يحمل الإنسان جبالاً بالود ، ولا يحمل حبّة قمحٍ مُكرهاً !
مفيش حاجة بالعافية في أي علاقة إنسانية فما بالك بالزواج؟!
الزواج مودة ورحمة،
الحمد لله القائل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
ثم أوجب الله عز وجل على الزوج عِشْرَةَ زوجته بالمعروف {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، قال ابن كثير رحمه الله: "أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم؛ كما تحب ذلك منها، فافعل أنت مثله كما قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الذي عَلَيْهِنَّ بالمعروف}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)).
الأصل في الحياة الزوجية والأسرية هو الاستقرار والمودة والرحمة والسَّكن، والرسول ﷺ يقول: استوصوا بالنساء خيرًا فإنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله. فاستوصوا بالنساء خيرًا.
فالواجب على الزوج أن يتقي الله، ويراقب الله وأن يعاشر زوجته بالمعروف، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، لا يضرب ولا يقبح، وأن يكون كلامه طيبًا وفعله طيبًا، هذا هو الواجب عليه.
فإذا فُقدت هذه الأشياء فعلى الزَّوجين أن يبحثا عن سرِّ هذا الفقد، وليس معنى ذلك أنّه لا ينبغي أن تقع مشكلات داخلَ البيوت، فلو خلا بيتٌ من المشكلات لكان ذاك البيت هو بيت النُّبوَّة.
لذلك تحل المشكلات بالود والتفاهم وأن استحالت العشرة بينهما بعد محاولات الصلح فوجب الطلاق الذي شرعه الله
{الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229].
فلا يجب إجبار الزوجة على معاشرة من لا تحب ولا تتقبل ومن يختلف عنها في الطباع والخلق، الزواج إللي مش بيكون سكن ومودة ورحمة.. اللي بالقهر وباستغلال ظروف الأخر ما هو إلا دعارة تحت مسمي الشرع. وهذا ما تناولته في روايتي دعارة شرعية وحدث جدال بسبب الاسم مع أنه أقرب لما يحدث من عنف وذل وإهانة للزوجة متعليلين بالطاعة والغضب من الله لعدم تنفيذ الزوجة لأمور الزوج حتى لو على حساب تعبها الجسدي والنفسي.
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً، والمقصود التنبيه على عظيم موقع هذه القاعدة الشرعية، والتي يتألم المؤمن من كثرة ما يرى من هتك لحرمتها، وعدم مراعاة لحدودها! فترى بعض الرجال لا يتقن إلا حفظ وترديد الآيات التي تخصه مثل { فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ..}
وأية {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}
في حين لا يتحدث عن النصوص التي تؤكد حقوق زوجته، وهذا ظلم كبير، فويل للمطففين.