".
???? "إنتحارها اللذيذ" فى البنوك الغربيه ????
كنت أقرأ مقال تحليلي عن ثروات الدول فى المجله البريطانيه الإقتصادية العالميه الشهيره المتخصصه فى الإقتصاد "The Economist" الصادرة باللغة الإنجليزية .. وخرجت من المقال بالإنطباع الٱتي :
???? في مرحلة التسعينيات، تم الانتقال إلى الاقتصاد العولمي، ودخول العالم في مرحلة امتلاك الأموال ذات الأرقام الفلكية بالمليارات والتريليونات لدى الشركات المتعدّدة الجنسية ودول النفط، وحتى ثروات الأفراد أخذت تصل إلى عشرات بل مئات المليارات .
الغريب كما يقول كاتب المقال ، أن العالم أجمعه كان يعتقد أن الدول العربيه بثرواتها الضخمه كانت ستحذو حذو الدول الأوروبية بإنشاء إتحاد عربي على شاكلة الإتحاد الأوروبي .
ولكن إستغرب علماء الإقتصاد من إهمال العرب لهذا المشروع ، حتي مشروعهم "مجلس التعاون الخليجي" يبدوا هزيلا حتي فى محيطه الإقليمي مثله تماما مثل جامعة الدول العربيه الأكثر هزاله.
وقد دخلت أموال بعض الأمراء ورجال الأعمال في عداد مالكي مئات المليارات من الدولارات والإسترليني، ولم يعد ثمة ذكر لمن يملكون الملايين ولا عشرات الملايين من الدولارات، فهؤلاء أصبحوا من الأثرياء المتواضعين.
النصيب العربي في الحديث عن الثروات المالية الفلكية الأرقام كان وافراً، ابتداءً من مردودات النفط وانتهاءً بالحكام ومروراً بالفاسدين والهاربين بأموال شعوبهم. ومن دون أن يُنسى الذين امتلكوا شركات الاتصالات وتجار السلاح وعمولاتهم.
القسم الأعظم من هذه الثروات المالية ذات الأرقام الفلكية أودع - وما زال يودع - في الغرب، في البنوك والبورصات والعقارات وسندات الدول الاوروبيه والولايات الأمريكيه.
ومعلوم هنا على سبيل المثال فى بريطانيا أن 3 دول عربيه خليجيه فقط تبلغ ودائعها فى بنوك بريطانيا فوق 15 تريليون جنيه أسترليني ، هذا بجانب حسابات بنوك شخصيه فرديه.
ودعك من الهدر الخيالي لثروات تبدّد في صفقات سلاح لا هدف ولا جدوى منها غير عملية الشراء لذاتها، ولدفع عجلة الاقتصاد في أميركا وأوروبا، كما لصفقات متعدّدة الأشكال كالطائرات الخاصة واليخوت والسيارات، وما لم يسمع به أحد من الاستهلاك ما فوق الرفاه.
ما يراد التركيز عليه هنا هو الأموال العربية، وفي مقدمّها النفطية التي تملكها الدول المودعة -والتي تودع يومياً- في الغرب. وهذه تدخل في عداد مئات المليارات وأكثر. ولا يمكن أن يحصرها رقم دقيق لأنها تزيد مع كل دقيقة.
يحدث هذا في وقت نرى فيه أغلب الدول العربية -منذ السبعينيات وحتى اليوم- تتهالك على طلب القروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتتهافت على الدول الغربية للاستثمار والسياحة فيها. وتعاني غالبية الشعوب العربيه من الامية والفقر والبطاله والأمراض.
ناهيك عن أن كل الدول العربيه بلا إستثناء ليس لها أي دور فى صناعات وإنتاج الثورة العلميه والتكنولوجيا الغربيه الحاليه. بل كل الدول العربيه مستخدم ومشتري مطيع .
وذلك إلى حدّ لقبول الدول العربية بما تحمله قروض البنك الدولي وصندوق النقد من شروط سياسية واقتصادية وثقافية وإجتماعيه صعبه. وفى نفس الوقت الأموال العربية النفطية -الفائضة عن الموازنات واستهلاك الداخل- لا تعرف لها طريقاً سوى "الانتحار اللذيذ" والإرادي في بلاد الغرب.
كلمة الانتحار هنا "مجازية" لأن الأموال العربيه (بالتريليونات) التي تودع في أوروبا وأميركا لا يمكن أن تُسترجع، بالرغم من أنها مسجّلة باسم مودعيها، ويستطيعون -من حيث المبدأ، أو نظرياً- أن يستردّوها.
ولكن الدول الغربيه وضعت فى قوانينها حقوق "تجميد" اى ثروة فى بنوكها او على اراضيها .
والغرب حتى لو لم يُرد السطو عليها فإن المودع صاحب الثروة لا يستطيع أن يعيد عُشـُر معشارها، لأن اقتصاد الدول الغربية يعتمد عليها ولا يحتمل او يتحمل إعادتها.
وباختصار، فإن تلك الأموال تحتاج إلى من يقرأ "الفاتحة" على روحها .. ولا عزاء للأغبياء ‼️????