"يا عازف الناي"
يا عازف الناى تمهل، وأستمع لتلك الأحاديث المحبوسة بصدورنا، العالقة فوق شفاهنا.
يا عازف الناى صبرا بنا، كم مر علينا من الزمن،ة ونحن نچمع لك الحنين المبعثر داخل أوردتنا، نلملم لك الباقى من أعمارنا ، كي تعزفه نغمات من ثقوب نايك، الذى طالما عزف لنا أوجاعنا، علنا نُخرج ما أخفيناه بين لحمنا وعظمنا، عله يتركنا وحال سبيلنا، وإن لم يستطع الناى فعل ما أمليه عليك، لتأخذ ضلع من ضلوعنا تعزف فوقه قرب أذاننا، ما عجزت عن كتابته كلماتنا
………………………
"لقاء"
وددت أن أرتب لك لقاء يشبهك، يحمل شئ من دفئك وسطوة حضورك، أخذت أفكر كثيرا ، تارة أبعثر أفكاري علني أهتدي إلى ما أبحث عنه، وتارة أخرى ألملم مشاعري التى جدلت لك منها ضفيرة حلوى، سوف تكون أول أشيائي التى أهديك إياها، حينما ألتقيك.
مر بعض الوقت، دون أن أعرف إن كان بالقصير أم بالطويل، لكني فى نهاية الأمر ، أجدني قد أهتديت لما أريد.
هناك على أطراف بلدة بعيدة، ما تزال شوارعها تعرف الحب والحرية، داخل مقهى صغير دافئ، تُقبل جدرانه الأمطار من كل مكان، كان صوت فيروز ينبعث مُلقي فوق الطاولة التى كُتب عليها أسمك، شئ من رائحة ماض مخلص لكل ما فيه، أعدت لك فنجان قهوة، ومزيد من خطابات ورقية حملها إلى ساعى البريد منذ زمن ، ولم أنسي أن أجلب لك حبات كرز أحمر من شجرة الجارة العجوز، التى طالما أبتسمت لنا هامسة فى سرها:
-الحب الصادق فقط هو ترياق كل الشرور
تذكرت فجأة كتاب كنت قد أبتعته من أحد المراسي يحمل بين صفحاته رائحة البحر، احضرت لك كل أشيائي التي أحبها
حتى أنا جئت بي إليك، متمنية فى نهاية الأمر أن يليق بك ما أعددته لك.
……………………………………………………
"عزيز "
دوما ما أناديك عزيز ، كى لا أكون أنانية وأناديك عزيزى
لتكن عزيز بعين الناس جميعا ، أكتب إليك عل كلماتى تجمع شتاتنا، توحد المسافات التى تفصل بيننا ، دعنا دوما نلتقى ، رغم الغياب ، رغم كل ما يحدث فوق تلك الأرض ، دعنا نلوى عنق البعاد ونلتقى ، داخل بيت فى قصيدة غزل أو بين سطور رواية عشق بطلها فارس من القرون الوسطى
سأكتب لك ومع كل سطر ستجد شئ مني، ستجد وجهي أو شئ من أبتسامتى، وربما شممت رائحة عطرى، إذا تباعدت أجسادنا حتما تتلاقى أرواحنا، عبر ريشة ومحبرة .
عزيز
سأترك لك كل يوم رسالة حب، ستقرأها فى وجوه الأطفال ومع قطرات الندى ، عبر وريقات شجرة الياسمين بدربنا القديم ،بين صفحات كتاب كنا قد قرأناه معا.
………………………………………………………….
"صافحني"
صافحني وأترك يديك تنام بكفي، أطبع آثار أناملك بين خطوط يدي، أجعلها تُقسم أنه قد مر من بين عروقها ذات ليلة، سحابة حُبلي ببراءة الطفولة وطُهر الصبا.
صافحني ولا تتعجب من دفء كفي، فهو قبس من جمر الشوق العالق بأضلعي، لا تخف فشوق المحبين لا يحرق وإن صهر.
صافحني بسلام يخبرني بصمت كل ما عجز الكلام عن البوح به، وأكتب أسمك بنبض وريدك فوق أصابعي لتعزف دوما لحن الحياة، وتعلن للجميع أنني خاصتك.
…………………………………………………
"بكفك"
بِكفك ركنٍ أهرب إِليه آخر اليوم من الأَوراقِ والقلَم ووجوه البشرِ ، ركن أَهدأ بِه ، أَكتب بين خطوطه حكَاية عشق تبدأ عندك وَتنتهِي بِك ، أثرثر بِكل شيء دون كلام أو صوت ، أعزف بأناملك ترانيم ملائكية تشبهَك.
بكفك بقايا مني أتيها كلما تسرب لنفْسي شعور نقص، أو كلما أشتقت إلي، إدخرت بين فراغات أصابعي، أجمل ما في وهو أَنت.
أَفسح لي مكان في كفك ، أَغمض به عَيني وأَنَام كطفلَة سَمعْت للتو حدوتة تخبِرها أَنك الشاطر حسن ، وأَن الجنة تسكن بين راحَتيك
……………………………………………………….
"أبغض"
أُبغض كل شئ يأخذك مني، حتى ولو كانت فاصلة بين دقيقة وأخرى
أُبغض ساعات نومك ؛ لأنها تحرمني من نور عينيك الذى أري بهما الكون ، حتى نفسي أجدني أشتاقها فى غيابك لأنها مقيمة عندك، لا ترتد إلي ألا معك.
أُبغض صمتك حتى وإن كان معي ، فهو يسرق من روحي نغمات ناي رقيقة ، تهدهدني وتسافر بي هناك ، فوق غيمة زرقاء حيث الدهشة ونقاء الأشياء.
حتى تلك التنهيدة التى تخرج منك على حين غفلة ، أوقات أشعر أني أُبغضها رغم براءتها ، فقط لأنها أمتزجت بشئ من أنفاسك دوني.
أُبغض كل شئ وأى شئ يأخذ منك حتى ولو كان طرفة عين.
……………………………………………………….
……………………………………………………….
"بعض المشاعر"
بعض المشاعر تشبه العمر الأول والحي القديم، تري بها وجوه الطيبين
تراها كصباحات يوم العيد ، تهدينا أحلام على مقاس قلوبنا ، ملونة كألوان قوس قزح.
بعض المشاعر كرائحة الشوارع لحظة نزول الغيث ، كصوت نغمة موسيقية رقيقة آتية من وتر كمان مشدود ، طاهرة كأول صلاة لنا،
كقراءة صفحة برواية منسية، أبتعناها من بائع يجلس فوق رصيف ميناء ، تخبئ رائحة البحر بين سطورها
كنظرة عين محبة ، بها كل مشاعر الدنيا ، تحتضنك من بعيد دون أن تلامسك.
بعض المشاعر تبقى مبهمة لا تعرف أي مسمى يليق بها
كل ما نعرفه أنها تشبهنا تشبه الركن القابع بداخلنا ولا يتوقف به المطر.
……………….. ……………………………………..
"بحضرت من نحب"
يمر الوقت ، تسقط الساعات دون أن ندري ، دون أن نحسب لها حساب ، يمر كل شئ من حولنا ونحن فى غفوة أمنة مطمئنة، داخل حضن من نحب، بهذا البراح الذى لا يشاركنا به أحد ، نسكن ، نهدأ، نُسقط منا كل وجوه خذلتنا، كل ذكرى ضربتنا بسياط أوجعتنا، نتجرد من كل كبرياء ونحن راضيين، طائعيين، هادئين، لا يشغلنا شئ ، سوى أننا نحيا بأرض غير الأرض، أرض لنا فقط ، خُلقت على مقاس قلوبنا، بألوان أحلامنا، ننام وقد عُدنا أطفال صغار، كل ما بجعبتهم ، أقلام ألوان، وطائرة ورقية، وأقزام يساعدون الفقراء، وكأننا ملائكة بقلوب بيضاء، إن جاء أحد يسألنا ما أسمائنا ؟ أقسمنا أننا بدون أسماء ، فقد ولدنا لتونا ، صفحتنا خالية من كل ما كان ، حتى الذنوب والمعاصي نحن منها براء
………………………………………………………
"أسمك"
ورقة بيضاء ورياحنة تعانق عصفور الجنة وقلم حائر بكفي التى علق به عطرك منذ أخر سلام نامت على خاطرته أناملي وهي تصافحك،محبرة أذبت بها شهد ابتسامة ثغرك، محاولات مني جميعها حطت رحالها فوق سطورى ،تحاول أن تروي صحاري أشتياقي وعجاف شعور بات يبحث عنك كلما صافحت عيني غلاف كتاب متمنية أن تبدل عنوانه بأسمك.
…………………………………………………………
"معك"
معك تعلمت السفر عبر موانئ الحلم فوق أرصفة المشاعر، نقتسم رغيف القلب على متن رسالة حب أو بين نغمات نوتة موسيقية
وربما حيث وجوه الأطفال كل صباح، أجمع معهم حبات الندي من فوق غصون الورد ، أهديك إياه تتوضئ منه ، تقيم صلاتك ،تردد دعواتك ،ألا يحرمني الله يوم من هذا السفر.
معك تعلمت السفر دون تأشيرة، دون حدود أو مسافات، دون تذكرة ،أُقيم أمام أعتاب الطيبين، أجمع دعواتهم، أغزل لك منها شال، يدثرك من برد الشتاء وغربة الوجوه.
معك تعلمت السفر ،عبر سطور كتاب، نختار من كلماته ما يروق لنا، نكتب منها أغنية نرددها مع سقوط الغيث وأكتمال القمر.
…………………………………………………………
"القطار"
أستحلفت القطار أن ينتظر ، تمنيت لو أنني لم ألحق بأخر تذكرة ، مسحت فوق رأس رصيف الذكريات، متوسلة إليه أن يتمهل ولا يطوى صفحاته بالسفر، تعلقت عيني بأخر المارين ، أستحلفه أن يخبرك ، أنني حتى وإن رحلت ، تركت لك روحي فوق مقعد شاغر، داخل مقهى المحطة ، التى طالما سمعت جدرانها ثرثرت عشقنا ومداعبات طفولتنا، أوصيك بعيني خير فهى معك، إن بكت يوما، فاعلم أنه الحنين يا سيدي.
