هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • قطر الندى..
  • عندما تدور الدوائر 
  • قتل البراءة
  • صرخة عُراة
  • جريمة الحكمة - الجزء الخامس
  • رواية الهودو - الفصل الثاني عشر
  • رواية الهودو - الفصل الحادي عشر
  • المساعي الخاسره..
  • كيف سنحيا بعد كل هذا ؟!
  • ماذا لو كنت رجلا !
  • ولن تنطلي الدّسيسة!
  • نواح الحلزون
  • من أجل غزّة ... "الإحساس الاصطناعي" !
  • فقدت أهلها!
  • ضرورة تجريد الخطاب الدعوي من الأحاديث الضعيفة والموضوعة 
  • هنا غزة ٣
  • إحتواء الشباب استمرار لنا
  • وجع أسناني
  • كلمة حق - حنكة و ذكاء
  • هل انتهينا؟!
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة صفاء فوزي
  5. رواية الهودو - الفصل الرابع

"ثمة غياب لا يشبهه أي غياب، ثمة فَقْد لا يساويه فقد آخر، ثمة فراق ليس كمثله شيء، وثمة فراغ لا تملأه الدنيا بأسرها".

في مكان أخر تقف سارة تصنع القهوة لوالدها، تتصاعد أبخرة القهوة الحارة لتلامس برودة مساء شتوي طويل، قدمت القهوة إلى أبيها، وهو جالس متكئ على مقعده واهن الجسد، منهك من شدة الألم، يشاهد نشرة الأخبار في التلفاز لملء فراغ وقته وخواء قلبه، يستجدي شيئًا يشغله فلا يفكر في أي شيء آخر. محاولًا نسيان ذكريات تطارده ودموع تملأ عينيه وفقد يستبد به.

تركته وتوجهت نحو غرفة أمها التي بادرتها بالكلام، سألتها عن أخيها فأجابت: لا، لم يتصل أحمد بعد، ولم يرجع.

كانت الأم تنتظر عودة أحمد، ولكنه لن يعود أبدًا، فقد مات هناك في السعودية في حادث سقوط الرافعة في الحرم المكي، وهي لا تصدق أو لا تريد ذلك، هل لأنها لم ترَ جثته لدفنه هناك أو ربما لأنها لا تستوعب أنها فقدت ابنها الوحيد؟!

ثم سألتها عن خالتها غالية وابنتها شيرين! لماذا لم تعد تزورني؟! فطال الصمت، لا تعرف بما تجيبها! ولا تقوى على إبلاغ والدتها بموت أختها وزوجها بالحريق!

في مكان آخر، وقفت شيرين صامتة قليلًا ثم غص صوتها بالبكاء، ابتعدت عن سامر وارتفع صوتها بالصراخ والولولة على والديها، جرت نحو النافذة محاولة فتحها ومهددة بإلقاء نفسها منها، أمسكها سامر وحملها إلى الداخل، وصفعها بقوة على وجهها، عقبها بصياح: ماذا تفعلين؟! هل جُننتي يا شيرين؟!

شعر بضعفها ودقات قلبها المتتالية فأشفق عليها وهدأ قليلًا مرددًا: تحاولين الهرب ثم تحاولين الانتحار! ماذا تظنين نفسك فاعلة؟! هل ستجدين الأمان بعيدًا عني؟! هيهات يا شيرين، أنتِ لا تعرفين ما ينتظركِ من جحيم خارج هذا الباب؟! هل ستواجهين العالم بهلعكِ وبراءتكِ هذه؟! نحن في غابة، والوحوش تفترس كل ما تقابله، بأي سلاح ستحاربين؟!

خيم السكون على ربوع المكان لكن الصمت لم يستغرق طويلًا، عاد صوت سامر الهادئ بعد غضبه الجشيم، عندما اقترب منها وضمها إليه باكيًا: أحبك يا شيرين، صدقيني لن يحبك أحدٌ مثلي، أرجوكِ لا تتركيني، أنا لا أسجنكِ هنا كما تظنين، أنا فقط أحميكِ من شرور الناس ووحشيتهم، أنتِ لا تعلمين ما ينتظركِ بالخارج!

 تعود الكهرباء، تبكي شيرين وتتعالى نهنهتها مبتعدة قليلًا عنه: أنت تردد دائمًا "أنتِ لا تعلمين" ولماذا لا أعلم؟! أخبرني لأستريح من الأفكار التي تطاردني ليل نهار، لو كنت تكن لي ما تدعيه من حب، أخبرني الحقيقة ليتوقف الصراع بين قلبي وعقلي.

يسود الصمت مرة أخرى، يقترب سامر منها، وينظر إليها نظرات مفعمة بالحب: ماذا تقولين يا شيرين، أدعي حبكِ؟!

يمسك يدها ويضعها علي قلبه، أنتِ بقولك هذا جعلتي غصة تستقر هنا، هنا حيث لا أحد غيركِ وتساقطت دموعه.

سرت قشعريرة في جسد شيرين، أحست معها بأن ناقوسًا يدق في أعماقها، معلنًا حبها له، وخفقات قلبها تزداد، تود لو قالت له أحبك، لكن يمنعها الحاجز الذي بينهما من خوف وشك وصراع مع عقلها الذي يرفض هذه المشاعر وضعفها أمامه.

مرت ساعات الليل المؤرقة لم يدن النوم من جفنيهما، وقعا كلاهما فريسة الأفكار والألم، ظل سامر يفكر كيف يكسب ثقة شيرين ويمنحها الأمان، كيف يحميها من سحر ربيعة، ويتخلص من نفوذها وسيطرتها عليه، هل يحكي لشيرين ما حدث قديمًا، هل ستتقبل الحقيقة وتتعايش معها؟! بينما شيرين تفكر هل تصدق سامر وترضى بقدرها؟ هل تسير خلف مشاعرها وتبادله الحب وتنسى كل هواجسها وخوفها منه؟! أم تحاول الهرب مرة أخرى؟ ولكن لو هربت فإلى أين؟! لم يعد لها أحد تأوى إليه بخوفها وحزنها! تساقطت دموعها حزنًا على والديها.

عند بزوغ الفجر، نهض سامر وأعد وجبة الإفطار، بينما كانت شيرين تصلي، نظر لها متمنيًا السجود الذي حُرم منه؛ يبكي قلبه ويدعو الله خفية بما يجول في نفسه، يتناولان الطعام ويقدم لها سامر كوبًا من العصير، ما أن تشربه حتى تميل برأسها على مقعدها؛ يحملها سامر إلى فراشها ويضعها ويُقبلها مرددًا: أتمنى أن تسامحيني يا شيرين، وضعت لكِ المنوم في العصير خوفًا عليكِ؛ رغبتكِ الجامحة في الهروب تقلقني عليكِ، لم يكن لي خيارًا آخر.

ينظر إليها ويتلكأ قليلًا، متمنيًا لو ظل جوارها، لكن يتذكر ربيعة تلك المصيبة، قدره العسر واللعنة التي لا يستطيع الخلاص منها.

يصل متأففًا إلى ذلك المكان المقيت، منزل ربيعة وشياطينها، يتمنى لو أحرق المنزل بهم؛ ليريح العالم من شرورها. طوال اليوم تمارس أعمال السحر والشعوذة، والنصب على عباد الله، هذا يشتكي ضيق رزقه، وهذه تشتكي عدم نومها وكوابيس تطاردها، وآخر يبكي عدم قدرته على معاشرة زوجته، وتلك تعاني السحر وكل حياتها متوقفة، وأخرى حضرت مع أمها مرغمة فهي ترى كل عريس يتقدم شيطانًا ولا تقبل به، كلهم يبحثون عن حلول لمشاكلهم عند ربيعة، تلك الكاذبة التي تخدعهم بألاعيبها وبركتها المزيفة، تبيع لهم الوهم وهم راضون!

دخلت أخر حالة إلى ربيعة، فتاة في ربيع العمر، جميلة الوجه والهندام، تبدو من أسرة ثرية، تتخفى خلف نظارتها الشمسية، كانت مقهورة باكية، تروي قصتها لربيعة: تزوجت منذ خمس سنوات، بعد قصة حب طويلة، لكن حُرمت من نعمة الإنجاب، لم ندع طبيبًا إلا ذهبنا إليه، ولا مانع لدينا، عانيت من كلمات الناس الجارحة، ونظرات الشفقة والشماتة، أخاف أن يسمع زوجي كلام والدته ويتزوج غيري، تعبت ودلتني صديقة عليكِ، لعلي أجد حلًا لمشكلتي، ساعديني يا شيخة ربيعة. تقولها باكية، منكسرة، وكأنه أملها الأخير.

