الفصل الثامن
حاولَ والده وعمّه إفاقتَه لكن دونَ جدوَى؛ فنقلُوه مسرعينَ إلى المستشفى، ظل الجميع في قلقٍ وتوترٍ حتّى خرجَ الطّبيب وطمأنَهم بأنّه سيعودُ لوعيه قريبًا، وطلبَ من والده التّحدثَ معه على إنفرادٍ، اتجهَ معه الحاج عبد القادر ليشّدد أزره، ووقفَا في قلقٍ يستمعان إلى الطّبيب، وكانتْ الصّدمة عندما أخبرَهم الطّبيب أنّ جاسر تناولَ جرعةً كبيرةً من المخدراتِ كادت توقّفَ قلبُه لولا عناية الله، انهارَ عبد الرّحمن ممّا سمعه وحاولَ الحاج عبد القادر تهدئتَه، ولكن هيهاتَ أن يهدأ، وكيف يهدأ وقد كادَ يفقدُ فلذَة كبدِه وقرَة عينِه، ارتفعَ صوتُه بالبكاء والنحيبِ والعويل، فدخلَ الجميعُ مفزوعينَ، ظل عبد الرّحمن يرددُ:- أنا السبب، الذنبُ ذنبِي، وحقًا (كما تدين تدان)، أنا من ضيّعَ ولدَه، ووجهَ الكلامَ إلى عبد الله:- كنتَ محقًا عندمَا حَرمت مالي لأنّني أبيعُ الخمورَ، وأنا أستحقُ هذا العقابَ من الله. جثا عبدالرحمن بركبتيه على الأرض باكيا ومرددا: - يا رّب لا توجعنِي في ولدي، يا رّب عاقبنِي في نفسي. وانهارَ في البكاءِ، وقفَ الجميعُ في ذهولٍ ممّا يسمعُون، خاصة أحمد وحدثَ نفسَه -:هذا هو السّرُ إذً، لم أكن أتخيل ما يحدثُ، هبتْ الرّياح وكشفتْ كلّ شيء وأظهرتْ ما خُفِيَ من سنواتٍ، انقلبَ الوضعُ من هدوءٍ لضجةٍ، وفاضَ بئرُ الأسرارِ لنهايتِه، يا رّب رحمتُك أخافُ أن نغرقَ كلنا فيما لا ذنب لنا به. كان عبد الرّحمن يصرخُ بغضبٍ شّديدٍ وسقطَ مغشيًا عليه؛ ممّا أفزعَ الجميعَ، فهرع أحمد لإحضار الطبيب، نقَله الطّبيبُ لأحدِ الغرفِ وتّمَ إعطائه العلاجَ المناسبِ، استردَ وعيَه بعد بضعِ ساعاتٍ سائلًا عن جاسر بلهفةٍ، أخبرَه عبد القادر أنّه بخير ووضعُه مستقرٌ الآن، لكن عبد الرّحمن ظّلَ يبكي، لعلّها دموعُ الندمِ والحسرةِ، وأصَرَ على الذهابِ إليه ليطمئنَ، وحاولَ عبد القادر وعبد الله تهدئته، ولكن تحت إصرارِه ذهبُوا لغرفة جاسر ووقف بجانبه يبكي، حضرَ الشّيخ (حمزة) جارهم وصديق عبد الله، بعد أن علِمَ من الخادمة أنّهم بالمستشفى، وأخذَ يُطمئن عبد الرحمن ويحاولُ أن يشرحَ له أنّه ابتلاء من الله ليطهره قائلا:- من تربية الله لك قد يبتليك الله بالأذى ممن حولك حتّى لا يتعلقَ قلبَك بأيّ أحدٍ، لا أمّ ولا أب لا أخ ولا صديق، فيتعلّقُ قلبُك به وحده، قد يبتليكَ ليستخرجَ من قلبك عبودية الصّبر والرضا وتمام الثّقة به، هل أنت راضٍ عنه لأنّه أعطاك؟ أم لأنّك واثق أنّه الحكيم الرّحيم؟ قد يمنع عنك رزقًا تطلبُه لأنّه يعلمُ أن هذا الرزقَ سبب لفساد دينك أو دنياك، أو أن وقته لم يأت، وسيأتي في أروع وقت ممكن قد ينغصُ عليك نعمة كنت متمتعًا فيها، لأنّه رأى أن قلبَك أصبحَ مهمومًا بالدنيا فأراد أن يريكَ حقيقتها لتزهدَ فيها وتشتاقَ للجنّة .