🔵 ذكريات فى الوطن 🔵
❤️ مين فينا الحمار ❤️
( قصه شخصيه قصيره )
♦️المكان : قرية كفر الحصه. ♦️الزمان : عام 1965
وأنا صبى صغير كنت أعيش وأسرتى فى القاهرة .. بحكم عمل والدى فى شرطة رئاسة الجمهوريه بفريق الحرس الخاص لرئيس الجمهورية ...
فى شهر أغسطس من كل عام كان المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر يقضيه عملا وأجازة صيف فى المعموره بالأسكندرية .. ويذهب مع الرئيس إلى المعموره وأسرته وسكرتارية الرئاسه وكل رجال حرسه الخاص الشخصي وكان المرحوم والدى أحدهم وكنا نحن عائلات رجال الحرس هذا الشهر نقيم فى قصر المنتزه بالإسكندرية ..
ولكني كنت أعشق قريتى كفر الحصة وعادة أقضى فيها جزء من الأجازة الصيفية كل عام .. ودائما كنت أطلب من والدي أن يسمح لي بقضاء اول اسبوعين من شهر اغسطس فى قريتي الحبيبه ثم الحق بالأسرة فى الاسكندريه لقضاء ٱخر أسبوعين من شهر أغسطس . وكان يسمح لي بشرط أن لا أعوم فى النهر !! فكنت اصل القريه الساعه ٣ .. واكون فى النهر الساعه ٣ وخمسه أعوم أنا وأقراني 😂
كنت أعشق قريتي .. وأقراني الذين تركتهم الى القاهره والذين شاركتهم الزماله من عمر 4 سنوات فى "كُتًَاب معلمتي المرحومه الشيخه غزاله" التي تعلمت منها أول ٱيات من القرٱن الكريم .. كانت كفيفه البصر ولكنها أنارت بصيرتنا .. اقراني الذين حضرت معهم فى مدرسة القريه شهرين فقط من سنه أولي إبتدائي فى عام 1955 ثم إنتقلت مع الأسره إلي القاهره. والي مدرسة إيكيسلر الإبتدائية بالقاهره.
وأعشق حارة الحماديه .. الحارة التى ترعرع فيها المرحوم والدى والمرحومة والدتي وأعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي وجدودي .. الحارة التى مازالت حتي يومنا هذا يقع منزل الاسره وكل البيوت مازالت بيوت أعمامي وأخوالي وعماتي وخالاتي وبها الأجيال الجديدة من الحماديه .. فلقد كتب الله علي الغربه وربما انا غادرت مصر ولكن مصر وكفر الحصه وحارة الحماديه لم تغادرني .
الٱن .. بقيت جغرافيا البيوت فى الحاره متلاصقة كماهي .. ولكن تغيرت معالمها .. فالمندره أصبحت غرفة الجلوس .. وحيث كان الفرن والكانون أصبح المطبخ .. وحيث كان الزير وصنية القلل .. أصبح مكانهم الثلاجه .. والمقعد أصبح غرف النوم .. والكرسي أصبح التواليت أو الحمام .. والطشت أصبح بانيو .. والكوز أصبح شاور أو دوش !!
♦️ويوما أثناء الأجازة فى القريه (وكنت صبيا فى ثالثه إعدادي) صممت الذهاب مع اولاد أعمامى الى السوق التحتانى (سوق البهايم) فى نبروه .. كل واحد على حمار .. المهم .. وانا فى السوق التحتاني لا اعرف ماذا لهاني عن حمارى - ربما شراء رغيف سخن وقرطاس طعميه طازه ساخنه من عربيه فى السوق .
.. فجأة لم أجد الحمار .. وحاولت جاهدا أن أعثر عليه .. وتهت فى حارات نبروه .. ولا أعرف الطريق الى الكوبرى .. وتوقفت وسألت الناس اكثر من مره اين الاتجاه الى الكوبرى ؟!
المهم وصلت الى الكوبرى ومنه على طريق البحر الترابى الى كفر الحصة .. ومشيت فى إتجاه القرية مكسوفا مكسور الجناح لفقدان الحمار .. ماذا سأقول لأولاد أعمامي ؟! ..
وصلت إلي أمام ماكينة الطحين فى ٱخر قرية كفر الجنينه
و ورأيتهم على الطريق قادمين من إتجاه قريتي .. أولاد أعمامي قلقانين فى طريقهم الى نبروه للبحث عنى !!
مكسوفا قلت لهم : "أنا آسف ماعرفش الحمار راح فين" ؟! فإبتسم أكبرهم قائلا : "إحنا أفتكرناك زهقت من السوق ورجعت البلد يا استاذ .. والحمار وصل الحاره هنا من غيرك من حوالي ساعه"!!
فشعرت بالخجل وقلت لنفسى :
- "وتلاقى الحمار خرج بسهوله من نبروه وإلى كفر الحصه ولم يسأل مخلوق" !! ..
ومن يوميها .. وأنا باحترم هذا الحمار ‼️❤️🇪🇬❤️