أحيانا تكون جالسا تتصفح جرائد الصباح ، وتلمح عيناك خبرا يلفت النظر . وفورا ما وراء هذا الخبر يغزو العقل وتولد "وجهة النظر" !
فتعال معي صديقي فى رحلة قصيره لنتعرف على "الخبر" ، وبعد ذلك نقدم "وجهة النظر" :
الخبر
صباح اليوم ، كما غالبا فى كل صباح ، تصل لمنزلي فى إدنبره جريدتين من أكبر وأهم الجرائد البريطانيه وهما "جريدة التايمز - The Times" ، و "جريدة الجارديان - The Guardian". وفي "جريدة التايمز" لفت نظري هذا الخبر :
"أعلنت شركة FTI Group للسياحة والفنادق، ثالث أكبر شركة سياحة في أوروبا، والتي يمتلك رجل الأعمال المصري سميح ساويرس الأغلبية فيها بنسبة 75.1 بالمائة، أنها رفعت دعوى إفلاس أمام محكمة ميونيخ الإقليمية. وجاء ذلك بالتزامن مع استمرار انخفاض الحجوزات فى فنادق الشركه الضخمه".
وجهة النظر
خبر إفلاس شركة فنادق وسياحه أوروبيه ضخمه يمتلكها سميح ساويرس أثارت وجهة نظر لتبين هشاشة "الإقتصاد الخدمي"اي اقتصاد الفنادق والمنتجعات الذي تتحكم فيه الذكاء فى التسوبق ، وايضا لانه قطاع تنافسي قاسي لانه توجد أمام المستخدم بدائل كثيره تناسب ميزانيته.
ولهذا قطاع الخدمات (الفنادق والمنتجعات) ليس بالضرورة ينهض بإقتصاد اي بلد ، لأن الحكمة التقليدية ترى أن قدرة هذا القطاع على التصدير أو تحقيق وفورات الحجم هي قدرة محدودة، ولذا هو غير قادر على الاستفادة من توسيع نطاق التجارة العالمية.
فخدمات مثل الفنادق والمنتجعات واستوديوهات تصفيف الشعر أو وجبات المطاعم، على سبيل المثال، تستهلك محليا فقط ، ولايمكن ابدا الإعتماد عليها كأساس لبناء إقتصادي قوي .
ووجهة نظري أن أساس تقدم اي دوله هو التصنيع والإنتاج الصناعي والزراعي بوفرة تمكن الدول من تقليل الإستيراد والإكتفاء الذاتي ، وزيادة التصدير .
وتاريخ العالم يشهد بأن الدول التي ساهمت فى تعزيز الصناعة والإنتاج الصناعي منذ الثورة الصناعية الأولى شهدت وبشكل كبير التطور الهائل الذي شهده إقتصاد هذه الدول وايضا الاقتصاد العالمي.
حيث كانت الصناعة مركز التحول الهيكلي في الاقتصادات، وسببًا مباشرًا في زيادة حجم الإنتاج وفرص العمل وتطور التقنية، الأمر الذي ساهم في تحقيق زيادة النمو الاقتصادي وثروات الأمم بصورة غير مسبوقة .
ولعل الترتيب العالمي لأقوي اقتصاديات فى العالم ينحصر بين 10 دول صناعية كبرى ‼️