………………………………………………………
"حنين"
ذات حنين، على حين غفلة منك، سرقت من ملامحك ذاد لي، غزلت من وجهك ضفيرة حلوي، كتلك التى كنا نطير بها فرحا ونحن صغار حتى عنان السماء، أحسسته كحضن دافئ يعتصرنا داخله فى ليلة شتاء بارد، على صوت هدهدة، تخبرنا أن الغد ، سيأتي إلينا محمل بهدايا وبالونات، كلما شدت الأيام حول عنقي بعلقمها، جئت أجلس أمامك أتأملك ، بهدوء شيخ مسن، علم أن أجمل ما بالحياة، هو وجه من نحب.
…………………………………………………………
"أما قبل"
أما قبل ..
فكان قلمي طوع بناني، وسطري ملك يدي، أُملي عليه ما أريد كتابته، وحروفى تعانق صفحتي بشغف.
أما بعد..
مذ عرفتك وقلمي يعاندني، إن لم تجري حروفك داخل حبره، وسطري يلملم نفسه فى خسوف، كشمس فقدت مدارها، حتى حروفي صارت متناثرة، تخبرني أن أجعلها ترتوي برضاب شهد أسمك، كى تُقبل الصفحة واضعة قُبلة الحياة بين أوراق دفتري
…………………………………………………………
"صباح الخير"
أرسلت إليكِ مع أشراقة شمس الصباح باقة ورد وأوصيتها أن تُقبل لي كل ملامحك لكنى وجدتها رجعت تدق بابي في المساء
سألتها قائلا :
- لماذا رجعتى فليس هنا مسكنك؟
قالت :
- ترسلنا لمن هي أجمل منا ؟! وجدنا حمرتنا منثورة فوق ملامحها ، إن نصفها عناقيد فل والباقي كرز أحمر ، رجعنا نقول لك سامحك "الله" على تلك الورطة
…………………………………………………….
"غيمة"
يا غيمة آتية من فوق دياره أخبريني:
-كيف حال قلبه، أمن بي داخل أوردته، أم أنه يبحث عني؟!
هل حملتِ إلي شئ من ملامحه؟! أم أكتفيت بعطره تنثرينه فوق دربي؟!
يا غيمة جئت من عنده، أقسمت عليك بربي ، أن تبللي قلبي، تُغرقي روحي بغيثك الممزوج به ولك ثواب إحياء نفس.
…………………………………………………………
"يا شيخنا"
أستحلفك يا شيخنا برأس من تحب ، أن تخبرني تأويل ما سأرويه لك ، واكتم سري بيني وبينك
ما تأويلك أن غاب عني قلبي؟! وشردت منى روحي ؟! وزهدت طعامي وتركت شرابي ونحل جسدي وزاغ بصري ؟!
-هل غاب عنك أحد أحبابك ؟
- غاب عني كل أحبابي ولم يأتني منه كتاب يخمد تلك النار المستعرة بين طيات نفسي
-أنت عاشق يا ولدي وليس على العاشق ملام ، فالعشق داء لا يجدى معه دواء ؟! وليس له عوض غير أن تملأ عينيك بوجه من تحب أول صباحك ، وطيلة يومك حتى مساك.
………………………………………………………………
"عينيك"
أعود من كل معاركي منتصرا بعينيك ،التى جعلتهما تميمة عشقى ونصيبي من تلك الحياة، كلما رأيتهما يصدح صوت بداخلى أن حى على السلام، أجدني بهما حائز الدنيا بأسرها ، مالك شرقها وغربها ، لكن الغريب يا سيدتي، أنني أنتصر بهما على الجميع وانهزم أمامهما ، وكأنهما الشئ وضده، النفي والثبوت، الإقامة والترحال، الغرق والنجاة
دوما ما أجدني بحار وهى المرسي والعنوان.
…………….. ………………………………………..
"وجهك"
تزورني فصول السنة الأربعة بطلة إلى وجهك الذى يضم بين ملامحه كل أحبة لي مروا يوم بدياري، يأتيني الربيع بزهر الياسمين والبنفسج حينما أتنفس ريحك، يزورني الصيف بجلسة سمر تجمع رفاق الدرب على نغمة بح صوتك، يُسقط الخريف أوراق العمر الباهتة بنظرة من عينيك، حتى دفاتري القديمة جميعها ،تغلق صفحاتها بقدوم شتاء أهرب من برودة طقسه بدفء راحتيك.
………………………………………………………….
"عزيز"
عزيز
دوما ما أناديك عزيز ، كى لا أكون أنانية وأناديك عزيزى
لتكن عزيز بعين الناس جميعا ، أكتب إليك عل كلماتى تجمع شتاتنا، توحد المسافات التى تفصل بيننا ، دعنا دوما نلتقى ، رغم الغياب ، رغم كل ما يحدث فوق تلك الأرض ، دعنا نلوى عنق البعاد ونلتقى ، داخل بيت فى قصيدة غزل أو بين سطور رواية عشق بطلها فارس من القرون الوسطى
سأكتب لك ومع كل سطر ستجد شئ مني، ستجد وجهي أو شئ من أبتسامتى، وربما شممت رائحة عطرى، إذا تباعدت أجسادنا حتما تتلاقى أرواحنا، عبر ريشة ومحبرة .
عزيز
سأترك لك كل يوم رسالة حب، ستقرأها فى وجوه الأطفال ومع قطرات الندى ، عبر وريقات شجرة الياسمين بدربنا القديم ،بين صفحات كتاب كنا قد قرأناه معا.
……………………………………………………………….
"يا صبر يعقوب"
يا صبر يعقوب ليوسف، بربك أخبرني أين بلادك ؟! ماأسم عطرك؟! بأى أرض تباع؟! وكم يبلغ ثمنك؟!
إن كان منك الجرام بدرهم لا عليك، سوف أبتاعك بماء العين، وأقايضك نبض القلب، لك منى عهد سوف أهديك أحد أضلعي وإن أردت الأربع والعشرون لن أرفض لك ما أردت، لگ كل شئ ولي عندك شئ لا أضف فوقه شئ، فقط أتني بريحه أو أحملني إليه.
……………………………………………………………
"أدام الله"
أدام لي الله وجهك ، طمأنينة وسط حروب الروح إذا ما وضعت بين شقي الأختيار.
أدامه الله يعرفنى وسط زحام الوجوه وكثرة الألوان دون أن يضيعني.
وواحة سلام ورحابة كون ونقاء عين ماء، كلما ظمأت روحي لعالم سنووايت وبساط السندباد تذكرته وكأنه ورقة اليانصيب التى ربحت بها أخر قطعة حلوة حينما تذوقتها ظل معى طعم الحياة.
…………………………………………………………….
"يا قافلة العزيز"
يا قافلة العزيز هلا مررتِ بديارنا ،تلقين علينا بشئ من عطر يوسف الغائب عني، وحملي مني سلام إليه وبعض وريقات زيتون أخضر ، نقشت بكل ورقة حروف أسمه ورسالة من سطر ونصف أخبره بها أن يأتي فى كل عام مرة بغيثه، كي تبقى حدائق الحناء تزهر
يا قافلة العزيز أذكريني عنده، أوصيه أن يُسقط العجاف من عمره وعمري،يأتي بالسنابل الخضراء حاملين صوته ووجهه.
……………………………………………………………
"أما قبل"
أما قبل ..
فكان قلمي طوع بناني، وسطري ملك يدي، أُملي عليه ما أريد كتابته، وحروفى تعانق صفحتي بشغف.
أما بعد..
مذ عرفتك وقلمي يعاندني، إن لم تجري حروفك داخل حبره، وسطري يلملم نفسه فى خسوف، كشمس فقدت مدارها، حتى حروفي صارت متناثرة، تخبرني أن أجعلها ترتوي برضاب شهد أسمك، كى تُقبل الصفحة واضعة قُبلة الحياة بين أوراق دفتري
………………………………………………………….
"عيناك"
-عيناكِ تشبهان طفل يتيم ، فقد أبويه بليلة شتوية ، غار بها الأعداء على مدينتها سلبوها إياها ، وتركوها مصلوبة فوق جذع نخلة خاوية.
-وأنت بعمق عينيك، يسكن وطن مهجور من أحبته، موصود الأبواب دون أحلامه.
-إذن دعيني أكفل يتم عينيك، محتضن غربتهم ، مقيم لهما ضريح بين أهدابي.
-دعني أسكن وطنك المهجور، كعصفور كناري، يغرد كل يوم ، يبدد وحشة الوحدة آُنس وخلانِ، ونعلنها أن المهاجر عاد بعد غياب إلى دربه و أوطانه، وأن الأوطان تسكن أحبتنا.
………………………………………………………….
"أخاف"
-تخافين الظلام؟!
-كنت أحتمي منه داخل حضن أبي، وحينما رحل صرت أخافه.
-والآن هل ما زلتِ تخافين منه؟! نعم ما زلت أخافه، إن لم تكن معي.
-تخشين الوقوف وحدك؟!
-تعلمت منذ زمن السير دون ملامسة الجدار ، لكنني أحتاج كتفك أستند إليه ، حينما يتعبني السير فوق الدرب بمفردي.
-قوية أنت ؟ أم تخشين الفقد؟!
-تلك التنهيدة التى سمعتها للتو، بإمكانها فقط أن تخبرك، أنني عرفت الخوف حينما وجدتك ، لأنني دوما أخاف أن أفقدك
وأنت هل تعرف طريقك كى أصفه لك؟!
-أعرفه لكنني أريد يدك بيدي كي أصل إليه.
………………………………………………………
"يا سنين العمر"
يا سنين العمر بربك أخبريني، من جعلوا منا قبلة يقصدونها ، يحطوا بها رحالهم بعد كل سفر وظمأ للظل؟! من حفروا أسمائنا فوق ضلوعهم كوشم لا يقدر عليه الزمن؟! يا سنين العمر بربك أخبريني، من أخفيناهم بين الجلد والعظم ، جعلنا منهم معطف نتدثر به كلما أصاب صقيع الشتاء أرواحنا؟! من أطعمناهم خبز قلوبنا ، وكلما أشتد بنا الظمأ أغمضنا أعيننا ترتوي بأسمائهم؟! يا سنين العمر بربك أخبريني ، من جعلناهم عنوان بطاقة هويتنا؟! وكلما تاهت من المراسي وجدنا لنا بأعتابهم مرسي نحط به بعد كل سفر وترحال وتخبط ، أخبرينا بأسمائهم ، أتينا بوجوههم معكِ ، أطعمينا وجودهم ، أتركينا نكفر عن وزر المسافات وما فعلته السنين بنا.
………………………………………………………….
"ذات حنين"
ذات حنين، على حين غفلة منك، سرقت من ملامحك ذاد لي، غزلت من وجهك ضفيرة حلوي، كتلك التى كنا نطير بها فرحا ونحن صغار حتى عنان السماء، أحسسته كحضن دافء يعتصرنا داخله فى ليلة شتاء بارد، على صوت هدهدة، تخبرنا أن الغد ، سيأتي إلينا محمل بهدايا وبالونات، كلما شدت الأيام حول عنقي بعلقمها، جئت أجلس أمامك أتأملك ، بهدوء شيخ مسن، علم أن أجمل ما بالحياة، هو وجه من نحب.
………………………………………………………..
"أجمل ما فينا"
نلملم أجمل ما فينا وهو صدق مشاعرنا ، نجوب الأرض شرقا وغربا ، يرحل منا ما يرحل ويبقى فينا ما يبقى ، تترك التجارب بصمتها بقلوبنا ويرسم الزمن طريق رحلة طويلة قطعناها بين ملامح وجوهنا ، نظل نبحث عن شئ ثابت لم تنل منه رياح الزمن ، فلا نجد هناك ميثاق كالوتد قوي وباقي كرابطة الحب و الدم ، مهما رأينا أن القوة في المال والسلطان ، سنقف في نهاية السطر نُقسم ألف قسم ، أن لا سند نستند إليه عند إنكسارنا ولا ظل نحتمي به حينما يُسقط خريف العمر أجمل أوراقنا كظل أب وأم وأخوة وعائلة وحبيب يبقون هم ميراثنا الحقيقي ، ميراث لا تقل قيمته ولا يفقد بريقه مهما مر عليه من زمن ، إن أحببتم أن تتركوا لأبنائكم و أحفادكم ميراث حقيقي أتركوا لهم الحب الذي يورثهم ثراء الكون وإياكم أن تتركوا لهم ميراث الطمع الذي يورثهم الفرقة والدم ، أخبروهم أن الجنة توجد حيث يوجد الحب.
…………………………………………………………..
"أكتمل القمر"
لم نُخلق كاملين دون نقص ، لم نُخلق منزهين من الأثم ، نحن خليط بين هذا وذاك ، لا نحمل ملاك بين ضلوعنا دون شئ من الشر ، ولا يتلبسنا دوما شيطان دون خير ، جميعا نشبه البحر من السطح صافى ، أما من الأعماق ، يخلتط كل شئ ، كل شئ ، الأمان والخوف ، الوضوح والغموض ، الصخب والسكون ، نظل نتخبط بين ما نحن عليه وما نطمح إليه ، تمر بنا الحياة بين غالب ومغلوب ، وطيب وشرير ، وشريف ودنيء ، وارد أن نسقط ، مؤكد سوف نُخذل ، نظل نعافر ، حتى لا يسقط الإنسان ، الذى نحمله بداخل عراك أيامنا ونقص نفوسنا ، نظل نتشبث بأخر طوق نجاة ، ورغم ذلك ، منا من يسقط ويستسلم ، ومنا من يظل يمسك بلجام فرسه ، ليبقي فارس نبيل ، حارب بشرف ، وإن كان يحارب وحيد داخل مضمار الحياة ، فى النهاية يبقي من نزف الدم ، فى سبيل أن يظل كما خُلق ، إنسان يحمل بداخله شئ من روح الله ، جميعا كالقمر، مهما ظهر نورنا ، يبقى هناك جانب مظلم ، دوما هناك شئ لا نعرفه ، مهما ادعينا أننا نعرف ، تظل الصورة ناقصة شئ كى تكتمل ، فلا تُقسم أنك تعرف كل شئ ، ولا تُراهن بكل ما تملك على أحد ، أترك مسافة أمان ، حتى أن جائتك الطعنة لا تكن نافذة ، لا تُصدق دوما حدسك ، فمن الممكن ٱن يكون البرئ مذنب والمقتول قاتل ، دون أن تدرى ، تذكر دائما ، أننا كالقمر الذى يحمل النور والظلمة ، نحن أيضا نحمل الخير والشر لأننا بشر .
…………………………………………………………..
"ريح يوسف"
موجعة هى ضربات الشوق، قاسية هى نهشة الروح لمن نحب، نمضى ونحن نختبئ بهم دون أن يشعرون بنا،نُكمل ونحن نتنفسهم ومع كل شهقة نفس ندعهم يسبحون بدمائنا، يختلطون بأجزائنا ، مهما مرت السنين ومضينا فى طريقنا ، نبقى على عهدنا ، عهد حفرناه فوق ضلوعنا، أقسمنا به أن لا يطأ واديهم المطمئن بعروقنا أحد غيرهم، نجئ نقف أمام ماضينا وحاضرنا نسأله
لم هم دون غيرهم ؟! ما الذي يجعلنا نبيعهم ما لدينا من مشاعر هي كل إرثنا؟! من كتبهم عنوانا لنا ؟! كلما زادت قسوة برودة أيامنا تدثرنا بهم ، حينما يشتد خوفنا من ضربات الزمن، نهرب إلى أحضانهم، حتى وقت سقوطنا، نأتيهم نتكئ فوق ضلوعهم، ليس ضعف منا ، بل لأننا لا نعرف أن نُكمل الطريق دونهم
لنقسم لهم برب محمد ، أنهم ريح يوسف لنا ، وأننا فاقدين البصر والبصيرة دونهم
…………………………………………………………..
"كلي لديك"
كم مر من الوقت؟
-لا أعرف حقا أخبرني أنت كم مر من الوقت؟
-بحساب الزمن أيام وشهور وربما سنوات ..لكن حساب المشاعر يقسم ألف قسم أن لا وقت مضى قد كنا هنا بالأمس
-ألا تعترف يوم بالوقت فقد خط الشيب رؤوسنا ؟
-الوقت فى فقه العشق لا شئ ، أنت كما أنت طفلة كبيرة تعشق التوت وتفرح بقطعة سكر أبتسامتك تمسح الكون من غبار نفاقه وقسوة أناسه ، تشبهين العطر كلما مر عليه الوقت أحتفظ برائحته الذكية التى توشي دوما بمكانه .
- وأنت كما أنت مفتاح قلبى بيديك وكأنك تمتلك كلمة سر تجعلني أفتح سراديب نفسي بما تخفيه من أسرار كلها تخبرنى أنك بالنسبة لي دعوة صائم لا ترد فصرت معقود بكلي .
……………………………………………………………
"خصلات شعري"
تتطايرت خُصلات شعري ، باحثة عمن يلملم شتاتها، أحضرت مشطي العاجي، فى محاولة يائسة لأن تطولها أناملي،تُزم فيضان ليلها، حاولت وحاولت ، ظللت أُعد لها على أصابعي، من واحد حتى عشر، مداعبة أياها كطفل صغير، أحاول أن أجعله يغفو بين ذراعي ، يسافر بي حتى حدود السحاب، فى النهاية ضربت الأرض بقدمي، معترضة علي عناد طفولته، جائني دون كلام ، وجدتني أستسلم له ، مددت يدي إليه بمشطي ،تاركة خصلات شعري تنام بين يديه ،واضعة أوزار حربه دون صوت ، رافعة راية الرضا، هامسا له:
-شد وثاقي وترك بصمات أصابعك بنهاية أطرافي، أكتب عليها تلك هى حدود ممتلكاتي، من أقترب منها، حاربته وأستحللت دمه.
……………………………………………….
"هذا هو الحب"
كتبت عشرات الكلمات، قرأت الكثير من الكتب،سمعت قطع موسيقية وشاهدت قصص ترويها رقصات بالية رشيقة تحاول أن تصف أحساس أصحابها، كنت دوما من بين ثنايا تلك الأشياء أبحث عن تعريف محدد وممنطق للحب، حاولت أن أكتشفه من بين السطور ، لكنني دائما كنت أقف عند نقطة البداية وهي لا تعريف له، وكأنه شئ مسحور مختبئ داخل مصباح يحرسه جنى لا يسمح لأحد بكشف سراديبه، لم أجد أمامي شيئا أفعله ،سوى الشرود بعيد متعدية ببصري حدود ما أراه، محاولة أن أصل لما وراء الشمس، خلف حدود القمر ،علني أجد تفسير يوقف ذلك السؤال الذى يدق رأسي، لكن هناك شئ اتهمني بالغباء، لأن إجابة السؤال واضحة، كل ماعلي فعله هو أن أري بقلبي لا بعيني، ليأتي صوت من أعماقي يهمس لي الحب هو أطهر إحساس فى الوجود فالله أسمه الودود، الحب يعنى التضحية والدفء والإيثار والأمان ، شعور ينقلك من مكان لمكان ومن عالم الاشئ إلى عالم به كل شئ ، يأخذك من حيز المعروف إلى حيز لا تعلمين عنه شئ،غير أنكِ تحيين، تتنفسين ، تشاهدين طريقه
الحياة وكأنها مولود جديد آتي من رحم البراح، وكأن كل ما بك يولد من جديد، الحب شعور ملائكي، يصبغ علينا صفة من صفات الملائكة وهى النقاء.
تعالي أروي لك قصة صغيرة كنت قد قرأته منذ أعوام، أعطتني معني مبسط للحب وفى الوقت نفسه معني مبهم غامض، يحتاج فقط إلى قلب يحسه قبل أن يستوعبه.
سألت مرة طفلة صغيرة أخيها الذى يكبرها ما هو الحب، أخبرها بمنتهي البراءة، أنه هو الذى يجعله يضع قطعة الشيكولا الخاصة به فى نفس المكان الذى تأتي هى بعده وتأخذها منه، ليعود من جديد يضعها بنفس المكان وهو يعلم أنها ستأخذها.
لا شئ فى الحب يعرف الأنانية كل ما به يعرف لفظ نحن ولا وجود به للفظ أنا.
الحب لا يعني بالضرورة شعور بين رجل وامرأة، بل هو شعور يربط جميع الخلق ببعضهم، هو الذى يجعل الأم تعطي جزء من جسدها لأحد أطفالها إن أحتاج إليه عن طيب خاطر، هو ذلك الشعور الذى يجعل أحد ببلد أخر يشعر بمن يحب وهو ليس معه، وكأن بينهما حبل سرى، هو الذى يجعل أحدهما يسبق الأخر يضع الطعام الذى يحبه بفم صاحبه وكأنه هو من يتناوله.
فى نهاية الأمر علمت أن الحب ما هو إلا اخطبوط سحري يمسك بنا دون أن ندري كيف ومتي؟
………. ………………………………………………….
"هذا البراح"
هنا فى هذا البراح، الذي كتبت أسمي فوقه بدمي، هنا فى تلك المسافة القابعة، بين طريق عودتي دوما ،بعد كل هزيمة وأنعكسار، أغفوا كعصفور كناري، أغرقته الأمطار ، وملأه الصبية جروح ، أضع رأسي مستسلم كهارب فر من أعدائه، إلى وطنه ومرساه.
هنا تضع حروب نفسي أوزارها، تهدأ معارك روحي ، تلملم هزائمي أشرعتها، تعلن أن هنا فقط أمان، لا صراع ، لا معارك ، لا زحام، لا كلام ، حتى الفراغ من حولى يسقط.
هنا فقط أعود كما ولدت، لا ذنوب ، لا هفوات، لا شئ غير أنا.
…………………………………………….
"قافلة العزيز"
يا قافلة العزيز هلا مررتِ بديارنا ،تلقين علينا بشئ من عطر يوسف الغائب عني، وحملي مني سلام إليه وبعض وريقات زيتون أخضر ، نقشت بكل ورقة حروف أسمه ورسالة من سطر ونصف أخبره بها أن يأتي فى كل عام مرة بغيثه، كي تبقى حدائق الحناء تزهر
يا قافلة العزيز أذكريني عنده، أوصيه أن يُسقط العجاف من عمره وعمري،يأتي بالسنابل الخضراء حاملين صوته ووجهه
………………………………………………………
"مرسايا"
إن سألوني عنكِ
سوف أخبرهم أنكِ أخر عربة قطار، لحقت بها كى تحملني إلى وطني، الذى أعلن أنه سيغلق أبوابه، فور وصول هذا القطار إلى رصيف محطته.
إن سألوني عنكِ.
سأروي لهم كيف وجدت معك أمان شال أمي وطيبة دعواتها وطُهر صلاتها.
إن سألوني عنكِ.
سأكتب كيف أن وجهك صار المرسي الذى يحط به بحار تعب من طول أسفاره وترحاله.
إن سألوني عنكِ.
سوف أقسم أنك النعمة التى رزقني بها الله أجر صبري.
…………………………………. …………………….
" على الدنيا السلام"
أنتظر قليلا ، دعني أختلس منك نظرة أطبع بها ملامحك على ماء عيني
لتكن تذكار منك يراه كلما نظر أحدهما داخل عيني
ليعلم الجميع أنك عاصمتي وأنا خاصتك.
حفنة من دعوات وأخري من أمنيات ألقيه على وجهك كل صباح
أغزل منهم ومن عينيك مدينة لي أغفو على أعتابها وأنام وبعد ذلك على الدنيا السلام
………………………………………………………………
بين الماضي والحاضر"
من الطربوش الأحمر واليشمك ،من المشربية والحرملك.
من كلمة يا سيد، ويا حضرة، ويا أفندى من الأطلال ،ورد قلبى ، وقنديل أم هاشم والحرام , من أنى راحلة، وأنا حرة .
من عبد القدوس، ومحفوظ ،والشرقاوى، من أم كلثوم، وحليم، وعبد الوهاب، من الشهد والدموع ، وليالى الحلمية
وأبو العلا البشرى،من لمة بيت العيلة يوم الجمعة ورائحة بخور السيدة زينب، وأحاديث سمر لا تنتهي ، والجار السابع .
إلى مأنتخ ومهايبر وكبر، وأبو الليف وأوكا وأورتيجا والأسطورة وأشياء كثيرة فشلت حقا الإلمام بها.
فقد توقف بي الزمن، عند من ذكرته، فشلت أن أتخطاه، عجزت عن العيش فيه والرضاء به ، سقط منا الكثير أحيانا سهوا ، وكثيرا عمدا، سقطت منا أبجديات لغة وتذوق وحس مرهف وأحترام وذوق في التعامل والحديث وحتى طريقة أعتراضنا ونقاشنا وتبادلنا الآراء، صرنا كشئ هش فاقد لثقافة الإختلاف والحوار، سقطت منا أجيال، ضاعت تحت مسمى سرعة العصر والعولمة والتحضر ومجريات العصر وكلمة أنا حر دون أى إحساس بمعناها، وكأن الحرية تعنى الفوضى والاعتداء على حق غيري ، فقط لأنني أريد هذا.
كنا نقبل قطعة الخبز الملقاة على الأرض ، كنا ننظر تجاه الشمس ونتمني ، ونكتب أحلامنا فوق ذيل طائرة ورقية، أى روح بريئة فقدناها وسط رحلة الحياة؟! وتحت عجلات الزمن
جيل كامل فقد كل جميل ، فقد المثل الأعلى والقدوة والمرشد، تركنا أطفالنا يرون قدوتهم البلطجى والسفاح، لنجد أنفسنا توقفنا فجأة وجه لوجه، أمام حقيقة عارية، تخبرنا ببجاحة أننا فشلنا حقا ، فشلنا فى أن نحتفظ بتراث وهوية جعلتنا يوما فى مصاف التحضر والرقى والذوق الرفيع ، لنقف باهتين، دون طعم أو لون أو هوية، خسرنا أصالتنا ووجودنا حينما تركنا تراثنا وتاريخنا الذى وقف العالم أجمع تحية له، وتعلقنا بما هو
زائف ليس له جذور، فبتنا جميعا كشجرة يابسة أقل هبة ريح تُسقطها أرضا ، لأننا ببساطة لم نصنع لنا أساس ثابت يحمينا حينما تهب علينا رياح الوقت وثورة الزمن.
ليتنا نعود كما كنا ، أقل تفتح لكننا كنا أكثر دفء ورقي وحياة.
………………………………………………..
"محملين بهم"
نُكمل طريقنا ونحن حاملين وزر أفعالنا، ورقة حسناتنا تمسح جبيننا من سقوط تقوانا وغفلة قلوبنا، نهرب من ضعف أنفسنا ، محتمين بهم حتى لو فى خيالنا، نختبئ بين ضلوعهم دون أن يشعرون بنا، نتدثر بين جلدهم من برد عورة الأحتياج إليهم، نجعل من أحضانهم معطف لنا نأتيه كلما ضربت أوصالنا برد سنواتنا العجاف، نتلمس ريح قميصهم،كلما ضُعف بصرونا ، ليس ضعفا منا ، أو جبنا بل لأننا دونهم ضعفاء، دونهم كم هى ثقيلة خطوة الحياة، نهرب من أنفسنا إلى أنفسنا التي تحملهم داخلها ، تطبق عليهم حناياها ، مهما مر من الزمن وأقتربت عقارب الساعة من الأنتهاء، لأننا مهما كبرنا نبقى دونهم أيتام،
كم هى موجعة طعنات الشوق إليهم، كم هى فارغة من كل معانيها الحياة ، حينما لا نراهم أمامنا ويطويهم البعد يسرقهم الغياب.
…………………………………………..
"أيتام دونهم"
نُكمل طريقنا ونحن حاملين وزر أفعالنا، ورقة حسناتنا تمسح جبيننا من سقوط تقوانا وغفلة قلوبنا، نهرب من ضعف أنفسنا ، محتمين بهم حتى لو فى خيالنا، نختبئ بين ضلوعهم دون أن يشعرون بنا، نتدثر بين جلدهم من برد عورة الأحتياج إليهم، نجعل من أحضانهم معطف لنا نأتيه كلما ضربت أوصالنا برد سنواتنا العجاف، نتلمس ريح قميصهم،كلما ضُعف بصرونا ، ليس ضعفا منا ، أو جبنا بل لأننا دونهم ضعفاء، دونهم كم هى ثقيلة خطوة الحياة، نهرب من أنفسنا إلى أنفسنا التي تحملهم داخلها ، تطبق عليهم حناياها ، مهما مر من الزمن وأقتربت عقارب الساعة من الأنتهاء، لأننا مهما كبرنا نبقى دونهم أيتام،
كم هى موجعة طعنات الشوق إليهم، كم هى فارغة من كل معانيها الحياة ، حينما لا نراهم أمامنا ويطويهم البعد يسرقهم الغياب.
……………………………………………………………
"أهدني صباح"
أهدني صباح بلون العسل الذائب بعينيك وحلاوة ابتسامة ثغرك
قول :-صباح الخير وأترك الخير يأتي معك
أبعث لي بزهر البنفسج وقطع سكر أحلي بها وجه الصباح
أهدني إياك مع الصباح ولا تخف
سأحملك مطبوع بماء عيني بين جفني وهدبي
ليبقى الوقت كله صباح لا يأتيه ليلا
……………………………………………………………..
"تذكرتك"
الأمطار تغرق كل شىء
والجميع يسرع الخطي
ليحتمي منها
وكغيرهما كانا مسرعين
حتى اصطدما ببعضهما
توقف ليعتذر لها
وما أن تلاقت أعينهما حتى نطق الأثنين
ألف سؤال وسؤال بصمت
وهمت أن تمضى ؛ فبادرها بالقول:-
سيدتي..
انتظري هل هذا المنديل لك؟
تمد يدها بخجل تتناوله قائلة له :-
- نعم هو منديلى شكرا لك .
-انتظري .
-ماذا بعد ؛هل من شيء؟
-أعطني هذا المنديل لحظة.
-تفضل لك ما طلبت.
ويمسك بالمنديل يقربه من أنفه يستنشقه.
-سيدتي هل تلاقينا من قبل؟
-لا أعلم ؛لكن هناك شىء يخبرني؛
أننا تلاقينا من قبل
دقات قلبى تخبرني بذلك
ضحكة عينى.
تخبرني أنها تلاقت بملامحك من قبل.
لكن أين ؟
- انتظري وسأخبرك أنا أين تلاقينا؟
لقد تلاقينا.. وقت أن كانت قطع السكر
هي أجمل هدايانا
وقت أن كانت نظرة العين تروى الف احساس بصمت.
