إنها أمي ..
كانت ملاكا بريئا .. يمشي على الأرض !
شعلة نشاط وحنان .. ابتسامتها الدافئة !
وجهها البشوش .. قلبها الحاني .. طيبتها !
اتذكر آخر مرة ذهبنا فيها إلى الحديقة
مكاننا الجميل بأشجاره وأزهاره العطرة
الذى شهد أيامنا .. فيه ضحكنا وبكينا
لعبنا وعدونا حتى تعبنا .. فجلست وضممتها
إلى قلبي ، وضعت رأسها على ساقي كطفلة صغيرة
فتبسمتْ ابتسامة .. أضاءت كل ما حولنا !!
وعدنا إلى البيت .. نظرت لي وقالت : تعبت
لم أكن أعرف أنها تودعني وأنها تعبت من الحياة
و أرادت أن تستريح .. جلست اداعبها وامشط لها
شعرها الجميل ورشقته بوردة ، دعت لي من قلبها !!
لم أكن أفارقها لحظة لكن ذلك اليوم أصرت عليّ أن أذهب
لأختي البعيدة عنا .. لم أكن أرغب السفر دونها !!
ولم أكن أعرف أنها قبلة الوداع قبلتني .. سافرت
وقالت لى عندما تعودين لن تجديني يا صغيرتي !!
داعبتها وودت ألا أسافر .. لكنها أصرت فذهبت حزينة
سافرت وليتنى ما فعلت ! يومان مضيا وجاءنا الناعي
بخبر وفاتها .. وكانت صدمتي شديدة .. وأسرعنا بالسفر
ولكننا تأخرنا .. تأخرنا كثيرا .. رجعت فلم أجد أمي
دفنوها ولم يتنظروا قدومنا و حرموني أن أودعها وداعا أخيرًا
حرموني أن أقبلها .. وأخبرها أنني سأفتقدها وأنني مت معها !!
حرموني أن أراها .. ورحلت أمي بلا وداع .. لم أصدق موتها
وتخيلت أنها في رحلة للراحة وستعود وإنه مجرد كابوس !!
انتظرتها كثيرًا .. لكنها لم تعد !!