خواطر من الفلسفه
التفاؤل ، والأمل ، والمستحيل
(Optimism ، Hope & the Impossible)
تعترف معظم النظريات الفلسفية الحديثة التي تتطرق إلى "فلسفة الأمل" بأنه من المنطقي أن “دائما نأمل ” أو أن نحافظ على قدر من الأمل حتى وإن تعاظمت أسباب فقدانه.
وبعد البحث والمقارنة بين عدة نظريات فلسفيه حديثه تناسب نبضات الحياه السريعه التى نعيشها ، وجدت أنه يفرّق الفلاسفة بين ماهية المعاني المنطقية التطبيقيه للثلاثي :
"الأمل" (Hope) و "التفاؤل" (Optimism) ، وبين "المستحيل" (The Impossible) :
- التفاؤل - Optimism :
هو نهج واثق من التطلع إلي إمكانية تحقيق الرغبات .
- الأمل - Hope :
هو وجود احتمالية، حتى لو نؤمن بكل منطقية، أن فرصة النجاح ضئيلة ومع ذلك يجب أن نستمر في مطاردتها ، أو كما قال أحد الفلاسفه أن "الأمل هو ذلك الضوء ، حتي لو كان خافتا ، فى سرداب الحياه".
- المستحيل - The Impossible :
هو الإعتقاد بأنه عدم إمكانية تحقيق الرغبات أو الأهداف.
وحتي تكتمل الصوره ، أضيف انا مصطلح ٱخر وهو :
- التشاؤم - Pessimism :
هو أن تفقد التفاؤل الإيجابي ، اي الإعتقاد السالب أنه برغم المجهود لن تتحقق الأهداف والرغبات ، أو الشك فى إمكانية النجاح .
ولعل أشهر فيلسوف يميل إلى التشاؤم هو الفيلسوف الألماني " أرثر شوبنهاور" ، الذي أطلق عليه الدارسون "فيلسوف التشاؤم".
ونقول أن الأمل ليس دائمًا أمرًا بهيجا، ولا أنه يعطي مسحة من الأمان فيما يخص مآل الأمور، فكما يقول فيلسوف القرن السابع عشر باروخ سبينوزا، إن الخوف والأمل هما مجرد نوعين من الاستجابة لمستقبل مجهول، ولا يكتمل الخوف دون أمل، ولا يكتمل الأمل دون خوف.”
بل من الممكن أن نبني آمالا على قاعدة من الخوف، بحيث تصبح آمالنا مهربًا من خطر محدق. ولذا فربما علينا أن نخاف – ونهلع حتى – من مستقبل البشرية وكوكبنا.
فإن هذا التجهّم -بالتالي- يتماشى مع خوض تجربة وجود احتمال ضئيل للتغلب على المخاطر التي نواجهها في سبيل حماية شيء بالغ الأهمية من منظورنا.
ويتضّح من خلال التحديات العالمية البارزة والمتزايدة أن الأمل المنطقي لا يعني أن نأمل وجود عالم أفضل بالغد، ولكن بدلا من ذلك، يمكننا أن ننمي ثقافة الأمل الصبور.
وعلى الرغم من وجود حاجة ملحّة للعمل – على الصعيدين الفردي والجماعي – إلا أن الأمل الصبور يساعدنا على التركيز على مستقبل بعيد قيّم، مستقبل لا يكون بعيد المنال حتى في أحلك الأيام.
والأمل يجب أن لا يكون شغلنا الشاغل ولا يأخذنا بعيدًا عن الأعمال اليومية التي ينبغي علينا إنجازها. بل يساعدنا وكأنه دفعة معنوية، نسقيها فتزهر، وتقودنا نحو آمال واقعية نتخذ منها خطًا نحو تحقيق مدينتنا الفاضلة..
وتساعدنا الفلسفة على توضيح الآفاق بحيث لا نضطر أن نختار بين راحة البال المقرونة بالأمل وبين القيام بأفعال مثمرة ، وبالطريقة نفسها، لسنا مجبرين على الاختيار بين سذاجة الأحلام الوردية وبين التطلعات الواقعية للمستقبل.
إن الأمل قد يجعلنا لينين، سهل الانكسار في وجه الخيبة والفشل لكن في مواجهتنا لهذه الليونة وهذه المخاوف حيال المستقبل، ومعاملتها بالأهمية التي تستحقها يجعل منها مصدرا للمعرفة والتحفيز، ويعدنا عاطفيًا لكل ما قد يعترضنا بما في ذلك أسوأ النتائج التي ربما علينا أن نتوقعها.
لكن الأمل يتماشى مع هذه الاتجاهات الأخرى، ويوجه انتباهنا إلى ما هو ممكن وقيم وما يستحق أن نبذل فيه جهدنا في نهاية المطاف.
نعيش أحلامنا الوردية في ساعات اليقظة وأن نستسلم لفكرة أن ”الأشياء كلها ستكون على ما يرام” أو أن “الأشياء الجيدة ستأتي”.
في مواجهة الأزمات الكبيرة في عصرنا، فإن الأمل الذي نجاهد له والأمل الممزوج بالخوف هما من بين الأشكال النهائية للأمل المنطقي المتاح الذي يمكنه منعنا من الوقوع في اليأس.
وأخيرا .. أثناء بحثي عن مفهوم "المستحيل" فى النظريات الفلسفيه الحديثه ، وجدت أن "فلسفة الإسلام" أعطتني أو ألهمتني أن "المستحيل" له تعريف أنيق فى "الفلسفة الإسلامية" منبعه "الإيمان بما شاء الله" ، وهذا التعريف هو :
"المستحيل" (The Impossible)
هو ليس ما عجزت أنت علي تحقيقه ، ولكن
"المستحيل هو ما لم يكتبه الله لك" !