وقت أن كانت حمرة الخجل تكسونا
إذا ما تشابكت أصابعنا ؛ وتعانقت أيدينا
تقابلنا منذ زمن؛ قبل أن تزورنا تلك الشعيرات البيضاء.
وقت أن كان المطر أجمل حكاوينا.
تذكرتي الآن صبي اهداك يوم قلب صغير
وقال لك هذا بيتك؟
- تذكرتك ؛ومن أخبرك أني قد نسيتك.
تذكرتك .. كحبة توت غاصت فى سكر فظل طعمها بفمي
تذكرتك.. وانت من كسوت روحي بك فصارت تابع لك.
تذكرتك.. وإن كنت أنت كل ذاكرتي.
-وأنا لم أنساك لأتذكرك.
كل ما في الأمر ؛أني كنت كل يوم ؛مع كل سجدة في صلاتي.
ادعوا الله قائلا "ربي كما رددت بصر يعقوب
بريح يوسف ؛رد على بصري بريح من أحب
واليوم أتاني الله ببصري وبريح من أحب
………… ……………………………………………..
"دعنا نتعرف"
إذا ما انتهت الحكايات وسكن دربنا الصمت
لا ترحل بعيد عن أرضي ، بل تعرف علي من جديد.
أدعوني إلى طاولتك ، الى فنجان قهوتك، دعنا نري ملامحنا عن قرب
نروي تفاصيل قصتنا حرف حرف ، نتذكر قصص الحب التي سافرنا عبر سطورها إلي الشاطر حسن وبيضاء الثلج ، دعنا نغمض أعيننا نتراقص سويا ، نعود من لا شئ الى كل شئ
نمسك بقصة عشقنا ، نمسح عن وجهها ندبات الزمن وبخل مشاعرنا ، نقرأ كل تفصيلة بها ، نتنهد على وقع كلماتها ، نولد معها من جديد .
…………………………………………………………
"مر غيابك"
جلست أتطلع إليه ، أتفحص ملامحه ، مر عشرون عام لم أراه
هو كما هو ، لم يتغير شئ به إلا بعض شعيرات بيضاء ظهرت فى مفرق رأسه ، أخذ ينظر حوله يري المكان ، ضحكت قائلة له:
-كل شيء كما تركته لم تمسسه يد بشر ، جريدة مطوية في إحدى الزوايا ، شجرة ياسمين تحتضن النافذة ، حتى مقعدك كما هو ، لم أسمح لأحد بالجلوس عليه طيلة عشرون عام ، أتيه أتحسسه بأناملي أبحث عن بقايا منك قد تركتها علها تتعلق بيدي ، أشتم ريح عطرك عبر كتاب كنا قد قرأناه
دعوته إلي طاولتى ، جلست أمامه أصنع له فنجان قهوته سائلة إياه :
-هل ما زلت تشرب قهوتك سكر زيادة كما كنت؟ أشعل بعضا من تبغه قائلا:
- طيلة العشرين عام وأنا أشربها دون أن أضع بها قطعة سكر
تعجبت سائلة إياه :
-كيف صبرت على مر مذاقها طيلة هذه السنوات؟
تناول وجهي بين كفيه حتى شعرت بدفء أنفاسه قائلا:
-لم يكن المر فى مذاقها بل كان فى غيابي عنكِ ، فى عدم رؤية ملامحك كل يوم فى غياب نغمة صوتك عن أذاني ، في شعور اليتم دون حضنك ، من أجل هذا كله أقسمت مائة يمين والله عليٓ شاهد ، ألا أتذوق السكر دون أن تلمسه يداكِ المر عزيزتي ليس بفنجان قهوة سادة بل في غياب من أحببناهم
………………………………………………………….
"أنى كاذبة"
صدقا ..أقسمت بالله العظيم أن أحرق كل جسوري إليك
أن أمحو صورتك من عيني وإذا ذُكر أسمك أمامي أقول لم أسمعه من قبل
صدقا .. أقسمت بالله العظيم أن أمزق كل أوراق دفاتري التي كتبتها لك
أن أمحو حبك من بين ضلوعي وأن لم أستطع سأكسره وعندما جن الليل بكيت حنين إليك
أقسمت مرارا وتكرارا وفي كل مرة أعلم أني كذبت .
…………………………………………………….
" غزوتني"
مالي كلما نظرت في مرآتي
رأيت شىء من ملامحك بين ملامحي
غزوتني ؟
ام غزوت جميع أجزائي؟!
سكنتني حتى بت أراك فى ملامحي
هل صرت بعض منى ؛ام صرت كلي ؟!
وصرت أنا أتبعك لأنني بعض منك ؟
يقولون"أننا نشبه ذوينا"
وحينما أجدني اشبهك أو أشبه شيء منك
أعلم أننا جئنا من حبل سري واحد.
ووريد يعطيك مني ؛ويعطيني منك
حتى إذا ما أشتقت إليك
أغمضت عيني احتضنك بين جفنيها
راسلة اليك سلام بروحي
حتى بت أشعر أنني بالأمس كنت أنت
ومعك صرت أنت
……………………………………………………………..
" يسألونني"
أي الأوطان تحبين؟.
وإلى أي الموانئ تهاجرين؟
وطني مساحة صغيرة بين كتفي
أهرب إليهم من السقطات وخيبات حسن النوايا .
ميناء سفري الدائم أقمته بمحراب عين أعشق العسل الذائب فيها
جعلت منها دليلي فى السفر ..
…………………………………………………….
"وجهك"
وجهكِ ..هدنة سلام مع هذا العالم البائس.
وجهك.. ملامح وطن.
وجهك ..غصن زيتون أخضر
فى عالم انتهكت براءته الحروب
ولوثته الدماء.
وجهك ..قطعة موسيقية رقيقة تأخذنى من تحت ذراعي يزرعني غيمة حبلى بأمطار خير ونقاء .
وجهك.. ليلة عيد كل ما بها غناوى حب وحكايات سمر.
وجهك..سطر جميل في رواية كلما قرأته جهلت معناه فأعاود قرأته مرات ومرات دون ملل.
وجهك.. نسمة صباح نقية تشفي جروح روح وسقم جسد.
وجهك.. كلمة حب تجبر خاطرى كلما نظرت إليه. وجهك ..سلسبيل عذب من يرتوى برؤيته لا يصيبه ظمأ.
وجهك.. لوحة فنية جمعت خطوطها كل ألوان قوس قزح.
وجهك ..ميناء سلام تستقر عليه كل أسفاري التى ضلت طريقها فى زمن الضلال.
وجهك.. حبات توت وعناقيد ياسمين وزهر بنفسج
كلما رأيته شبع جوع روحي
وجهك..قصيدة عنوانها "وتينى. .أنت "
وجهك.. حبات قمح إذا ما جاع قلبى أطعمته منه .
وجهك ..عطر باريسي كل ما استنشقته تتعطر روحي.
وجهك.. براءة طفلة عقصت اسمك بجديلتها فصار إسمها معقود بأسمك.
وجهك.. صفحة بيضاء تعطينى دوما قلم لأكتب بها إليك تطمئن نفسي وتسكن.
وجهك..عناد صبى يمسك بحقه ولا يتنازل عنه وانت حقي.
وجهك..واحة خضراء لا يسكنها غيري وغيرك
وجهك ..فم وليد يتثاءب لا تمتلك أمامه
غير أن تذوب بفمه كقطة سكر.
وجهك.. رقصة عشق نتوحد بها وننصهر لأصبح
أنا أنت وتصبح أنت أنا.
وجهك.. لغتى وقلمي وقاموس ورئتي
وجهك ..كل أحبتي وأهلي وخلاني وعالمي
وجهك..عنوانى الذى بدونه أصبح شريدة.
وجهك..يمسح غبار اليأس عني ويقبل جبينى المرهق من ضربات شمس الحياة.
وجهك.. حكايات جدتى ودعوة أمي وحنان أبي.
سأخبرك شيء ..أستمع إلي فقط.
مذ أن رأيتك لم أنظر إليك نظرة امراة لرجل شرقي حتى النخاع.
بل نظرت إليك كأم عقيم رأت ملامح طفلها الذى رسمت له عشرات الصور
وهو ما يزال جنينا في أحشائها
إلى ان صار شاب يافع يضمها إلى صدره بحنان .
رأيتك ..بعين فتاة. . رحل أبيها إلى السماء وقد أخبروه فى صغرها أن أباها يشبهك
فوضعتك صورة بأحشائها تأتيها كلما نهشها الشوق لمن واراه التراب
رأيتك ..بعين صبية تحمر وجنتها خجلا اذا رأت من تحب
وحينما رأيتك أخبروني أن وجنتى قد اشتعلت حمرة فعلمت أننى أحببت طيفك قبل ان أراه.
رأيتك.. بقلب فتاة متمردة. . تبحث عمن يستطيع أن يمشط لها شعرها الغجري الثائر بغرور دائما.
رأيتك بعين عجوز أصابها الزهايمر ونسيت كل الوجوه إلا وجهك.
رأيتك.. كعابر سبيل ضل الطريق لوطنه واطمأن إليك كمن وجد بيته وأهله.
رأيتك ..فنجان قهوة في مقهى على أطراف بلدة بعيدة يحوى زائريه برفق ومحبة وكل الوجوه به لطيفة بها ود وبسمة.
اتعرف شىء ..دوما ما كنت أردد
ان زمن الفرسان رحل والخيول ماتت
لأنها لم تجد فرسان نبلاء يمسكون لجامها بذكاء.
وحينما رأيتك همست لنفسي حتما الخيول ستعود يوم
فما زال فى الزحام فرسان نبلاء
يبحثون عن خيول حرة أصيلة.
أحسست للمرة الأولى أن هناك الكثير الذى لم يأت بعد لأنه ينتظرك
فقوس قزح ينتظرك ليظهر.
البلابل تنتظرك لتصدح.
الأمطار تنتظرك لنرقص سويا تحت زخاتها
ونمسح بها ما علق بنا من انهزامات وخيبات
أظن انها لم تكن تلحق بنا إن كنا مع بعضنا
أضمك وتضمنى .. أستنشق أنفاسك. .وتقبل جبهتي.
