جلست على شواطئ الحياة تتأمل ذكرياتها، تتساءل: ماذا جنيت لأستحق كل هذا الألم الذي يطاردني كقدر محتوم؟!
همست بيأس: "يا الله، أنقذني من وجعي العميق! ما الذي فعلته لأعيش بين جرح وآخر، ولتنزف عيناي هذا البكاء؟!"
مسحت دموعها وتناولت كتاباً، عساها تجد فيه عزاء، لكن الأطياف عادت لتحاصرها كالأشباح، لا تتركها حتى في نومها! ذكرى أمها الباكية، وأختها الراحلة بعد مرض، وسفر أبيها المستمر... كلها أشباح عالقة في ذاكرتها.
تتساءل: هل سيأتي يوم أكمل فيه كتابة سيرتي الذاتية التي تركتها؟ كتبْت كثيراً، لكن رحيل أمي وأبي وصديقتي أوقفني. أيها الرحيل، انتظرني، دعني أنا من أسبق الجميع. لم أعد أقوى على تحمل وداع جديد!
تغلبني الدموع حين أكتب عنهم، يا الله، كم فقدنا من أحباب رحلوا وتركوا في القلب جروحاً لا تندمل.