تمارس ربيعة شعوذتها من بخور وكلمات غير مفهومة، وغلق وفتح المصابيح، مع حركات الشعوذة والترهيب لتخدع الفتاة، وتطلب المال؛ تعطيها الكثير دون تفكير ولا وعي منها، تسحبها للداخل في تلك الحجرة المظلمة. بعد أن فقدت توازنها من تلك الأدخنة والبخور الذي يحتوي على مواد مخدرة، تضعها على ذلك الفراش، وتربت على كتف سامر وتتركهما معا؛ لممارسة دوره العلاجي بالنوم معها، أقترب سامر منها ليجد صورة شيرين أمامه، كأنها تنهره عن فعلته تلك، ابتعد صارخًا محاولًا الهرب، تمسك به ربيعة وتستنكر فعلته، تعنفه بقوة مرددة: هل جننت؟! أم تريد لنفسك ولحبيبة قلبك الأذى؟! أما أن تنفذ أوامري أو تتحمل عواقب ذلك!

  يحاول أن ينفذ ما طلبت وكله ألم، فلا يستطيع، انفجر سامر باكيًا رافعًا وجهه إلى السماء وهو يصرخ ..آه .. آه .. آه .. تعبت يا رب، رحمتك.

يخرج من الغرفة هاربًا، يركض بعيدًا عن ربيعة، يريد الهروب من نفسه، ومن حكايته؟! من مشاهد وذكريات أطلت من مكانها على غير توقع. كان يرتجف كالمحموم، يسير بلا هدف، هائمًا على وجهه لساعات لا يعرف عددها، خائفًا ومتألمًا، بالخوف يكفر الله ذنوبنا، تتطهر أرواحنا بالألم لنستحق أن نهنأ بالحب بعد ذلك. توقف فجأة في الشارع، جلس على الرصيف، أفاق من شروده على رنات الهاتف، كانت ربيعة، زفر بضيق وتذكر شيرين، وزاد قلقه عليها بعد أن تردد كلام ربيعة في أذنيه، وتهديدها له، أسرع إلى المنزل؛ فتح الباب ليجد النيران مشتعلة في كل أرجاء الشقة، اتجه مسرعًا إلى الداخل يبحث عن شيرين وهو يصرخ.

 

 

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
3↑8الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↑1الكاتبمدونة حسن غريب
5↑4الكاتبمدونة آيه الغمري
6↓-3الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↓-3الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑2الكاتبمدونة ياسر سلمي
9↑3الكاتبمدونة شادي الربابعة
10↓-2الكاتبمدونة هند حمدي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑57الكاتبمدونة نسمه تليمة123
2↑56الكاتبمدونة شيماء عصام74
3↑53الكاتبمدونة ابتسام محمد72
4↑44الكاتبمدونة كيندا فائز52
5↑43الكاتبمدونة محاسن علي98
6↑36الكاتبمدونة آيات القاضي95
7↑35الكاتبمدونة آيه ابو زهرة79
8↑33الكاتبمدونة هبة سامي66
9↑23الكاتبمدونة محمد جاد61
10↑17الكاتبمدونة مروة كرم99
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1050
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب678
4الكاتبمدونة ياسر سلمي640
5الكاتبمدونة مريم توركان567
6الكاتبمدونة اشرف الكرم555
7الكاتبمدونة آيه الغمري481
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني416
9الكاتبمدونة سمير حماد 397
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين395

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب322351
2الكاتبمدونة نهلة حمودة175782
3الكاتبمدونة ياسر سلمي171377
4الكاتبمدونة زينب حمدي166054
5الكاتبمدونة اشرف الكرم123673
6الكاتبمدونة مني امين114952
7الكاتبمدونة سمير حماد 103061
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي94130
9الكاتبمدونة مني العقدة91833
10الكاتبمدونة مها العطار85404

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة أماني بالحاج2025-05-01
2الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود2025-04-10
3الكاتبمدونة خالد منير2025-04-08
4الكاتبمدونة عبير محمد2025-04-08
5الكاتبمدونة نورا شوقي2025-04-07
6الكاتبمدونة عبير بسيوني2025-03-31
7الكاتبمدونة شيماء الجمل2025-03-29
8الكاتبمدونة منى أحمد2025-03-27
9الكاتبمدونة خليل السيد2025-03-12
10الكاتبمدونة هبة محمد2025-02-10

المتواجدون حالياً

3581 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع