كلنا نتذكر فيلم عادل إمام (الإنس والجن)
أثار ضجة وقت عرضه و أصاب الكثير بالفزع والرعب من الجن،لكن والدتي كانت دائما تردد ( ما عفريت إلا بني أدم)، حقا صدقتي يا أمي هذا البني أدم الذي أخترع (عفريت العلبة) هذا الجني الذي سكن بيت كل منا بل سلب منا عقولنا، الجن الخفي الذي ألتبس الكبير قبل الصغير،ذلك العفريت الذي يتحكم بنا ومشغله الصغير المحمول أو اللاب .. ففي يد كل منا جن صغير، أمتد وتملك أنفسنا وعقولنا وقلوبنا، دمر بيوتنا وأولادنا وشبابنا ونحن لا نشعر.
أليس معي أخي وأختي فيما أقول ألا تراه جنيا؟!، وكيف لا وقد أصبح يتملك العقول والقلوب، سيطرة تامة علينا والكل يتبع خطواته وينجرف لتيار لا يمكن أغلاقه.
أنه النت يا سادة وما أدراك ما النت!
لا أعرف كيف أبدأ، ولا من أين ابدأ كلامي،فرأسي ممتليء بالكلام والقصص عن النت، وما يسببه من مشاكل وسلبيات وألم و تشوه للنفسيات وخراب للبيوت ..
كثر الكلام والنصايح في هذا الموضوع ولكن يؤلمني جدا ما أرى هنا وهناك في عالم النت في مواقع التواصل الإجتماعي بل مواقع ( الخراب الاجتماعي) من سب وقذف محصنات، وكذب وإهانات و تخريب وألم وحزن ودموع و نزف لمشاعر وإهانة للكرامة، من القريب ومن ذاك الغريب، قطع أرحام وتمزق علاقات إنسانية.
ترددت كثيرا قبل أن أكتب لكن أثار غضبي ودفعني للكتابة خوفي علي بنات ونساء وشباب الأمة جميعا، فكتبت من باب التذكرة والنصح لعل كلامي ينفع ويفيد ويغير حياة ولو فرد واحد.كتبت من باب التذكير (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) صدق الله العظيم
يؤلمني كثيرا ما أرى هنا وهناك .. من حال الشباب والبنات والنساء وكأن النت ومواقعه وجدت لغرض واحد فقط؛ الحب والعلاقات بين البنات والشباب والأغراض الدينيئة البشعة مما تندرج تحت مسمى الحب.. وهى بعيدة كل البعد عنه وعن الانسانية، يؤلمني خداع البنات بأسم الحب ودفعهم للرذيلة والشهوات وكأن الدنيا فقط مجرد شهوات وحب وفتن وصور وإباحيات.
ويحزنني أكثر نظرات الرجال هنا لأي فتاة أو امرأة بعالم النت، وكأنها دخلت بهدف التعارف والحب وإقامة العلاقات الرخيصة، للأسف الجميع هنا نظرتهم واحدة حتى لو كان شعاراته غير ذلك.
أختاه، لا يغرك كلمات الحب و لا أخي ولا أختي ولا كل هذه المصطلحات،فخلفها أقنعة وذئاب بشرية؛تنتظر لتنال منكِ.
أحذري فلن تجدى هنا الأخ أو الصديق أو الأب أو الحبيب أو الزوج الذى تبحثين عنهم ليس هنا أبدا!
كثيرات غرتهم الأشعار والقصص والمنشورات الرومانسية؛ واندفعوا وراء عواطفهم ونسوا أن هذا حرام، كثيرات تصرفن ببراءة وعاملن الرجال كأخوة أو أصدقاء؛ ونسوا قول الله تعالى: (ولا متخذات أخدان )
أختاه .. الحرام بيّن والحلال بيّن، ولكن النفس أمارة بالسوء فعودي ولا تتبعي الهوى.
وأنتم يا معشر الرجال والشباب اتقوا الله، ورفقا بالقوارير، فالنساء قلوبهن ضعيفة هشة، دخلن هنا للنشر والأستفادة أو للتفريغ عن همومهم، فهناك من تريحهم الكتابة حتى وإن لم يقرأ أحد.
فرفقا بهن ليس كل واحدة بالنت سلعة للتعارف والمضايقات القذرة التي لا تنتهي.
يا أخي أحذر التلاعب بالنساء،
فلك أخت، إبنة، زوجة، وأم فحافظ على أعراض غيرك؛حتى يصون الله أعراضك.
وإنتبه لأختك وأمك وزوجتك، أعطهن اهتمامك الذي توزعه على أخواتك هنا وهناك ممن لا تعرفهن.
وأنت أختاه:
إتقي الله في الشباب لا تنشرى صورك، لا تكوني فتنة للرجال، لا تخضعي بالقول فيطمع كل ذا مرض، لا تفتحي باب الشيطان وتدخلى الشات والخاص، لا تقولي هذا شيخا كبيرسأتخذه أبا، أو هذا طفلا سأتخذه ابنا، تذكري دوما(ما اجتمع رجلا وامرأة إلا وثالثهم الشيطان)، الخاص اجتماع،كلها أبواب للفتنة فلا تقربيها فتندمي وقت لا ينفع الندم.
فهناك بنات الله وحده أعلم بنواياهم؛ دخلن مثل الشباب بأقنعة وصفحات كثيرة لإثارة الفتن والشهوات وإغواء الشباب، والله أعلم إن كن مسلمات أو كافرات.
ونحن أولا وأخيرا في حرب، حرب فتن وشهوات لإضعاف الأمة الإسلامية فانتبهوا جميعا واتقوا الله.
وإليكم هذه القصه الصغيرة
فتاتين أرادت كل واحدة منهما أن تدخل عالم النت، الأولى معها أخوانها،وزوجها مسافر وأردات أن تعمل صفحة فيس وماسنجر لتكلم زوجها المسافر فقالت لأخيها وكان جوابه الرفض، لأنه يخشى عليها من النت وفتنه ثم هدأ بعد أيام وجلس مع أخته بهدوء،
وأتفقا أن تعمل صفحة بالفيس ولكن تنتبه.
أولا: حذاري أن تضيفي أي شخص غريب، فقط أخواتك وأهلك وصديقاتك.
ثانيا: لا تنشري صورك أو صور أولادك حذاري هناك عصابات وذئاب بشرية يتربصن بك.
ثالثا: المنتديات والجروبات معظمها فخ للإيقاع بكِ هنا في شباك التعارف والصداقات ومعرفة أسرار حياتك.
رابعا: الخاص ماسنجر أو هانج أو واتس .. ألخ لا تدخلي لعنة الشات ولا تتحدثي مع الغرباء حتى لو فتيات حذاري، ولا تخافي ولا تقلقي طالما تتقين الله وتحذري في كل خطوة وتستشيري أخيكِ أو زوجكِ.. لا تخافي.
أما الفتاة الأخرى ..كانت تتمنى أن تدخل الفيس كصديقاتها، الكل لديه صفحات من سنين وهى يعيرونها ويتهموها بالتخلف لأنها لا تملك صفحة بالنت؛ أتجهت لأخوانها رفضوا وأقسموا عليها ألا تدخل النت مطلقا خوفا عليها.
ظلت تقاوم حتى وسوس لها الشيطان أن تعصى أوامر أخونها؛ وتدخل النت بصفحة فيس وواتس وجوجل وغيره..
انبهرت بالنت وشعرت بأنه فانوس سحري وعالم من الخيال والسحر وأنها أميرة في هذا العالم، وأطلقت على صفحتها (أميرة النت) دخلت ببراءة وسذاجة ووقعت في شباك الصيادين، من صديق لأخ لأب لشاب يحبها، ومن صدمة لأخرى ومن تعلق لغيره.
وكلام شات مع بنات وشباب بدون حذر وبثقة مفرطة، وإرسال صورها لهم وتبادل الصور لضياع، وأصبحت على حافة الهاوية فقد تحولت من فتاة بريئة لامرأة عاهرة.
الخلاصة
في النت إن لم تنتبه لنفسك وضميرك وتراعي ربك، إن لم تكن واعيا ستضيع.
الكثيرات دخلن داعيات وخرجن عاهرات، دخلن متزوجات وخرجن مطلقات، دخلن وفيات طائعات لأزواجهن وخرجن خائنات، دخلن مؤمنات قانتات وخرجن متبرجات سافرات، دخلن سالمات وخرجن مريضات ومدمرات نفسيا وأسريا، إلا من رحمهن الله ووقعن في صحبة صالحة وهى نادرة جدا هنا،الصالحين للأسف قلة قليلة جدا.
اتقوا الله يا شباب اتقوا الله يا نساء اتقوا الله جميعا من أجل الأمة .
أمتنا في حالة يرثى لها بسبب سوء الأخلاق والبعد عن الله.
اللهم أهدى بنات وشباب المسلمين وأحفظهم من كل فتن وخطر .
اللهم إحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن يارب العالمين .
" ونعوذ بالله أن نُفتن، فنأتي ما كُنا ننهى الناس عنهُ "