علمت الآن فقط يا سيدى
لماذا لم أحب من قبلك؟
ببساطة يا سيدى
وجهك هو أكسجين دمي.
………………………………………………………….
"أخبريني"
ماذا ترين بوجهي يجعلك تبتسمين كلما نظرتي الي؟
سأخبرك لكن انظر الي
أري بوجهك أول أبتسامة بكر تفترش وجوه الباكين بعد سنين .
أري عيني أمي لحظة دعائها لرب العالمين.
أشعر دفء أبي ونقاء شجرة الياسمين وطهر ركعتين توبة يعلن بهم عاصي ترك طريق الضالين.
أبتسم حينما أري وجهك لأنني أري به وجوه الأحبة الغائبين.
……………………………………………………………
"ورقة بدفتري"
هناك بمنتصف دفتري ورقة كتبت بها أسمك
وتركت أول الدفتر فارغ وأخره شبيه أوله لا شئ به
حتى إن جئت أفتحه مع كل ورقة فارغة أذكر أسم الله عليك
وإن جئت أغلقه مع كل ورقة أدعك في معية الله
فأنت أول القصيدة ومسك الختام
……………………………………………………………
"زهايمر"
تعجبت .. كيف تكونين مريضة زهايمر وتنسين الوجوه ولا تعرفين أسماء من حولك حتى أسمك ورغم ذلك تبتسمين حينما ترين وجهه ودوما إذا سألك أحد عن أسمك ترددين أسمه؟!
-سأخبرك أمرا ولن تتعجبي ، بوسع الإنسان أن ينسى كل شئ وأي شئ
إلا وجه سكن الحشا وأسم نقشته وشم بعروق كفي
…………………………………………………………….
"ثمة سلامات "
ثمة سلامات لا نرسلها بأناملنا بل نرسلها بأرواحنا ، نكتبها بمداد قلوبنا.
فتصل كنسمة رقيقة ؛ محملة بعبير أنفاس أصحابها.
ثمة أسماء ، ندعوا بها " الله" ، بين الأذان والإقامة مرددين خلفها قول "اللهم أمين " ، ثمة وجوه ، كل من ينظر بأعيننا ، يراها مطبوعة بمائها ، تتراقص بأحداقنا، وكأن الكون كله قابع بمساحة صغيرة حدودها أكتافهم.
نكتبهم شعراً ، نعزفهم نغمة كمان رقيقة، نرسمهم لوحة بديعة الصنع.
ثمة أسماء ، صارت ضلع آخر فوق أضلعنا ،فسكنت أنفاسنا ،لا تغيب عنا ، إلا إذا غابت أرواحنا، نتنفسهم ، يسافرون عبر صدورنا ، يحملون تأشيرة بقاء بنبض قلوبنا ،فكم من أشخاص، أبعد ما يكونون عنا وهم فى الحقيقة ، دماء تجري ، داخل عروقنا ، تهب لنا حياة فوق الحياة ، حياة نقية، مرفوع منها الزيف والنفاق، نأتيها هاربين من كل شىء، نطمئن بين جنباتها، نلقي على أعتابها ، كل ما يرهق كاهلنا ، ننام بها ملء جفوننا ، وبفمنا قطعة سكر سرقناها من فوق شفاههم ،تزرع داخل أوردتنا ألف سبب يجعلنا نرى الحياة كطفل صغير ، طاهر القلب، جميل القسمات .
ثمة نفوس ، تسكننا لا أحد يعرف عنها شىء وهي فى حقيقتها ذاتنا ، نقرأها كل يوم السلام مع كل نفس ، مع كل طرفة عين، مع كل نسمة تلامسنا.
……………………………………………………………
"كاذب"
أقسمت مائة يمين ، عندما تأتين إلي أن أشبعك ضرب، وأوجع روحك لوم.
أقسمت مرار وتكرار، أن أقتلع جذورك من أعماقي وأجمع بقاياك من دمي، واعتزل هواك وأمزق قصيدة كتبتها بأسمك في دفتري.
أعلنت وقررت التحلل منك. وأقسمت أني قد برأت من عشقي لك.
وأن أوردتي بريئة منك وعندما رأيتك أمامي ،هويت عليك بصدري
كأم تضم صغير أتاها بعد سنوات عقم ، ضممتك كمن يضم قطعة منه فارقته
وعادت إليه كروح ، نفخت بجسد يحتضر ، حاولت أن أخفيك بين أضلعي، أذيبك بدمي ،غسلتك من هجرك بأدمعي ،كم أقسمت وتوعدت وهددت .
بأنك لم تعودي من خاصتي ،وعندما ملأت عيني منك علمت كم كنت كاذب.
…………………………………………………………….
"جميلة أنت"
كأول كل شىء فى بداية الأشياء ، كأول نبضة قلب تعلن لنا عن ميلاد حب.
كطفل يفتح عينيه وهو يتثاءب ليتسلل إلى عينيه أول مرة نور الكون .
كقطرة ندى صباحية تساقطت سهوا فوق أوراق وردة بكر لم تمسها يد بعد.
كأول سطر فى رسالة غرامية تخطف روحنا مسافرة غير عابئة بالمسافات والحدود ،كأول سطر كتبناه ونحن صغار لنضحك بعدها على ما فعلناه .
جميلة أنت
كبراح كون فاتح ذراعيه لنا يضمنا بلا نفاق او رياء.
كلوحة فنية رسمها صاحبها وهو غارق فى حالة عشق أبدية.
كرائحة عطر سائل على جسد من نحب فامتزج به ليتسرب إلينا من ضمة أتانا بها في لحظة شوق أذابتنا لتعطينا لحظة ميلاد فلم نعد نعرف هل بعضنا من بعض.
……………………………………………………………
"يمرون بنا"
كثيرون يمرون بنا ، نادرون من يمرون من خلالنا ، ينزحون إلى أعماقنا من بين ضلوعنا ، يتركون شهيقهم بين مساماتنا تحمله رويدا رويدا لدمائنا
فنصير نحملهم فى كل شهقة وطرفة عين وكأنهم روح ثانية ؛نحيا بها ونموت إذا ما غادرت جنبات روحنا.
……………………………………………………………
"حملتك بين أضلعي نبض"
لم أعرف يوما كيف أكتبه أو أصف ملامح عشقه
حتى سألني أحدهم ذات يوم:-صفي لي ما تحملينه من أماني بداخلك.
فتحت باب قلبي على مصرعيه
فخرجت منه الكلمات كفراشات ملونة تحمل رقة ملامحك.
بعثرت عطر زكي كعنبر حينما نطقت أسمك.
شعرت أن ما بين اضلعي قد صار نافذة تطل على مشهد من مشاهد الجنة
كل ما يخرج منها طير وزهر ونسمات رقيقة تمسح رؤوس المتعبين برفق.
وقفت أنظر من بعيد على باب فتح لتوه على الحياة
حينما همست لك يا أنا كم أحبك
…………………………………………………………
"أنا والعراقة"
أمسكت بكف يدى الهزيل ، بين راحتيها، متحسسة خطوطه ؛ وما أن وضعت سبابتها فوق خط أسمته خط العشق؛ حتى قالت:
-هنا يسكن الداء، وقد ارتجفت يدها ؛ وغامت عينيها؛ وظلت تنظر لى بريبة، أشعرتني أنني مذنبة هاربة من عقاب.
لأسارعها القول سائلة إياها : بربك أخبريني ما الأمر؟!
يجاوبنى صوتها العميق:
-لا أخف عليك حقيقة الأمر، فهو جلل بحق ،هل تشعرين بشيء ينهش كبدك؟
ويوجع قلبك ؟ويسرق النوم من عينك ،يجافي جنبك ويسهد روحك ويشرد معه دوما عقلك؟ كل الناس حولك، أربعون شبيه ،لشخص واحد أجيبينى دون تردد
لأقول لها :
- نعم ،نعم أشعر بكل هذا وأكثر
أردفت تقول:
- اقتربى منى، أود أن أخبرك سر، ما تعانين منه يا صغيرتى ؛ليس له طبيب؛ ولا يعرفه عراف أو عطار ،لا يبتره جراح بمشرط ،فمن ألقى سهمه بوتين قلبك
هو الوحيد القادر ،على إحياء نبضه ،ولك تلك الوصفه علها تستطيع ان تربط على قلبك ، لينام ويهدأ ، أكتب أسمه فوق أصبعك ،أذيبي ما علق به داخل كوب ماء ، تروى به ظمأك كل صباح ومساء ، أحرقى صورته، وكحلى من رمادها عينيك ، كلما دق قلبك ، أجعلِ صوته حبات قمح، تتناولين منه حبة أو حبتين ، اذا ما جاعت روحك هذا كل ما أستطيع فعله ؛ فالعشق يا بنيتى داء لا ينفع معه سوى الصبر.
……………………………………………………………..
"صباح جديد"
أما آن للصباح أن يتنفس ويأتيني محمل بهدايا يوم جديد يمسح فوق جباهنا المتعبة ويقبل جبين أرهقته الخطوب؟
أما آن للمطر أن يدق نافذتي يخبرني أن الشتاء قد عاد بعد طول غياب وبجعبته أحاديث عشق دافئة؟
أما آن لطفلة صغيرة مخبئة بين ضلوعي ٱن تحرر جديلتها فرحة بيوم ميلاد جديد ؟
أما آن للحب أن يطمئن إلينا ويعلم أن جل ما نحتاجه هو عناق طيب وقطعة سكر؟
أما آن لنا ٱن نبتسم ملأ أرواحنا هامسين ستشرق الشمس قريبا ويعلن القمر أكتماله؟!
………………………………………………………….
"شكرا"
شكرا لمن يأتون إلى حياتنا كرسالة من رب السماء.. رسالة تخبرنا أن لا نيأس من الحياة
تهمس لنا بابتسامة أنّ هناك في مكان ما
من يشبهوننا ...من يفهمون ويتفهمون غرابتنا و أسبابنا ،من يتحملون تقلب نفوسنا ويعرفون جيدا ان للنفس أفاق ووديان، يتحملون قبحنا وجنوننا ولا يفلتون أيدينا مهما حدث.
شكرا.. لمن يرى بنا جمال لا نراه بأنفسنا وكلما اشبعتنا الحياة ضرب اشبعونا احتواء وأمان
شكرا. . لمن يخبرونا دوما أن الحياة بها الكثير الذى يجب أن يعاش، تاركين لنا مساحة أمان نخرج بها ما يؤرق نفوسنا، يمسحون على قلوبنا برد وسلام.
شكرا أشباه تشبهنا وتكملنا ناقصنا تغرس الأمل بعروقنا حقول شاسعة
………………………………………………………..
"حلاوة العمر"
وتناول وجهها بين راحتيه ،راح يتأمل ملامحها الهادئة هامسا لها.:
-أين وجدتك ؟هل ربحت في ورقة يانصيب؟ أم أنجبتك وضعت منى فى زحام الطريق؟هل كتبتك صفحة فى رواية ونسيت أن أكملها؟أم أنك شجرة التوت التي كانت تضمنت فى بيت جدى؟ ربما تكونين تميمة جدتي قد وضعتها لي بين طيات ملابسي دون أن أدرى ،أو دعوة من أمي. .كانت قد قرأتها على رأسى وأنا صغير داعية الله فيها أن يرزقنى حلاوة العمر..
……….. ……………………………………………………
"جميل حظي"
إن سألوك عني قل لهم أحبتني حتى ذابت بي حد التوحد
تلاشت بين أجزائي حتى صارت مني إمرأة أحبتني بقلب أم وحبيبة وصديقة ورفيقة درب.
إن سألوك عني قل لهم أنها امراة أخبرتها العرافة ذات يوم ، ان جميل حظها معلق برجل أخذ من ملامحها حينما تعثرت بي همست قائلة:
- أنت جميل حظي
…………………………………………………………….
أنا لا أحبك...
كل ما في الأمر إنني إذا مال على الكون بثقله هربت احتمى بك.
.وإذا ما خنقتني العبرة أخفيت وجهي بصدرك كى لا يرى ضعفى غيرك
وإذا ما وجدت نفسى مفلسة من كل شىء دسست يدي بجيبك أسرق منه أيام عمر لا أجده إلا بالقرب منك.
أنا لا أحبك..
لكن اذا ما أحتجت ان أهرب من ضجيج البشر أدق بابك وأجلس أروى لك واستمع إليك ، وإذا ما تسرب بداخلى البرد دسست نفسى داخل معطفك أختفى بين جلدك وعظمك أستجدي بك الدفء.
أنا لا أحبك. .
لكن إذا ما اختنقت من النفاق استنشقت عطر أنفاسك لتدب الحياة بأوردتى وشرياني وإذا اشتقت لنفسي جئتك متوسلة إليك أن تترك لي كلي المرهون بك .
وإذا ما أردت أن أخلو بنفسي و اكون بمفردى أتيتك حاملة نفسى إليك.
وفي ختام كلامي أنا لا أحبك
………………………………………………………….
"خطابات عاشق"
إلى عزيزتى التي أناديها يا أنا
كل عام وانت جنتى ،كل عام وأنت الخير لعامي الجديد ، اليوم كان يوم مولدى .
أحضرت كعكة التوت التى تحبينها وأحبها أنا الأخر لأنها تشبهك..
حلوة المذاق ولا يمكن وصفها وضعت بها شموع بعدد سنوات عمرى
إلا خمس أعوام هى ما سقطت من عمري وأنت لست معي، أيا طفلتي الوحيدة؛ اليوم يوم مولدي ،رغم ذلك أحضرت لك هدية ؛نجمة صغيرة بها أسمك ورسالة كتبتها إليك ،أول كلمة بها تقول أحببتك بعمر مضى واحبك عمر أحياه لك..
واعاهدك فى يوم مولدى ؛أننى قد كتبت أسمك على أعتاب سنوات القادمة ..
أيا حبيبتى ، حبيبة الأمس واليوم وغد ، سأظل أرى القمر ناقص غير مكتمل..
حتى تكتحل عيني برؤيتك وكأن في عينيك صباح أخر لي..
وفى نهاية خطابي هذا لك منى جملة واحدة ، كل عام وأنت هواء رئتي ،ومعجم اللغة والكلمات ..
خطابات عاشق نصفه مقيم ونصفه مسافر
…………………………………………………………
"مالي"
مالي كلما هممت بالخروج منك ؛ معلنة العصيان ؛رافضة السكن إليك، أجدني أعود من جديد دون إرادة منى أغرق فيك أتوحد فيك ، أذوب وأنصهر بين اضلعك وكأن لا أرض تقبلنى ولا وطن يحتوينى إلا أنت ، كل الأرض بعيدا عنك منفى وكل الأوطان دونك يا سيدى غربة ، شيء إليك يشدني لا أفهمه ، لا أعرفه ،لا أستوعبه عله إحساس بالحياة التى تأتينى معك وبك ، عله إحساس بالأمان لا أجده إلا بين يديك عله إحساس بالاحتياج لا يشبعه إلا أنت ،لأجدنى أعود إليك إذا ما قررت الفرار هاربة بعيدة عنك لأغرق أكثر وأكثر طواعية منى بين حنايا نفسك فلا أعد أعرف هل أنا أنا؟ أم أنا أنت.
أيا سيدي وسيدي أنت ، بربك أخبرني كيف الهروب منك؟
أتعلم شيء ، لا تصدقني إن حدث واخبرتك يوم أننى أتمنى الخروج منك ؛الفرار منك ،فأنا إن فعلت هذا مت ،فروحي شجرة جذورها أنت ،إن هى قطعت منك ماتت ، كم هو جميل أن أغرق فيك أكثر فطعم الماء فى الأعماق أنقى وأعذب
……………………………………………………………..
(لقاء فى خيالي)
يا أنا
أرسلت إليك زهرة بنفسج هذا الصباح ، بطيات رسالة كتبت بها جملة واحدة تخبرك ، أنني سوف أنتظرك هذا المساء ، سوف أُعد لك أمسية وردية الشرفات، قمرها أنت ونجومها عيناك ، لكن لا تجعل الوقت يسرقك ، كي لا تترك سندريلا المكان دون فارسها.
ها قد جاء المساء ، وقفت أمام مرأتي أتزين لك، مرتدية أجمل ما لدي من أثواب ،اخترت من بين أثوابي هذا الذى يحمل لون البنفسج الذى تعشقه، أرتديه دون غيره لأن عليه شئ من بقاياك ، حتى عطرك ما زال عالقا به ، تتذكر حينما ضممتني ، ذات حنين ، قبل أن تغادر ، حتى أعتصرتني بين ضلوعك وأنا أرتديه لك ، انتهيت الآن من زينتي ، أخبرني هل ينقصني شئ ؟! نعم أحتاج بعضا من زخات العطر الباريسي الذى أهديتني إياه .
حسنا دعنا نبدأ الأن أمسية الحب ، التي ظللت أطهوها لك فوق جمر شوقي ، مذيبة إياها داخل إناء روحي ، هنا فى هذا الركن القصي ، وضعت لنا طاولة ، كما وضعتك بأقصي تلك المُضغة القابعة أيسر الصدر، دعني أُمسك يدك ، كما كنت دوما تُمسك يدي، أخبرني هل تغافلت عن شيء تحبه ؟! وضعت هنا كاسات من الماء ، الذى كنت دوما ترفض أن ترتوي منه، لأن النظر بعيني يروي ظمأ روحك، هكذا أخبرتني، وبالمنتصف صنعت لك تورتة من التوت الأحمر ، تحبها كالصغار، لا تنظر إلي هكذا، لم أنس ، هناك على الأطراف نثرت لك الكثير من الكرز الأحمر، الذى كنا ننتظر موسم حصاده، كي تضعه بجوار شفاهي ، متهما إياه ، بأنه لا يماثل لون تفاحها الأحمر، تركت لك تلك الشموع تُشعلها بنفسك، حتى الورود الحمراء ، جعلتها فوق مقعدك ، الأن أخبرني هل سقط من ذاكرتي بعض ما كنا نفعله سويا؟! حلوة ابتسامتك تلك ، أخبرتني أن كل شئ فعلته راقك ، انتظر لا تجلس الأن، اقترب مني ، اقترب أكثر ، دعني أتنفسك ، دعني أشعر دفء يديك وهي تغفو فوق خصري، لنرقص ، تاركين كل شئ خلفنا ، نُسقط مع وقع خطواتنا كل ما يُخيفنا ، نترك كل مساءات الأمس خلف ظهورنا ، لنرقص فوق دقات قلوبنا ، على عزف أوتار أرواحنا ، دعنا نذوب ، نتوحد ، نعلنها دون خوف ، دون تردد ، أننا الآن خلقنا لتونا.
*****************************************************
"عزيز"
عزيز …
يا براح الروح وقت ضيق الروح ، وطمأنينة النفس وقت جنون الكون يا عزيز
كيف حال يومك ؟! هل أشتاق إلى عبثي وصخبي ؟! أم تراه فقد الإحساس بكل شئ مثلي ؟!
أنتظر إذن وسوف أخبرك أنا عن حال يومي ، ما زلت أستيقظ مع الفجر أنظر إلى السماء داعية الله لك ، ومع كل دعوة ، أضع يدى أيسر صدري ، بأن يظل هنا مرساك ووطنك ، فى الظهيرة أذهب إلى شجرة الياسمين التى زرعناها سويا ، أخبرها أنك ستأتي ، حتما ستأتى ومع ذلك لا تمل من السؤال عليك ، تشبهني ، تشبهني فى لهفتها لرؤيتك ، فى سماع صوتك ، فى أستنشاق عطرك ، وفى المساء أحتضن كتابا كنا قد قرأناه سويا ، أتلمس سطوره بأناملي ، عل شئ منك ما يزال عالق فوق نقاط حروفه ، وفى النهاية أغفو وأنا مطبقة عليك ذراعي ، أغفوا وأنا أسمع صوتك يهدهدنى أن نامي ولا تخافى شئ ، فأنا سأبقي حارث على بابك وإن غلبنى النوم ، سأنام داخل محراب عينيك ، أسمي عليهما بأسم الله أن لا يسكنها غيري ولا ترى سواي ..
***************************************************
"تتعجب مني"
تتعجب كيف أشعر بك وبيني وبينك بلاد و حدود ومسافات؟! كيف أعرف إن كنت عابثا أم كنت مبتسما؟! ومن أين لي أن أقرأ ما بداخلك قبل أن تبوح به؟! ما الذى يجعلني أحيا ألمك وفرحك دون أن تدرى ؟!