إنّه يعلمُ في قلبك مرضًا أنت عاجزٌ عن علاجِه باختيارِك؛ فيبتليك بصعوبات تخرجه، رغمًا عنك تتألم قليلاً، ثّم تضحك بعد ذلك، أن يؤخر عنك الإجابة حتّى تستنفد كلّ الأسباب، وتيأسَ من صلاح الحال، ثّم يُصلحه لك من حيث لا تحتسبْ، حتّى تعلمَ من هو المُنعم عليك، حين تقوم بالعبادة من أجل الدّنيا يحرمك الدّنيا، حتّى يعودَ الإخلاصُ إلى قلبك وتعتاد العبادة للرّب الرّحيم ثّم يعطيك ولا يُعجزه. من تربية الله لك أن يُطيل عليك البلاء، ويُريك خلال هذا البلاء من اللّطفِ والعنايةِ وانشراح الصّدر، ما يملأ قلبك معرفة به، حتّى يفيضَ حبّه في قلبك. أن يعجل لك عقوبته على ذنوبك، حتّى تُعجّل أنت التّوبة فيغفر لك ويطهركَ، ولا يدع قلبك تتراكم عليه الذّنوبُ حتّى يغطيه الرّان فتعمى .من تربية الله لك أنك إذا ألححت على شيء مصراً في طلبه، ساخطاً على قدر الله، يعطيك إيّاه حتّى تّذوق حقيقتَه فتبغضه، وتعلمَ أنّ اختيار الله كان خيرًا لك. من تربية الله لك أن تكون في بلاء فيُريك من هو أسوأ منك بكثير (في نفس البلاء) حتى تشعر بلطفه بك، وتقول من قلبك:- الحمد لله. رد عبد الرحمن قائلا: - الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله.
حان وقت صلاة العصر، فاتجه الجميع للمسجد للصّلاة، بينمَا كان جاسر ينصتُ معهم إلى كلام الشّيخ حمزة، لكنّه ظّل مغمض العينين حتّى خرجوا جميعًا، غلبتْه دموعَه حزنًا وندمَا على ما فعل بنفسه، وكان أشّد حسرةٍ على ما فعل بوالده، كيف وضعه في هذا الموقف المحرج للغاية مع أهله وأقاربه! كيف سبب له الألم وهو لم يبخل عليه يوما بماله ولا حبه! كان شعوره بالخجل منهم يمنعه من أن يعلن يقظته، ووعيه لمَا يدور حوله، ففضل الهروبَ والصّمتَ، ولكن إلى متّى سيظّل يتحاشى لقاء والده، ومواجهة الجميع، فخطئه هذه المرة لا يغتفرُ، لا يستطيعُ أن يسامحَ نفسَه. فجأةً تدخل الممرضة غرفته، تجدُه مستيقظًا، فتتصّلُ لتخبر الطّبيب؛ يأتي سريعًا ويفحصَه ويرى استقرارَ حالتِه، صلى عبد الرحمن معهم، ودعا ربّه أن يقبل توبته ويغفر حوبته، ويهديه هدايةً لا سخطَ منه بعدها، وأن يحفظ له ولده وابنته. توجهوا إلى المستشفى مرة أخرى، فإذا بالطّبيب يقابلُهم ويزفُ لهم خبرَ استعادة جاسر لوعيه، ويطمئنهم على وضعه وزوال الخطر، ويخر عبد الرّحمن ساجدًا وشاكرًا الله على سلامة ولده، يتجه مسرعا للغرفة ويحتضن جاسر وهو يبكي من فرحته بعودته للحياة. بعد أيّام يتحسنُ جاسر، ويخرج من المستشفى، ولكنّه يخجل أن يعودَ للبيت بعد ما صدر منه، يبكي فيحتضنه والده ويخبره عبد الله أنهم عائلة واحدة، قائلا:- لا عليك، إنّ الخناقات في كلّ أسرة واردة، فالخناقات ضرورية فهي بمثابة رج زجاجة الدواء قبل استخدامها، وهي دليل على صّحة العلاقات، إن تداركتها لا تضعف العلاقات بل تقويها، ونحن أسرة واحدة بيننا الحب والتسامح، والعفو والتغافل لأخطاء بعضنا، فلا أحد منا معصوم من الخطأ، وإذا كان رّب العباد يعفو ويغفر، فمن نحن حتّى لا نغفر، ونلتمس الأعذار لبعض كما أمرنا الله ورسوله (التمس لأخيك سبعين عذرا) كما قال رسولنا الكريم. وإذا كان حقك علينا أن نسامحك، فواجبنا أيضا أن ننصحك ونوجهك للصواب، ونمنعك عن ظلم نفسك وظلّم الآخرين. سمع جاسر كلمات عمه منصتا له وتأثر بها كثيرا، خرجوا من المستشفى ووصلوا البيت، ورحّب اﻷهل به واعتذر من الجميع وتناولوا الطّعام، وقرّروا تحضير الوليمة غدًا. وفي الوليمة اجتمع الأهل والأحباب والجيران، مهنئين بسلامة جاسر وبنجاح أحمد وسمر والأولاد .فرحين وسط الأغاني الشّعبية الجميلة، وأصوات صخب الأطفال، كان جاسر يحاول أن يعتذر إلى سمر، لكنها كانت تتحاشاه وتتهرب بألف حجة، فما زالت غاضبة من فعلته ولا تريد مواجهته، فالأيّام الماضية كانت عصيبة على الجميع ولا تتحمل أي مشاحنات. مرّ الاحتفال بسلام، لكن أحمد كان حزينا من ابتعاد سمر عنه، فلم تعد تجلسُ معه مثل قبل، ويشعر بازدياد الفجوة بينهما، ويسأل نفسه:- ما سبب ذلك؟ هل تخجل من مواجهتي بعد كلام جاسر؟! ظّل يفكر حتّى تعب من التّفكير، فقرّر أن ينتظر ومع الأيّام ستنسى ويعود اللّقاء بينهما وتعود أيّامهما الجميلة، ويذوبُ جدار الصّمت الّذي بُني بينهما، وليبقى في أحلامه السندسية الرقيقة حتّى بزوغ فجر جديد.
كان أحمد يكتفي بأحلام اليقظة الّتي لا تنتهي مرددًا: - أنّ الخيّال وطن حين يصبح الواقع غربة، وعندما يملؤه الشّجن يكتبُ ما بداخله كعادته على الورق، في تلك الأجندة الّتي تحوي بين طياتها مشاعر فياضة وحبًّا فاق كلّ حدود العشق، وأحلامًا ورديةً تريد للصّباح أن يتجلى ويظهر ما خفي بالقلوب من حبٍ وعشقٍ لا ينتهي لسمر، تلك الوردة الّتي تفوح بعطرها وتملأ قلبه، تلك الصّفحات الّتي تكاد تشتعلُ من نيران حبّه وشوقه لحبيبته الصّغيرة، تلك الأحلام الّتي يتمنى أن تكون ذات يومًا واقعًا يعيشه معها. في غرفة سمر لم يكن الوضع أكثرَ استقرارًا، فقد جفاها النوم، وشغلتها كلمات جاسر، وأشعلت نيران الحيرة بداخلها، أصبحت لا تعلم كيف تتعامل مع أحمد وجاسر، تخاف من مشاعرها المذبذبة، تارةً تتخيلُ أحمد فارسها وعاشقها الولهان وتارةً لا تتخيله سوى أخ وصديق ورفيق درب لها، وتارةَ تُعجب بجراءة جاسر ثّم تحتقر فعلته، فلم تعد قادرة على النوم، الأمر يثير عقلها ويشغلها بشدة، فكرت كيف تبعد تلك الأفكار، وتنهي تلك الحيرة