🟦خواطر صباحيه قصيره 🟦
🔵 التشبث بالأشخاص؛ علماء ، أو مشاهير الفن ، أو العقيده ، أو السياسه ؛ تقليد شائع عند كثيرين؛ وهو برهان قوي ساطع على غلبة العاطفة على العقل لدينا.
وللأسف المصيبة التي ابتلينا بها اليوم ان الناس لا تقرأ ولكنها تمجد أشخاصاً بسبب خبطة الإعلام وكثرة ترديد أسمائهم في أكثر من مكان ، وكثرة الأتباع !
لكن كثرة الأتباع والخبط الإعلامي ليسا مقياساً في كل حال ؛ فالرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال.
ولخير دليل على ذلك هو الاعتقاد المغلوط بأن الألقاب والمناصب تعطي السطوة ، وتمنح القوة وترفع أصحابها لمكانة مرموقة حتى لو كانوا لا يستحقون كأشخاص أدنى إحترام !
🔵 كما أنه من المغالطات المنطقيه Logical Fallacies أن تعتقد أن صاحب اللقب أو المنصب يقول الصح ، أو من يعتمد فقط على إثارة المشاعر ، وهذه مغالطات منطقيه فى فلسفة الجدل (Rhetoric & Argumentation) ، ومنها :
1️⃣- مغالطة إلتماس المشاعر (Appeal to emotion) :
وهي محاولة إثارة المشاعر بدلاً من تقديم حجة سليمة وقوية. من المهم الملاحظة أن في بعض الأحيان قد تثير حجة سليمة منطقياً بعض المشاعر، أو أن تحتوي على جانب مشاعري، ولكن تحدث المغالطة عندما تستخدم المشاعر بدلاً من الحجة، أو لإخفاء الضعف في الحجة، مثلاً:
- سمير يحاول بيع جهاز محمول لصالح، فيقول له :
“هذا الجهاز لم يصنع منه إلا ألف جهاز، الكل سيحسدك على امتلاكك لهذا الجهاز، الكل سيريد أن يكون مثلك، لا يملك هذا الجهاز إلا من أراد التميز".
ففي المثال، سمير لم يحاول إقناع صالح بخصائص الجهاز، أو ميزاته عن الأنواع الأخرى، بل حاول إقناع صالح بإثارة مشاعره.
2️⃣- مغالطة الاحتكام إلى سُلطة :
(Argument from Authority)
لا يجعل الحجة صحيحة، ففي النهاية كلنا بشر. فليس بالضروره من يتمتع بالسلطه أو اللقب تجعله يمتلك صكوك الحقيقه.
3️⃣- فهذا النوع من المغالطات هو الأسهل في التعرف عليه، ويحدث عندما يتم إسناد النتيجة على حكم شخص أو أشخاص خبراء بموضوع الحجة، مثلاً:
"أستاذي في الجامعة أستاذ دكتور او بروفيسور صاحب شهادات عِلمية عاليه عظيمه ، يقول أن الأرض مسطحة؛ إذاً، الأرض مسطحة".
4️⃣- غالباً ما تحتوي الحجة فقط على تأكيد القاب وشهادات صاحب السُلطة، وذِكر مستواه التعليمي، و شهاداته ومنصبه دون الإعتماد على تفاصيل حجة تسطيح الارض ذاتها.
5️⃣- إلا أن هؤلاء يلجأون إلى ألقابهم لجذب الاهتمام المتوهم والتقدير الزائف من غيرهم ، فتلك الميزة التي يعتقدون أنهم يتوفرون عليها لا تضفي لهم سوى بريقا وقتيا أو لمعانا لحظيا قد يزول عند زوال المنصب أو مع أول تعامل معهم ، فقد قال أحد الفلاسفه :
"تكلم أيها الرجل .. كي أراك" !!
🔵ولكن يا عزيزي القارئ ، عندما يصبح قلبك حديداً ، وعاطفتك حجراً ، وعقلك نظيفاً ، وضميرك حياً ؛ ستنظر الي الفكرة ، لا في الوجه ، أو اللقب ، أو المنصب ؛ آنذاك ستعلم بأنك على الطريق الصحيح.
🔵 ففي البعد عن كهنة معبد الألقاب والمناصب ، ستجد ليس فقط الوعي الحقيقي ، بل أيضا ستجد مساحة السلام والراحة مع النفس والذات ومع الآخر ، وسترى الأشياء على حقيقتها🌹‼️