( فرح ) طفلة تقترب من السادسة من عمرها ، يموت والداها وشقيقها فى حادث غرق "عبارة السلام" الشهيرة .. تسأل دوما عنهم .. وأين هم !!
فيكون الرد من بين الدموع والحزن والأسى : مسافرين فى سفر طويل !! ومع إلحاحها فى السؤال ؛ يخبرونها بالحقيقة ، تصاب بصدمة وتبكي بصفة مستمرة .. ترعاها جدتها لأمها ، والتى تجاوزت الستين ، تنتقل للعيش معها ، تغمرها بحبها وحنانها .. ترفض عرض (فرح) على طبيب نفسي ، مدافعة عنها بأنها بخير وطبيعية جدا .. وما بها ما هو إلا رد فعل لمأساتها .. ولا حاجة لطب نفسي أو غيره !
بعد شهور قليلة تلتحق (فرح) بالمدرسة ، وتتعرف على (حنين ) ـ التي تعيش مع أمها بعد طلاقها ـ تتعلق بها ويصبحا صديقتين ، يجلسان فى مقعد واحد ، ويلعبان معا كانت فرح لا تتحدث الا معها ، كما أحبت (فرح) معلمتها الجميلة (هيام) ، التى كانت تعاملها بحب وحنان وعطف ، يشاء القدر أن تجري المعلمة عملية جراحية .. فتتغيب عن المدرسة .
تحزن فرح حزنا شديدا .. فقد وجدت فيها أمها التى رحلت ، وتدعو الله ـ ببراءة الطفولة ـ أن يشفي معلمتها ، يهب على الفصل كالعاصفة ، المعلم الجديد (صابر) ، لم تحبه التلميذات الصغيرات ، دائم الصياح والتهديد والوعيد غير مراع لكونه يتعامل مع أطفال صغار ! ..كما أنه يضربهن ضربا شديدا ، كانت حنين وفرح ترتجفان وتشعران بخوف شديد منه ، و كلما رأوه أصابهن الفزع والرعب ! نسيت (حنين) كراسة الواجب فى أحد الأيام .. أخذ يضربها بعصا غليظة على يديها حتى تورمتا !! وكأن هناك ثأر بينهما .. ومهددا إياها إنها إذا أبلغت أى أحد بذلك فسيزيد من ضربها وحبسها مع الفئران فى الحجرة المظلمة !! ظلت تبكي طوال اليوم ألما ، في يوم تال، وبعد انتهاء الحصة ، نادى على حنين ، لتلحق به فى حجرة المعلمين ـ الحجرة المرعبة كما تسميها فرح ـ والموجودة فى أقصى الفناء ، والتى تكون خالية دوما لا يدخلها أحد ، إلى أن جاء صابر فاستولى عليها ، وخصصها له .. وقد كرهه الجميع ، فلا يجلسون معه أو يناقشونه فى أى أمر من الأمور بسبب سماجته وغلظته وجفاء طبعه .
تدخل (حنين) الحجرة مرتعشة يتملكها الخوف والفزع يتصبب منها العرق غزيرا ، يتحسسها بيده ويطمئنها ، فهو لن يضربها بعد اليوم أبدا ، حتى لو نسيت واجبها !؟
يحتضنها بقوة وشهوة وشبق فظيع .. وشذوذ لا ينبغي لمعلم !.. يعتصرها حتى كاد صدرها يقبض على أنفاسها .. وضلوعها تكاد تتحطم .. يجردها من ملابسها ، ويغتصبها بعنف .. تصرخ ، تبكي من شدة الألم ، يهددها بالقتل إذا أخبرت أحدا بمافعل معها ، وإن أمها إن عرفت ستذبحها .. وعليها أن تجىء إليه كلما طلب منها ذلك !! و إلا ضربها ضربا مبرحا !! ترتجف (حنين) خوفا وتخرج مسرعة من الحجرة رغم آلامها ووجعها !!، ويعود (صابر) إلى شذوذه ومشاهدة الأفلام الإباحية التي يدمنها !!
تبكي (حنين) وتئن وتتوجع .. ولا تستطيع الوقوف .. تسقط على الأرض غائبة عن وعيها تراها (فرح) فتصرخ .. يتجمع التلاميذ حولهما .. فيرون (حنين) ممددة على الأرض .. تسرع إحدى التلميذات إلى ناظرة المدرسة .. وهى تصرخ : " يا حضرة الناظرة .. يا حضرة الناظرة .. الحقي حنين " ..
يهرع المدرسون والمدرسات إلى (حنين) .. تتصل الناظرة بالإسعاف ..يحملون (حنين) إلى المستشفى ..وما أن يراها الطبيب المختص .. حتى يأمر بادخالها الإنعاش فورا .. وإعداد المحاليل اللازمة .. مع سرعة نقل دم .. يتصلون بوالدتها .. التى تأتي بصحبة بعض الجيران .. وهى فى حالة سيئة من جراء ما سمعت .. تبكي .. ترى (حنين) .. لا تتحمل ما ترى .. تخور قواها .. يطمئنها الطبيب .. بعد لحظات تسترد قواها قليلا .. تتصل بطليقها والد (حنين) .. يأتي بعد دقائق .. تظل ( حنين) فى العناية المركزة ، يومان تتحسن حالتها بعض الشىء .. وتهذى ببعض كلمات .. " ماما .. ماما .. أنا خائفة !! .. (مستر صابر) سيضربني .. لن أتكلم .. ولن أقول أى شيء .. فلا تضربني .. "
تبكي .. تصرخ .. وتخمد أنفاسها .. يتوقف القلب الصغير .. وتموت .. يقرر الطب الشرعي أن سبب الوفاة .. تعرض حنين لاغتصاب أدى إلى حدوث نزيف حاد وصدمة عصبية شديدة !! ينهار والديها، عند سماعهما للتقرير، يلقي كل منهما اللوم علي الأخر !! فهما منفصلان منذ سنوات .. ويتوعد أبوها بالانتقام من الفاعل ، تحررالشرطة محضرا بالموافقة .. وتأتي النيابة التى تصرح بدفن الجثة .. وبدء التحقيقات .. يتم سؤال (فرح) التى كانت فى شدة الخوف .. ولا تنقطع عن البكاء .. تضمها جدتها إلى صدرها راتبة على ظهرها بحنان .. وهى تهدئى من روعها .. وتطمئنها وتطلب منها أن تقول كل ما رأته وما حدث .. " لعمو" وكيل النيابة .. حتى يمكن القبض على من قتل صاحلتها (حنين) ! .. تهدأ قليلا .. ويسألها وكيل النيابة عما رأت .. وبصوت متلعثم تقطعه بعض التشنجات والبكاء تحكي ببراءة الطفولة ما رأت .. فى اليوم التالى توجه وكيل النيابة بصحبة الشرطة إلى المدرسة .. حيث استقبلتهم ناظرتها فى مكتبتها وطلب منها وكيل النيابة عدم دخول أحد .. أغلقت الباب من الداخل .. سألها عن "مستر صابر" .. الذى ذكرته (حنين) قبل موتها .. أخبرته الناظرة بأنه المدرس الجديد لتلاميذ الصف الأول .. وهو انطوائي ومكروه من زملائه ومن التلاميذ !! ويُقبض على (صابر) ويواجهه وكيل النيابة بما ذكرته (حنين) .. قبل موتها .. لا يرد .. كأنه قطعة من حجر!! تخشى جدة (فرح) أن يحدث لحفيدتها ما حدث (لحنين) .. تمنعها من الذهاب للمدرسة .. وتتصل بإبنها (عادل) عم فرح ـ الذى يعمل بالخارج ـ تخبره بما حدث وخوفها على حفيدتها .. يطمئنها .. ويعدها بالحضور فورا .. يحضر (عادل) فى اليوم التالى .. وتحكي له (فرح) عما رأته .. وإنها لن تذهب إلى المدرسة أبدا .. حتى لا يقتلها (صابر) ، يهدىء العم من روعها .. ويفهمها أن الشرطة قبضت على صابر ولن يستطع أن يؤذيها !!.. و يقرر(عادل)عدم السفر والاستقرارهنا ، فأمه دوما تتمنى ذلك ومن أجل رعاية فرح ، فإحساسه بالذنب يقتله ، قرر أن يكون أبا لفرح ، كان يرافقها كل يوم للمدرسة. يلتقي بالمعلمة هيام ، التى كانت (فرح ) تحكي عنها دوما ، أعجب بها كثيرا ، رآها مرات عديدة ، يقرر خطبتها ، وتبارك والدته خطوته تلك .. تتم الخطبة التي تسعد الجميع خاصة فرح ، يصارح (عادل) هيام بأنهما سيعيشان مع والدته و (فرح) ، فواجبه رعايتهما ، ترحب هيام بالأمر .. ويتم الزواج .
أما والد حنين ووالدتها فيقررا العودة لبعضهما ، من أجل أبنائهما الثلاثة ، خوفا من أن يضيعوا مثلما ضاعت (حنين) التي تركت جرحا غائرا فى قلبيهما لن يذبل !!، ليتم لم شمل العائلة وعودة الأمان والدفء للأبناء .