كتب لها:
- بالطبع ستُصيبكِ الدهشة لجرأتي في أن أكتب لكِ هذه الرسالة، ورسالتي هذه هي الأولى من نوعها التي أُرسل بها لفتاة خفق قلبي عندما رأيتها، فأنا بكل حقٍ وصراحة لم يطرق باب قلبي سواكِ بل دخلته دون استئذان؛ وتربعتِ على عرشه، واتخذتِه سكناً لكِ بل وطناً تستوطنين فيه، فأنتِ روحي ووطني وملاذي.
- عشقتكِ دون قصدٍ مني، وأحببت كل شيء من أجلك ولأجلك.
- قرأت الرسالة، فخارت قواها، وارتعش فؤادها، وعلا نبض قلبها، وفرحت كما لم تفرح من قبل.
كانت نظرات عينيه هي السهم الذي تسلل إلى قلبها قبل الزواج منه، حاربت أهلها من أجله، أصرت على الارتباط به وهو فقير لا يملك من أمر تأثيث بيت الزوجية شيئاً.
شجعته ووقفت بجانبه، انتظرته طويلاً حتى يخطو خطواته الأولى في تكوين نفسه، والاستعداد للحظة السعادة وتوثيقها، وبعد طول غياب وافق أهلها أخيراً على الارتباط.
علا تاج الحب رأسيهما، وتُوِّجتْ العلاقة بالزواج، وتم تسطير الأحرف الأولى من توطيد تلك العاطفة.
هي حبيبته التي طالما حَلُمَ بها، وهو حبيبها الذي عزف على أوتار قلبها لحناً رائعاً يُطْرِب النفس.
أثمرت علاقتهما طفلاً جميلاً يسر العين، كان حلقة الوصل في التقارب بينهما أكثر وأكثر.
ومع ضغوط الحياة وزيادة المسؤولية انهمك في عمله كثيراً، وأصبح شغله الشاغل حتى انطفأت شرارة الحب، وخَفَتَ بريقها.
غاب عنها بمشاعره، لم يعد يغدق عليها كلمات الحب والغزل كما كان يفعل من قبل.
تأثرت ببُعده وانشغاله عنها، فرسمت تلك اللوحة الفنية تعبيراً عما يجيش بصدرها.
الصورة بريشة : شيماء عبد الوهاب حموده
دمياط - مصر