الوطن والمواطنة ومستويات الإدراك 
المواطن بين الوعي ، واللاوعي لن ابتدأ بتعريف مفهوم الوطن لأنه شعور فطري ، ولكني سأكتب عن ذلك الشعور الفطري بالوطن وهو ما إتفق عليه الفلاسفه بمسمي "المواطنه".
وتعددت الرؤية حول مفهوم المواطنة فمنهم من رأى :
- أن المواطنه هي المساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الوطن الواحد.
- أن المواطنه هي تكوين المواطن الصالح فى مجتمع صالح.
- وآخرون قالوا إن المواطنة هي رديف للديمقراطية.
- ومنهم من رأى أن المواطنه هي حق مشروع في إدارة شؤون الدولة والمشاركة السياسية وحق تقرير المصير.
وانا من انصار تعريف المواطنه بأنها معادلة التٱلف والموازنة بين حقوق المواطن على الوطن ، وواجبات على المواطن لوطنه .وما لا يختلف عليه اثنان أن المواطنة هي جملة من القيم المعيارية تمثل حق الإنسان في الحياة الآمنة الكريمة وفي العدالة والمساواة في الحقوق الاجتماعية لكل فرد في المجتمع، بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو مذهبه، وكذا حقه في التعبير عن رأيه وانتخاب من يمثله على قمة السلطة السياسية في وطنه.
و يقوم مفهوم المواطنة على أساس العلاقة التبادلية بين "الحقوق والواجبات". وللأسف هما مفهومان يكادان يكونان غائبين عن ثقافتنا العربية.
وتبدأ التصدعات فى أي مجتمع عندما تبدأ التجارة بالمواطنة ، وينقسم المجتمع إلى ثقافة "الكيد البغيضه" حيث تجد من يعتبر نفسه حامل صكوك المواطنه وكل من يخالفه الرأي أو الرؤيه فهو "غير وطني" وربما ينعتوه بتصنيف "الخيانه" .
علما بان الخائن هو الذي يرفع السلاح فى وجه مجتمعه ، أو يتجسس على وطنه لحساب بلد ٱخر.
فمثلا ليس من "المواطنه" فى أيام صعبه يمر بها العالم من تضخم وارتفاع أسعار المعيشه أن يقوم اعلامي سبوبه "مصدي مقيح" بتسخير ساعتين من برنامجه (على فضائيه صاحبها رمز للفساد) يتكلم بسماجه تثير الغثيان عن اسعار الڤلل بالملايين
وهنا ندخل فى هذا التقييم موضوع "الوعي"فقد قسّم علماء النفس الوعي البشري إلى ثلاثة مستويات من الإدراك :
ماقبل الوعي. واللاوعي، والوعيتتداخل مستويات الوعي مع مدركات الإنسان، ويتوافق كل مستوى من هذه المستويات مع الأفكار المتعلقة بالهو والأنا والأنا العليا.
فمثلا أوروبا فى مرحلة ما قبل الوعي كان يعيش قاطنيها فى فقر وجاهليه لدرجة الإيمان بالدجل ، وان المالك هو القوي القادر على الفتك والقتل والنهب .
لدرجة أن أحد ملوك إنجلترا أصدر قانون يعاقب كل من يفكر (بدون اي تعبير) بأن الملك فاسد ، ويتم إعدامه ، هكذا وصل بهم اللاوعي.
وفى مرحلة اللاوعي أصبح القسيس أو البابا هو ملك الملوك ، وهو صاحب التفكير لدرجة اعتبار العلم والعلوم والمفكرين خونه كافرين واي تفكير علمي يعتبر خارج قدسية اللاهوت ويستحق الموت ، وقصة جاليليو تشهد على ذلك. وكان التفتيش عن الكتب يتم وتجمع ويتم حرقها احيانا مع من يملكها ، وعاشوا فى ظلام لقرون طويله .
وهذا اللاوعي استمر بحروب دينيه بين بعضهم البعض وبينهم وبين العالم ولعل الحروب الصليبية تذكرنا بذلك. ثم حدث الوعي ، ولكن للأسف استغل فى مزيد من القتل والصراعات وتشهد الحروب العالميه الاولى والثانيه مدي وحشية الوعي المنكوب.
ثم حدث "التنوير" ، وسبحان مغير الاحوال ، بدأت ثورتهم العلميه والصناعيه من أجل الوطن ، وافهموا المواطن أن كل هذا من أجله هو فهذه حقوقه على الوطن ، وتكاتف الجميع لمفهوم المواطنه وأنه بجانب حقوقه من الوطن ، عليه واجبات من أجل هذا الوطن.
الغريب فى الأمر أن تنويرهم استمدوه من الحضاره الاسلاميه وثورتها العلميه فى الطب والعلوم والرياضيات وقاموا بالبناء عليه وتطويره ، وللأسف تجربتنا أننا بدأنا بالتنوير المبهر ، وانتهينا إلى تخلف غير مسبوق ، فشلنا فى معادلة الوعي الحضاري ونعيش فى نشاز اللاوعي فإستعمرونا ونهبوا ثروات بلادنا وما زالوا ، ونحن ما زلنا نتقاتل على الفرق بين حموبيكا وشاكوش وقائمة العروسه 
ولعل مشاريع الاقتصاد التكتلي الإقليمي فى أوروبا ليس فقط أظهره الاتحاد الأوروبي ، ولكن أيضا مشاريع مشتركة بين مثلا بريطانيا وفرنسا وألمانيا تجسدت في تصميم وتصنيع وإنتاج وتصدير أحدث طائرات الركاب Airbus 350 الضخم الذي نافس الطائرات البوينج الامريكيه وتخطاها فى المبيعات .
هنا اتذكر عندما سافر المرحوم الرئيس السادات لزيارة برلمان الاتحاد الأوروبي فى بروكسل ، وهو خارج من السياره أمام البرلمان لاحظ مبنى كبير بجانبه فسأل : ما هذا المبني الكبير ؟ فجاء الرد : أنه مبني الترجمه يا فندم !! هز الرئيس رأسه فى عجب.ونحن أمة عربيه غنيه ، جغرافيتنا متقاربه ، تجمعنا لغة واحده ومازلنا نطبق منظومة "الكفيل" ووجوب التأشيرات لدخول العرب فى بلاد العرب
والتاريخ يشهد عندما تمت المعادلة بين المواطن والوطن ظهرت المواطنه فى أبهى صورها واجتهدوا فى العمل ، وصنعوا و انتجوا واكتشفوا واخترعوا.
هنا تعادلت الأنا والهو ، و الأنا الجمعيه العليا الاجتماعيه فى نغمة تعزفها سيمفونية وطنية وتقدمت أوطانهم ويعيشون رخاء "الوطن والمواطن والمواطنه"
إنّ استمرارية المجتمع ونهضته مرهونة بمدى نجاح البناء الاجتماعي الذي يعتني بالفرد ويرفع من مستواه وكفايته، وذلك انطلاقاً من مسلّمة أساسية مفادها أنّ الفرد هو اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وكلما كانت اللبنة قوية كان البناء قوياً في مضمونه وشكله وحاضره ومستقبله 
ايمان سعد عبد الحليم بسيوني
مي رضا أحمد عثمان
غازي جابر البشير زايد
محمد أبو زيد محمد معوض (التجاني)
أماني حسن الجيلاني بالحاج
محمد حماده رزق السيد الشافعي
شيماء عصام محمد
د. نهى فؤاد محمد رشاد
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي 
زينب حمدي 
د. عبد الوهاب المتولي بدر 
ياسر محمود سلمي 
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر 
د. شيماء أحمد عمارة 
م. اشرف عبد الصبور الكرم 
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين 
2
-2