تتعجب مني كلما سرقت من فوق شفاهك كلمة تنوى النطق بها ، وحلم قبل أن ترويه لي تجدنى أقصه عليك ، وأمنية سبقتك إليها وأنا أضحك بخبث كالأطفال لأنني سبقتك وأقتنصتها منك.
تظل تفكر وتفكر ، كيف أراك بوضوح هكذا؟ كتاب مفتوح على مصرعيه ، أقرأ حروفه وأعلم جمله
هل بيدي جني مصباح علاء الدين يخبرني بأسرارك ؟ أم أننى أذهب إلى عرافة تقرأ لي فنجانك؟
حسنا سأخبرك ، كل ما فى الأمر ، أننى مذ عرفتك وضعتك مكان قلبي ، فصرت مقيم بين الضلوع ، وكلما هممت بفعل شئ وشت بك عندى ، فصرت أعرف كيف أصبحت وكيف أمسيت؟!
………………………………………………………………
(مشاركة -بكتاب- آمال)
" يا نبض"
بوح بسرك ولا تخف فأنت مني ، أو هكذا خيل إلي أنك مني .
أخبرني دون زيف ، دون خوف ، دون مراوغة .
هل أنت مني أم أنت منه ؟! هل تدور فى فلك الطبيعة وتنبض كي تجعلني أحيا ؟! أم أنك خالفت كل شئ وتنبض فقط لأنه يحيا بك ؟!
يا نبض
هل ما تشعر به من ألم هو ألم الحنين إليه؟ أم أنك كلما حاولت الهرب من قلبي إليه تعثرت بأضلعي فتألمت؟
لم أنت صامت هكذا ؟! هل ذكرتك به ، أم أنك تخجل أن تبوح بأنك له؟ حسنا دعنا من كل هذا وأخبرني شئ واحد بحق رأس كل من تحب ، هل أنت خلقت معي منذ ولدت ؟ أم أنك بعض من نبضه غافلني وأرسلك إلي محملا به ، فصرت أنا مع الوقت إستنساخ منه؟
يا نبض
لا عليك ، فأنا أيضا لم أعد أريد التحرر منه ، فكيف نتحرر منا وإن كان بيننا حدود الكون.
………………………………………………………………………
(مشاركة -بكتاب -آمال)
"شوقي إليك"
كيف أقاضيك يا شوق على ما كسرته من أضلعي؟
من أين لك أن ترتق روحي وترزقني الصبر على ما سلبته مني؟
صرت محتال واليوم منك بألف سنة .
يا شوقي روحي إلي روحي ، يا حاجة نفسي إلى نفسي .
يا شوق ، إن قاضيتك ، سوف أقيم عليك الحد بأربعة وعشرون ضلع ونصف أنفاسي وكل روحي وضياء عيني ، فهلا حملتهم معك إلي ولك مني عهد ، سوف أهديك ما تبقي من العمر ألا يوم أحياه معهم فاليوم معهم بعمري أكمله.
……………………………………………. ……
"منية النفس"
تتعجبين منى يا منية النفس ، كيف لك كل هذا البراح بروحي؟! كيف أسكنتك قلبي حتى صرت خلاياه ونبضه وحفرتك وشم بين ضلعي؟!
كيف أختصرت كل البشر فيك أنتِ ؟! حتى بتِ حبيبتي وأمي وطفلتي ورفيقة دربي
حسنا سوف أخبركِ سري وعلى الله رزقي.
أخفيتك بين أوراق دفترى دون أن تدري نصف عمري ، فكنت أنتِ كل قصيدة وجملة وحرف ، أودعتك كفي فكنت أمسك بيديك كطفل تاه منه المرسي ، حتى إذا ما سألني أحد عن عنواني أخبرته أسمك
حتى عيني أنتِ بها الجفن والهدب ، كنت أخجل كالأطفال حينما أحاول أن أصف ملامح غيرك وأجدني متلبس بوصف شعرك وشامتك ونقطة العسل فوق خدك الأيسر.
لا تتعجبي ولا تتسائلي كيف لك كل هذا الأرث عندي ؟! فقط أسألي قلبي فهو من وهبك باقي عمري ودمي ولحمي.
……………………………………………………………….
"عزيز"
عزيز
يا دفء الشمس ونور البدر وشجر الحناء يا عزيز
كيف حالك يا كل حالي ؟ هل اشتقت إلي ؟ أم تراك تركت كل الشوق يصب فى وريدي ، يحملني إليك فى اليوم الواحد أربعة وعشرون ساعة ، لا تتهمني بأنني لم أكتب لك منذ أيام خلت ، أبحث فى دفترك ستجد في كل صفحة سطر مني ، أبحث فى هواء رئتيك ستجدني في ذرات هوائهما ، أتظن أنني لم أبعث إليك مع ساعي البريد كل يوم برسالة؟
عزيز ، لك عندي سبع رسائل بعدد أيام الأسبوع ، بعثت لك منهم واحدة وأخفيت الست الباقيين ، أتعلم لماذا ؟ لقد خشيت أن تمل مني ، أن تزهد رسائلي ،أن تنعتني بالهائمة ، حينها سوف تكون ظالم لي ، لأنني فى حقيقة الأمر لست هائمة بك ، بل أنني قد كتبتك بين الضلع والضلع ، فصرت ضلعي الخامس والعشرين
………………………………………………………….
"يا أنا"
إلى عزيزتى التي أناديها يا أنا.
كيف حالك يا كل حالي؟صباحي انت يا أعذب صباحاتي ،أسمحي لي صغيرتي ،أن أسرقك من كل شىء
من ساعات يومك الثقيلة ، من وحدتك وأنا لست معك ، من روتينك القاتل .
فقد أعددت لك هذا المساء لقاء دافىء ،خالى من ضجيج فكرك وعشوائيه البشر ، كل ما عليك أن ترتدي أجمل أثوابك ، ضعي وردة حمراء بين خصلات شعرك ، دعى رشة عطر تلامس عنقك ، وفى المساء سيكون لقائنا ، لكن تلك المرة لن يكون لقائنا على الأرض ، محدد بجدران وسقف
فلقائنا سوف يكون لقاء خاص ، يشبهك يشبه وجهك الطفولى وقلبك الأخضر وروحك النقية
سنلتقي بين صفحات كتاب ، أو داخل فنجان قهوة ، أو في أحضان حلم ، سنذوب بلحظة صدق
ونولد من جديد داخل حضن المطر ، سنسافر فى قصيدة شعر ، سأريك العالم من بين ألوان لوحة فنية.
فقد دعينا نلتقي بعيدا عن كل شىء ، بعيدا عن الخوف ، بعيدا عن الموت ، بعيد عن زيف المشاعر وندبات الروح
دعينا نولد من جديد ونلتقى ، بذاكرة بيضاء ، ليس بها غير أسمك وملامحك ، وتاريخ ميلاد جديد يبدأ حينما أمسك يديك ، فقط دعينا نكتمل ونلتقى.
"خطابات عاشق نصفه مقيم ونصفه مسافر "
……………………………………………………………
"يأخذك مني"
أُبغض كل شئ يأخذك مني، حتى ولو كانت فاصلة بين دقيقة وأخرى
أُبغض ساعات نومك ؛ لأنها تحرمني من نور عينيك الذى أري بهما الكون ، حتى نفسي أجدني أشتاقها فى غيابك لأنها مقيمة عندك، لا ترتد إلي ألا معك.
أُبغض صمتك حتى وإن كان معي ، فهو يسرق من روحي نغمات ناي رقيقة ، تهدهدني وتسافر بي هناك ، فوق غيمة زرقاء حيث الدهشة ونقاء الأشياء.
حتى تلك التنهيدة التى تخرج منك على حين غفلة ، أوقات أشعر أني أُبغضها رغم براءتها ، فقط لأنها أمتزجت بشئ من أنفاسك دوني.
أُبغض كل شئ وأى شئ يأخذ منك حتى ولو كان طرفة عين.
……………………………………………………………
"تمني"
- تمني شيئا.
- كل ما أتمناه أن تمشط لي شعري، وتصنع لي جديلة؛ فتصير بصمة أصبعك فوق خصلاتها، يكفيني أن أصبح عطرا يلامس ملامحك, وأسكن طياتك، فلا يأخذني منك غياب، ولا تفصلني عنك حدود أو مسافات.
أتمنى أن تصبح أبتسامتي التي ترسم فوق شفاهي؛ فتذوب وتتوه بين ملامحي، لأتنفسك فتجري في شرياني مختلطا بدمي.
أتمنى لو رجع بي الزمن؛ وأعود طفلة أتعلم على يديك كل شيء؛ فأصير أبنتك التي تنادي باسمك.
أتمنى أن أصبح قلمك أو ديوان شعرك، أو ساعة يدك التي لا تفارق معصمك، أن أصبح حروفك كلها؛ فلا تكتب غيرها
كل ما أتمناه وأدعو به الله كلمة واحدة اسمها (أنت).
………………………………………………………..
"إن سألوني"
إن سألوني عنكِ
سوف أخبرهم أنكِ أخر عربة قطار، لحقت بها كى تحملني إلى وطني، الذى أعلن أنه سيغلق أبوابه، فور وصول هذا القطار إلى رصيف محطته.
إن سألوني عنكِ.
سأروي لهم كيف وجدت معك أمان شال أمي وطيبة دعواتها وطُهر صلاتها.
إن سألوني عنكِ.
سأكتب كيف أن وجهك صار المرسي الذى يحط به بحار تعب من طول أسفاره وترحاله.
إن سألوني عنكِ.
سوف أقسم أنك النعمة التي رزقني بها الله أجر صبري.
…………………………………………………………….
"أحملني إليه"
يا صبر يعقوب ليوسف، بربك أخبرني أين بلادك ؟! ماأسم عطارك؟! بأى أرض تباع؟! وكم يبلغ ثمنك؟!
إن كان منك الجرام بدرهم لا عليك، سوف بتاعك بماء العين، وأقايضك نبض القلب، لك منى عهد سوف أهديك أحد أضلعي وإن أردت الأربع والعشرون لن أرفض لك ما أردت، لگ كل شئ ولي عندك شئ لا أضف فوقه شئ، فقط أتني بريحه أو أحملني إليه.