. ثم سمعت والدتها تهلل باسم ابنها. قامت مسرعة، وكأن ضعفها تحول فجأة إلى قوة. ركضت نحوه،

جثت على ركبتيها وفتحت ذراعيها لاحتضانه. أقبل عليها مسرعاً وارتمى في أحضانها. بكيا سوياً كما لم يفعلان من قبل. لم تنتبه لوجود طليقها ووالدته.

أفاقت على صوت والدة طليقها تقول:

 

قومي يا ابنتي، ما تفعلينه خطر على ما في بطنك.

ساد الصمت، رفعت رأسها ونظرت إليها بتحفز، أردفت بحنق:

 

منذ متى وأنا ابنتك؟! ماذا تغير؟!

أصبحت تخافين عليّ؟ لم أرَ هذا وأنتِ تصرين على أخذ ابني مني، ولا عندما هددتِ ابنك بالغضب عليه إن لم يستجب لكِ ويتزوج. ليتكِ اعتبرتني ابنتك حقاً.

كررت قولها:

 

إهدئي يا ابنتي، هيا سأساعدك لتستريحي بالداخل.

نظرت إليها ولم ترد. فأقبل أخوها ليساعدها. أراحت جسدها على السرير، وابنها بجانبها يلتصق بها. سألها والدها عن الموافقة على العودة إلى بيتها.

وافقت، ولكنها طلبت بعض الوقت لتستريح. ستكمل الأسبوع على الأقل.

وافق الجميع على ذلك.

وبالفعل جاء زوجها ومعه الشيخ آخر الأسبوع؛ ليردها إلى عصمته.

أخذها وذهب، كان سعيداً.

وكانت شاردة. استقبلها حارس العقار وزوجته بالترحاب. رأتها بعض الجيران فسلموا عليها وأخبروها أن العقار حزين بدونها. ربما كانت عاداتها العفوية غريبة عليهم في البداية، ولكنهم أحبّوها للغاية لحسن عشرتها وشعروا بفقدها. أسعدها ذلك.

فتح باب شقتهم وطلب منها الدخول. شعرت بالغربة، وهي تدلف إلى الداخل. ذهب بابنه إلى غرفته، وذهبت هي إلى غرفتها. كانت صامتة جامدة. لم تحاول حتى فتح حقائبها وتبديل ملابسها.

لحِق بها، احتضنها، ونزع عنها حجابها، ضمها بقوة مستنشقا عبيرها. قالت بضعف:

 

أنا متعبة.

قال بشغف:

 

أنا أيضاً متعب. متعب للغاية.

استسلمت كالعادة.

كانت تعلم أن التغيير لن يحدث في يوم وليلة، وربما لن يحدث أبداً، ولكنها لم تعد تمتلك القرار بين طفل لا تريد أن تحرم منه ثانية وطفل ينمو في أحشائها.

سيكون البقاء في بيتها هو حلها الوحيد.

تمت.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
4↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
5↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
6↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
7↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
8↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
9↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
10↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350437
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205127
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190187
4الكاتبمدونة زينب حمدي176670
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138441
6الكاتبمدونة مني امين118833
7الكاتبمدونة سمير حماد 112643
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103864
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101215
10الكاتبمدونة مني العقدة98567

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1788 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع