آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة صفاء فوزي
  5. رواية الهودو - الفصل الخامس عشر و الأخير

 "ما السبب الذي يحول الإنسان المرح المتفائل المحب للحياة إلى كتلة من الصمت والانعزال؟! إنه البعد عن الله يصيب الإنسان بجميع أنواع الاكتئاب، والله الذي لا إله إلا هو البعد عن الله غربة ولو كان وطنك كل الناس!"

هكذا قالت سارة لنفسها وهي تفكر في ما حدث في حالة أمها وحالة شيرين!

صُعق سامر بعد سماع الخبر من ربيعة، فكيف وصلت لشيرين! وأين هربت بها! استشاط غضبًا ولم ينتظر أن يبلغ علي أو الضابط بما حدث، بل أوقف سيارة أجرة وأنطلق، وتركهما في حيرة من أمرهما.

ركب الضابط وأشار لمعاونيه بأن يتبعاه وانطلق بالسيارة بسرعة.

بينما ذهب علي إلى البيت ليطمئن على سارة وشيرين، وصل ليجد باب شقة سامر مفتوحًا، دخل مفزوعًا؛ ليجد سارة ملقاة على الأرض، ما أن رأته حتى ارتمت بحضنه وانتفضت مذعورة وبكت بشدة: شيرين، أخذوا شيرين يا علي! حاولت إنقاذها فدفعوني بقوة على الأرض.

اتصل علي بسامر مرات عديدة ولم يرد عليه؛ هنا أيقن أن ربيعة وراء ما حدث، وهي من اتصلت بسامر، لذا ذهب غاضبًا ولم يخبرنا بشيء.

وصل سامر إلى بيت متهالك في أحد الحارات، تعالت طرقات سامر المتتالية على باب المنزل، فتح له طفل صغير، دلف إلى الداخل بغضب مناديًا على رجب، هّم الطفل بغلق الباب لكن باغته الضابط وأتبع سامر إلى داخل المنزل.

أمسك سامر رجب وصفعه بقوة، مهددًا إياه: إلى أين ذهبت ربيعة؟ تكلم وإلا ذبحت ابنك، أين ذهبوا؟ أين تقع المقبرة الأثرية التي تريد فتحها؟!

ارتعش رجب خوفًا وأصفرّ وجهه، وتصبب العرق من جبينه، فمنذ أسبوع تعب بشدة في منزل ربيعة حيث يعمل معها، وتم نقله للمشفى لإجراء عملية استئصال الزائدة، لذا لم يذهب مع ربيعة.

عاد سامر لصفعه مرة أخرى، هنا تدخل الضابط ومنعه من ضربه، وجذبه بقوة نحوه مرددًا: لديك خيارين، أما أن تدلنا على مكان ربيعة ونعتبرك شاهد من أجل طفلك، أو نعتبرك متهم وتتحمل كل قضايا ربيعة وتعاقب بدلا منها، ويوضع طفلك في دار رعاية الأيتام حتى تخرج، ولا أعتقد إنك ستفلت من حبل المشنقة حكمًا على كل القضايا البشعة، قتل ..اغتصاب .. خطف .. سرقه .. وإلخ

غرق رجب في عرقه وخوفه وضم طفله بقوة، وتلعثم في الكلام مترددًا: لا، لن أترك ابني ليس له أحدًا غيري، سأدلكم على مكان ربيعة.

قادهم رجب إلى ربيعة، في منزل بإحدى القرى التي أوهمت سكانها جميعًا بوجود آثار تحت بيوتهم، فبدأ الحفر منذ سنوات للتنقيب عن الآثار، منهم من هدم بيته وبيت جاره، ومنهم ما زال ينقب مع أعوان ربيعة، أملًا في العثور على ذلك الكنز المفقود، أراد سامر اقتحام المنزل بثورته وغضبه، لكن الضابط منعه، وقال له: لا بد من خطة محكمة لضمان سلامة شيرين، انتظر يا سامر.

 الوقت يمر وأعصاب سامر لا تحتمل.

قفز الضابط ومعه بعض رجال الشرطة إلى سطح المنزل، ونزلوا بحذر شديد لأسفل، بحثوا في كل مكان، لكن لا أثر لأحد، فتح الباب ودخل سامر ورجب معهم، هنا أشار رجب إلى بوابة سرية أسفل غرفة المعيشة، فتحها الضابط ونزل سلمًا خشبيًا وأتبعه الباقون، وجدوا أمامهم سرداب طويل لا ينتهي، وقد تم حفر الممر أسفل البيوت ولكن أين ينتهي وإلى أي مجهولٍ يقودهم، الكل في حالة تأهب وقلق وسامر قلق جدًا على شيرين، يتخيل كيف حالها الآن، ما ذنبها في كل هذا الفزع والرعب اللذان باتا شعارًا لحياتها؟! هل ستتحمل كل هذا الألم والمعاناة؟! تنهد بحرقة ونار تشتعل بداخله على قرة عينه وما أصابها، دعا الله أن يصل في الوقت المناسب وينقذها من بطش ربيعة.