بداخلها؛ فتوجهت للمكتبة لعلّها تجد ما يلهيها، فوجدت كتابا عن الحب الأوّل، قررت أن تقرأه لعلّها تجد ضالتها به، وتعرف ما هو الحب وما تلك المشاعر التي اعترتها فجأة وأطارت النوم من عيونها، ومن هو فارس أحلامها الحقيقيّ، ظلّت تقلب صفحات الكّتاب حتّى خلدت للنوم، لتجد أحمد يحاول إيقاظها برقة، وهو يحمل في يده وردة حمراء، ظّل يداعبها بها على خدها حتى انتبهت وابتسمت له بهدوء، ثم ذهبت معه للحديقة، حيث كان يعد لها منضدة عليها شموع مضاءة، وأزهارا حمراء وحلوى كثيرة مما تحبّها، اقترب منها وجثا على ركبتيه، وأمسك يدها وقبلها بحب، وقدم لها سوارا جميلا، ألبسها إيّاه وهي تبتسم، تكاد تطير من سعادتها، كانت الموسيقى هادئة وهما يرقصان برشاقة وحب، وهو يردد عليها كلمات الحب والغرام، وهي هائمة في بحر من الخيال والرومانسية الساحرة. يغيب أحمد لحظات ثم يظهر على حصان أبيض ويقترب من سمر لتركب معه، انطلق الحصان بهما وكأنهما يطيران في الحديقة بجناحي الحب والعشق، تغمرهما السعادة والأمل، فإذا بصوت دقات تأتي من بعيد، يقترب الصوت أكثر فأكثر، تستيقظ سمر مبتسمة رغم إزعاج دقات الباب لها، لكنّها تتذكر الحلم فيرتعش جسدها النّحيل في حبٍ وسعادةٍ، رغم حيرتها فمازالت صغيرة علي الحب ولا تعرف تلك المشاعر، لكنه شعور لذيذ ومبهج، تفتح الباب لتجد مايا أمامها، جاءت لتخبرها أنّ الإفطار جاهز والجميع ينتظرها . ارتدت سمر ثيابها سريعًا، وخرجت من غرفتها، لتجد جاسر أمامها يقتربُ ليحدثًها؛ تهربُ منه وتتعثرُ على السّلم، لتجدَ أحمد يمسك بها قبل أن تسقط، لأوّل مرة تشعر بقربه هكذا؛ تتورد وجنتيها، تشعر برعشةِ بجسدها النّحيل، شعور غريب لم تعرفه من قبل، ترفع عينيها لتراه، كأنّها تراه أوّل مرةٍ، فليس هذا أحمد الّذي كان يلعب معها ويحكي لها القصّص أمس، تشعر كأنّه تبدل لفارس يمتطي جواده وهي خلفه، يتحدثُ إليها ويسألها:- هل أنتِ بخير؟
تصمت وكأنّ صوته نغمات بيانو تعزف على أوتار قلبها لحنًا جميلًا، تتسارع دقات قلبها الصّغير، تشعر بثورة وصخب لا يتوقف، يكاد صوته يعلو ويفضح أمرها، لولا أنّ نادتها منال فنزلت مسرعة هاربة من حرب بداخلها، أشعلها قرب أحمد، وكأنّ صوت منال طوق النّجاة الّذي أنقذها من الغرق. جلست سمر تتناول الطّعام وجلس أحمد أمامها، بدت مرتبكة جدا، تنظر لأحمد خلسةً وهو يتكلم، وتشعر بحلاوة صوته كأغنية ترقصُ عليها دقات قلبها، جسدها يرتعشُ، حتّى أنّ كوب الماء سقط منها، عندما لمس يدها دون قصد، وأفزع الجميع صوت ارتطامه وتحطمه، يضحك حسن ويقول:- مازلتِ طفلة صغيرة، لا تقوى على حمل كوب ماء. يحمر وجه سمر خجلا، وتذهب إلى غرفتها وخلفها مايا، تبكي سمر وتحاول مايا أن تهدئها، لكنها غاضبة تُرد:- أنا لست طفلة أبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما، فجأة تذكرت سيكون عيد مولدي بعد يومين، لا أظّن أنّ أحدًا سيتذكر، مررنا بأيّام عصيبة. تبتسم مايا وتتمنى لها عيدًا سعيدًا وعمرًا مديدًا هنا تعلن مايا عن فكرتها: تعلمين، لديّ فكرةً رائعةً، تعالي معي لغرفتي سريعًا. وجذبت سمر بجنون حتّى وصلتا الغرفة، وفتحت دولاب ملابسها، و أشارت لسمر اختاري فستانا! تعجبت سمر من كلامها، ولكن مايا قالت لها:- ألست غاضبة أن الجميع يراكِ كطفلة، لابد أن تتغيري، ملابسك وشعرك، حتّى كلامك، فماذا أنتِ فاعلة؟ صمتت سمر قليلا، ثم أعلنت موافقتها، وارتدت أحد الفساتين، وبدأت مايا تفك لها الضفائر، وتمشط شعرها، نظرت سمر في المرآة، ففوجئت بنفسها فتاة جميلة وليست طفلة، أمّا مايا فصرخت فرحًا :- أنتِ جميلة جدا يا سمر، الآن تبدين شابةً فاتنةً. لكن سمر تتردد كيف تخرج للجميع هكذا، فلن تستطيع، بدلت ثيابها سريعًا وأرجعت ضفائرها مما أضحك مايا وقالت:- لا تغضبي مني ولكن حقا أنتِ طفلة. غضبت سمر وخرجت وخلفها مايا تضحك بشدة، وتحاول إقناعها بالأمر.
في حجرة الحاج عبد القادر، أخبرته منال أن عيد ميلاد سمر بعد غد، ويجب التّوصية على الحلّويات وكيك عيد الميلاد الآن، كان الحاج عبد القادر حزينًا؛ لأنّه لأوّل مرة ينسى يوم ميلاد سمر، لكن منال قالت له:- لا عليك يا حاج عبد القادر، فما مررنا به تلك الأيّام صعب، يجعل الإنسان ينسى اسمه، هون عليك، والحمد لله أنّني تذكرت وإلّا سمر كانت ستحزن بشّدة، تعرف أنّها حساسة وأبسط الأشياء تؤلمها، شرع الحاج عبدالقادر فورا للحجز والتّجهيز للحفلة، وبدأت منال تتصل بصديقات سمر، طمأنت منال الحاج عبد القادر بأنّ كلّ شيء سيكون جاهزًا، ولا يقلق أبدًا.
نظر الحاج لها بحب وود، فلولاها ما تذكر شيئا، وشكرها على اهتمامها بالأولاد والبيت، وأخبرها أنّها نعمه الله لهم، فبوجودها دبت الحياة وعادت السّعادة للبيت مرةً أخرى غضبت منال من كلامه، وقالت لا داعي للشكر، هذا واجبي نحو زوجي وأولادي، أتمنى من الله أن يعينني على حسن رعايتكم.
في الحديقة، ظّلت مايا تقنع سمر بالفستان حيث جلستا معًا، حتّى حضر أحمد وجاسر، وما إن رأتهما سمر حتّى همت بالهرب مسرعة، لكن أحمد أمسك يدها، ومنعها من الرّحيل، وسألها: - ماذا بكِ؟ لماذا كلما رأيتني هربتِ؟ وقفت سمر في مكانها وهي تنظر ليده الممسكة بيدها في صمتٍ وسكونٍ، أخذ يقترب منها وهي يزداد خجلها وارتباكها وتلّون وجهها باللّون الوردي الجميل. لاحظ جاسر الموقف فأشار إلى مايا بالانصراف ليتركهما معا، نظرت سمر حولها فلم تجد مايا مما زاد توترها .
-*--
رواية الوفاء في زمن الخيانة
يتبع