???? ذكريات على درب حياتي ????
???? في ذكراك سيدتي ????
(قصه قصيره جدا)
???? المكان : مدينة كوبنهاجن عاصمة مملكة الدنمارك
???? الزمان : أوائل عام 1981
كنت شابا طموحا .. غادر وطنه فى منتصف السبعينات .. يطير بجناحي الأمل .. لايملك إلا ثقة بنفسه وفوقها التوكل على الله ..
وصل الشاب إلى مدينة كوبنهاجن عاصمة مملكة الدنمارك .. غريب .. فى تربة ليس له بها قريب أو حبيب .. ذهب الشاب الغريب .. ليجمع برق السنابل .. تحزنه المسافات ولكن .. تفرحه من الوطن الرسائل.
لم يكن هناك الكثير من المهاجرين .. ووفقني الله للحصول على عمل وسعدت كثيرا عندما وجدت شباب مصريين يقيمون ويعملون فى كوبنهاجن ..
منهم اول صديق تعرفت عليه شاب يشبهني كثيرا يتمتع بخفة دم مغلفة بذكاء فى نفس عمري أسمه نجيب يوسف الذي أصبح أعز صديق حتي يومنا هذا. وترعرت بيننا صداقة عائلية رائعه Naguib Youssef ، وكسبنا صداقة الاخوه الغاليين الأستاذ Mohamed Abdou Nabarawy ، والمهندس Mohamed Amer ، والأستاذ Ezeldin Amer ، والمهندس Alaa Barky .
ومرت الايام وتزوجت وأنجبت طفلة صغيره "رانيا" .. وفى يوم ما فى أوائل عام 1981 تلقينا خبر وفاة والد زوجتي المزارع فى سكوتلاند بريطانيا .. وجهزنا للسفر إلى بريطانيا لحضور الجنازه.
بحثت عن جواز سفري المصري .. ذهبت إلى سفارة بريطانيا للحصول على تأشيرة دخول بريطانيا .. وفي السفاره فحصت الموظفه جواز سفري وقالت : سيدي جواز سفرك إنتهت مدة صلاحيته .. لا استطيع منحك تأشيره إلا بجواز ساري الصلاحيه !
كانت أيامها اول يوم فى عيد الاضحي .. والسفارة المصريه مغلقه .. وهى الجهة الوحيده لتجديد صلاحية جواز سفري.
عندما وصلت إلى الدنمارك كنت قد تعرفت على الجاليه المصرية الصغيره ومنهم مدير مكتب شركة مصر للطيران فى كوبنهاجن المرحوم الطيار/ حسين عبد الناصر (أخو المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر) وزوجته السيده الفاضله الكريمه أمال عبد الحكيم عامر (نجلة المرحوم المشير عامر).
وأيضا تعرفت عن قرب بأول سيدة فى تاريخ مصر تشغل منصب سفير المرحومه الدكتوره/ عائشه راتب سفيرة مصر فى كوبنهاجن عاصمة الدنمارك.
إتصلت بالسفيره فى منزلها .. كان ذلك فى السادسة مساء .. ردت السفيره وحكيت لها الأمر ويجب أن أمدد صلاحية جواز سفري لأكون فى بريطانيا غدا ..
وبصوت أموى رقيق قالت السفيره : "معلهش يا سمير الموظفين بيعيدوا فى مصر . مافيش إلا أنا وسكرتير ثاني القنصل بس إطمن ياسمير اعطني رقم تليفونك".
وبعد ساعه دق تليفون منزلي وحدثني الأستاذ عمر صلاح الدين سكرتير ثان السفاره وكان من اصدقائي وقال : "أهلا ابو سمره .. السفيره أمرتني بفتح القنصليه مخصوص لتجديد باسبورك .. قابلني فى السفاره بعد نص ساعه وعيد مبارك".
توجهت للسفاره وكان فى إنتظاري .. وجدد الجواز .. وإتصلت بالسفارة البريطانيه وطلبت منى الحضور فورا للحصول على تأشيرة دخول بريطانيا .. وفعلت.
فى تمام منتصف الليل دق تليفوني .. وسمعت صوت السفيره : "سمير .. حبيت اطمن يا إبني كله تمام"؟ أيوه يا فندم الف شكر لحضرتك .. فقالت : "قل لزوجتك البقية فى حياتها وعيد سعيد يا ابني" .. وشعرت بدفئ يسري فى أعماقي.
وسافرنا أنا وزوجتي وطفلتي صباح اليوم التالي الى بريطانيا .. وحضرنا الجنازه . وبعد أسبوع عدت أنا وزوجتي وطفلتي لكوبنهاجن ..
وفورا قررت الذهاب الي سفارة مصر لشكر السفيره . صعدت إلى مكتبها واخبرتها السكرتيره بوجودي .. فخرجت من مكتبها فاتحة ذراعيها وحضنتني حضن أم لولدها وقالت : "حمدا لله على سلامتك" .. وفشلت أنا فى كبح دمعة سالت على خدي.
فى ٱخر عام 1981 إنتقلت السفيره الدكتوره عائشه راتب من كوبنهاجن لتكون سفيرة مصر فى ألمانيا .. وإنتقلت أنا وزوجتي وأولادى الأطفال إلى بريطانيا ..
???? هذه السيده المصرية العظيمه الفاضله إنتقلت إلى جوار ربها فى يوم 4 مايو عام 2013 عن عمر ناهز 85 عاما.
????ويعلم الله أنه أثناء كتابة هذه السطور سيدتي لم تجف دموعي لحظه فى ذكراك يازهرة من زهور مصر الجميله النبيله الشامخه ????????????????