سمع الضابط صوتًا فنبه الجميع بتوخي الحذر، ودخل مباغتًا الجميع، كانت ربيعة بيدها سكينًا وضعته على رقبة شيرين مستعدة لذبحها لفتح المقبرة المزعومة، صرخ سامر بها: اتركيها أيتها المجرمة، ألا يكفيكِ قتل والديها ووالديّ، هيا دعيها وإلا …

 هنا أمسك بابنها ووضع حبلًا حول رقبته، وهددها قائلًا: سأقتل فلذة كبدكِ وحبيب قلبكِ، ابنكِ المدلل الذي طالما أخذ مالي وحقي.

تعالت صرخات ربيعة: دعه يا جبان، لن أتركها أبدًا، دع ابني يذهب ولا تقترب منه، سأنتقم منك يا خائن.

شد سامر الحبل حول رقبته بقوة، تألم وتعالت آهاته التي أحرقت قلب ربيعة، فابنها هو نقطة ضعفها الوحيدة، فتركت شيرين وأمسكت ابنها تتفحصه وتضمه خائفةً عليه، هنا لاحظ الضابط ديناميت في يد رجال ربيعة، فأمر سامر بالخروج مع شيرين بصحبة رجال الشرطة.

زاد غضب رجال ربيعة ومالك البيت وامسكوا ربيعة وابنها: لا أحد سيخرج من هنا قبل فتح المقبرة.

 صارت بينهم مشاجرة كبيرة، حاول الضابط فضها دون خسائر ولكن أحدهم أشعل الديناميت بالخطأ، فانفجر المكان وتحول إلى رماد.

راح الضابط ومعه شرطيان شهداء الواجب، ومات رجب وربيعة وأعوانها تحت أنقاض المنزل وارتاح البشر من شرورهم، نظر سامر إلى المشهد وضم شيرين بحنان، وتخيل وجودها هناك، ماذا لو لم يصل وينقذها!

حمد الله كثيرًا وسجد شكرًا لله، وعادا مع رجال الشرطة، لكنه تذكر ابن رجب الذي ينتظر عند الجيران، أملًا بعودة والده لحضنه، ماذا سيفعل الطفل في ذاك الغابة الموحشة، تذكر ما حدث لوالديه وكيف وجد نفسه وحيدًا مثل ذلك الطفل، والعذاب الذي عاشه في بيت ربيعة، حدث نفسه هامسًا: لن أسمح لأحد بتعذيبه وسأتولى رعايته والاهتمام به.

مر سامر ومعه رجال الشرطة على منزل رجب، وأخذوا الطفل لدار رعاية مناسبة، وعزم سامر على زيارته كل فترة للاطمئنان عليه ورعايته، أحست شيرين بما يدور بخاطره؛ فربتت على كتفه وكأنها تقول له أنا معك في قرارك، لن نتركه وحده سنزوره معًا، لن يتكرر معه ما حدث لك أطمئن.

يصلا المنزل منهكين بعد يوم عصيب، يقابلهما علي وسارة بفرحة عارمة يردد علي: نعم لم ينتهِ الشر وهناك بدل ربيعة الكثيرات والكثيرون، ولكن الخير دائمًا ينتصر، والمظلوم ينصره الله ، وهذا وعد الله لنا في الحديث القدسي حيث قال الله عز وجل يخاطب النفس المظلومة (وعزتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين)

فليس بين الله ودعوة المظلوم حجابًا.

تحتضن سارة شيرين آملة أن تكون الحياة بعد ذلك أفضل، متمنية لها السعادة.

تمر السنين ، يقف سامر وإلى جواره شيرين في قاعة كبيرة، في انتظار ابنهما عمر الذي تخرج منذ عام من الجامعة، وعروسه ندى ابنة سارة التي جاءت بعد سنوات صبر ودعاء، اليوم حفل زفاف عمر وندى، وأخيرًا تعم السعادة وترفرف على حياتهم، تشرد شيرين متذكرة كل ما مضى، تمتلئ عيونها بالدموع، تمنت لو كان والديها هنا، بينما سامر يربت على يدها بحب ودعم وجدتهما طوال سنوات مضت، هو الآخر يشعر بالفقد والشوق لوالديه ويغلبه الحنين، يهمس إلى نفسه مرددًا "مهما حاولنا أن ننسى، مهما حاولنا أن نبتسم، هناك ذكريات لا تُنسى، هناك حزن عميق وألم لن تمحوه الأيام والسنين، هناك جرح ما زال ينزف، قلب حزين يبكي، وحنين لا ينتهي أبدًا؛ تمر السنين ويبقى الحنين".

يرن هاتف سامر فيرد متعجبًا من الرقم ليرد المتصل قائلًا: أنا جلال زوج ربيعة!

 

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328549
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184323
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176074
4الكاتبمدونة زينب حمدي168339
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126465
6الكاتبمدونة مني امين115749
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96565
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86758

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

2112 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع