آخر الموثقات

  • ضوء في آخر الحارة
  • مجموع الثانوية،، كبسولة
  • الوعي، مساندة الوطن،، كبسولة
  • المشاعر والصراخ
  • فوق شرفات الحنين..
  •  القواعد العشرون لتتحول من عصفورة إلى أسطورة
  • ابننا
  • تعالي
  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة صفاء فوزي
  5. رواية الهودو - الفصل الثالث

"إننا لا نبكي الميت لذهابه عنّا وإنما لبقائنا دونه".

تجلس شيرين وحدها، تتذكر والديها وتبكي، طرقات على باب الشقة يصاحبها رنين الجرس، تمسح دموعها وتذهب إلى باب الشقة، تتذكر أن سامر يحتجزها هنا مغلقًا كل الأبواب والنوافذ، تقف صامتة لا تقوى على الرد، لحظات وينصرف الطارق، بعد أن يدفع بخطاب من أسفل الباب، تنظر للخطاب متعجبة، تمسكه لتقرأ ما به:

"أمرٌ عاجل ...

ابنتي شيرين، حاولت كثيرًا أن أتصل بكِ، أو أزوركِ، أو أتحدث إليكِ، لكنني فشلت، لا أعرف أين اختفيتِ؟ لا أصدق أنّ قلبك لم يعاتبكِ على الرحيل، نسيتِ أمكِ وأباكِ؟! لكنني عرفت ما يهم أن أبلغك به، منذ أيام قابلت صديقة قديمة، وقد تعجبت عندما علمت بمن تزوجتِ؛ فهي تقول أنّ سامر ووالديه ماتوا في حادث سيارة منذ سنوات! وأنّها شهدت جنازتهم مع زوجها، ولا أعرف هوية ذلك الرجل الذي تزوجتِ منه، ربّما يكون مجرمًا أو قاتلاً ينتحل هوية الأموات، حاولت أن أُبلغك، لكن لم أستطع، أشعر بخوف شديد عليكِ، حتى أنّي ذهبتُ إلى الشيخ سالم؛ لعله يعرف مكانك! أخبرني أنّ لعنة ما تلاحقك، ودلني على عنوانك لكن ألح عليّ بعدم زيارتك، حرصًا على سلامتكِ، قلبي في قلق شديد عليكِ يا حبيبتي، أشعر أيضًا أن أحدًا ما يراقبنا؛ فأنا أشعر بأنّ مصدر حرارة يسير خلفي في كثيرٍ من الأحيان، ربّما تظنين أنّ ما أخبركِ به أقرب للشك منه لليقين، لكن إذا وصلك خطابي، انتبهي لنفسك رجاءً".

تنهار شيرين ويزداد بكائها وعويلها، تصرخ، تتذكر كلمات أمها التي كانت ترددها دومًا "الأمهات تشعر بالخطر الذي يوشك أن يصيب أبناءها".

في مكان آخر داخل الغرفة رجل وقور، يحاول تهدئة السيدة التي تعالت صرخاتها على ابنتها: ابنتي، ابنتي

وارتمت على جثتها الهامدة، بكت بحرقة، ثم التفتت إلى زوج ابنتها وأمسكت به بقوة وأخذت تهزه بشدة مرددة: لماذا قتلت ليلى يا عزيز ؟! ألم تكن هي حب حياتك ورفيقة دربك؟! ألم تحفُ قدميك للحصول عليها؟ أهكذا حفظت الأمانة يا عزيز؟! لماذا قتلتها؟! حرمتني ابنتي، لا سامحك الله.

تتعالى نهنهات عزيز وبكائه، تنظر إليه متعجبة ومستنكرة: ما كل هذا البكاء؟! تبكي ندمًا أم تضليلًا لجريمتك الشنيعة؟!

تتوالى ضرباتها على صدره، وصراخها، تدخل أمه وتجذبه، وتقف أمامه تحميه بكل ما أوتيت من قوة، تدفع أم ليلى بعيدًا عنه.

هنا تتدخل ربيعة وتسحب أم ليلى خارج الغرفة، مرددة: ابنتك كان يتبعها جن عاشق، ما إن اقترب منها زوجها؛ حتى ظهر وهدد بحرق الجميع، ابنتك لم تنطق من فزعها، فتمادى زوجها في قربه، فخنقها الجن، أنا أحضرت الجن هنا واعترف لي بذلك، فهو يحبها مذ رأها، ألم تحضري لي منذ عام لمساعدتك ليتم زواجها وتنحل عقدتها؟ ألم يرفض والدها كل عريس؟ ألم تعاني من تساقط شعرها واضطراب نومها؟! لولا ما فعلت من فك أعمال السحر لها لما وافق والدها ولما تزوجت. لكن قدرها حب الجن لها، احمدي ربك واهدئي، التفتت ربيعة إلى ابنتها الأخرى وبنظرة شريرة قالت: احترسي على ابنتك الثانية كي لا تصيبها اللعنة!

ضمت الأم ابنتها بخوف واقتنعت بكلام الشيخة ربيعة وخرجت باكية مكسورة القلب.

غادر سامر مع ربيعة المنزل وهو يتساءل " لماذا يمنحون ربيعة تلك الثقة العمياء؟! أين الحقيقة ؟! أشعر أن كلها أكاذيب مصطنعة، دموع الأم تحرقني، ورأسي تكاد تنفجر من الأفكار المتزاحمة" تذكر سامر شيرين همس إلى نفسه "اشتقت إليها كثيرًا، انشغلت طوال اليوم عنها ولم أتصل بها"

اتصل بها ليطمئن عليها لكنها لم ترد، تنهد بأسى مرددًا "لعلها غاضبة مني! أنا نفسي لم أعد أعرفني! تارة أحبها واشتاق إليها، وتارة أخرى لا أطيق النظر إليها وأعاملها بعنف وقسوة، الغضب يتملكني وأتحول شخص آخر، لا أدري هل حقًا لعنة ربيعة تطاردني!"

دخل سامر الشقة ليجد شيرين تبكي وهي جالسة على أرضية الغرفة، اقترب منها ففزعت منه ونهرته بشدة، ودخلت مسرعة إلى الغرفة حاول سامر أن يضمها إليه ويشعرها بالأمان والحب، لكنها تأبى وتصرخ: ابتعد عني، لست سامر، لا أطيق الاقتراب منك.

يهم بمسكها فتهرب إلى المطبخ وتغلقه عليها، بينما يدق سامر الباب بعصبية شديدة: افتحي يا شيرين، بالتأكيد لم تتناولي أي طعام ولا شراب اليوم، هيا لنتناوله معًا، أحضرت لك الورد والشيكولاته التي تحبينها، لا تغضبيني رجاءً. لكنها تتمادى في عنادها، وتصرخ باكية أمها وأبيها مرددة: لم يعد لي أحد بعدكما، آه يا أمي، آه يا أبي، أرجوك أتركني أذهب، لم أعد أريدك زوجًا، طلقني ودعني أذهب.

ما أن سمع سامر ذلك حتى اشتاط غضبًا وكسر باب المطبخ بكل قوته، وأمسك يد شيرين بقوة وسحبها للخارج واحمرّت عيناه مرددًا: حذرتك من قبل ألا تغضبيني، سأحرق المكان لو تكرر الأمر، بينما شيرين تغلق عيناها خوفًا منه، لا تقوى على رؤيته بعينه الحمراوتين ووجهه الذي يتقد شرارًا.

تبكي وترتعش بين يديه كعصفور صغير يريد حريته، يدفعها بقسوة على السرير ويرتمي إلى جوارها، يغوص في نومه. بينما هي تتقوقع على نفسها جواره برعب، تفكر في الهرب، أو الانتحار، صراع بين قلبها وعقلها، كان على قلبها أما أن يموت لتحيا، أو تحيا ليموت! تتساءل "لماذا أحببته؟! هل تسرعت في الزواج؟! لم أعد أعرف! هل مشاعري وحبي فتكا بي!"

تتذكر شعاراتها ومبادئها وحرصها وحذرها ونصائحها للبنات "إذا أردتِ الوصول إلى برّ الأمان، فلا تغادري البرّ أصلًا. ابقي على سطح الأشياء؛ لأنّك كلّما ذهبتِ عمقًا، أعطيت المشاعر فرصةً للفتك بكِ، خلال الكبرياء نحن نقع في خداع أنفسنا، لكن بالتعمق تحت سطح الضمير، فإن صوت صغير هادئ يقول لنا شيئًا ما غير صحيح".

تمر ساعة وهي لا تقوى على الحركة، تحاول أن تستجمع قواها وتتحرك ببطء، تنظر له بخوف وتتساءل "هل هو نائم أم غائب عن الوعي؟!

تقترب منه ساحبة المفتاح منه بحرص؛ تتقدم خطوتين للباب تحلم بالحرية والهرب من هذا الجحيم، تضع المفتاح بالباب، فجأة ينقطع التيار الكهربي ويسود الظلام؛ تتصلب مكانها رعبًا، وصوته يأتي من خلفها: إلى أين يا شيرين؟!

 تسرب الوجل إلى قلب شيرين، سمعت صوته، بدأت أنفاسها تتدافع بسرعة، ترتعش أوصالها وترتعد فرائصها. شهقت بعنف وهي تضع كفها على شفتيها، شعرت بحرارة شديدة خلفها وتضاعف وجلها، حتى كاد قلبها يخرج من صدرها من خفقاته الشديدة، وأغمضت عينيها في محاولة لتمالك نفسها، لكنها لا تقوى على الاستدارة والنظر إليه، اقترب منها سامر، اشتعل وجهه بغضب صارخ حتى نفرت عروقه وجسده كله يهتز انفعالًا، وهو يجذبها من ذراعها بقوة لصدره، تأوهت بضعف وأصابعه تنغرس في لحم ذراعيها بقوة غضبه، هز جسدها بقوة بين ذراعيه وهو يهتف بجنون ثائر: إلى أين يا شيرين؟! لم تثيرين غضبي؟! هل أحرق المكان حتى تصدقي تهديدي؟!

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑12الكاتبمدونة ناهد بدوي169
7↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
8↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
9↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
10↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339074
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196427
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185079
4الكاتبمدونة زينب حمدي170742
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133807
6الكاتبمدونة مني امين117555
7الكاتبمدونة سمير حماد 109826
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99759
9الكاتبمدونة مني العقدة96433
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95850

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1397 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع