هل لديك رغبة جادة أن تأتي معي ونذهب سوياً لمكان ما يروقك ويروقني نبحث فيه عن ما يؤرقك ويؤرقني؟
إذا وافقتني فسأمنحك دليلاً يدلك إلى النور من بعد عتمة كنت تعاني ظلمتها.. أنا مثلك يا صديقي.. أريد أن أشعل الضوء بمفتاح يضئ ظلامي الدامس.
تعال معي لنتناقش في هذا الأمر، وأريد منك أن تترك كل ما ورائك من أجل تلك اللحظة العظيمة.. نعم عظيمة..
صدقني إنها دقائق لن تعوض ومعها لا يجدي نفعاً أي تأجيل أو تسويف أو مماطلة؛ لأنها صفقة العمر..
صفقة ليست كصفقاتك الآلية التي تعقدها دوماً بأرقام وحسابات.. صفقتنا هذه المرة صفقة حسية لا تسكن ذاكرتك الممتلئة ليلاً ونهاراً.. الإحساس فيها مجرد من أي قيود فحياتك وحياتي ليست مضمونة.. ضمانها الوحيد هو أنفاسك الآن التي تلهث تكالباً على الدنيا، وحصد ما فيها من فرص وامتيازات فأنا وأنت نعيش في صخب مزمن، وعقلي وعقلك قد أصابهما الإجهاد والإعياء جراء هذا الصخب..
ما لي أراك حائراً تائهاً.. أتخاف من المجهول! أتخاف أن تتبعك تفاصيل عملك إلى هنا! نريد أن نصل معاً إلى حل أمثل يرضيك ويرضيني..
فهل ستضحي بوقتك قليلاً؟ وتمنح نفسك وقفة تقفها معي على أعتاب معاناتك وتطرق بابي لأفتحه لك وأشاركك تلك المعاناة..
أنت تعمل وتجني الأرباح والمكاسب، وبرغم وفرتها إلا أنها لم تدم طويلاً.. كيف ذلك؟ أنصت لي لتسمع مني علني أفيدك مثلما تفيدني.. لديك ارتباطات لا تقبل التأجيل وصحيفة جدول أعمالك معبأة، ومن الضروري استكمال ذلك الأمر، وعند إكماله يتجدد مرة أخرى.. بل يزيد، ومع كل انتهاء تأتي بداية من جديد بعملاء جدد وخريطة أخرى تتبدل أماكنها وتتغير مواقعها وفق متغيرات ومستجدات مختلفة..
أنا يا صديقي شأني شأنك فأنت تخطو خطواتك وأنا كذلك الأمر أسعى في طريقي
أحياناً يتيسر لي السير فيه، وأحيانا أخرى تتعرقل أقدامي فأتعثر ولكن لابد من أن أكمل فالطريق طويلاً يدور بي وبك يميناً ويساراً، والذهاب فيه لم يأت اعتباطاً بل من خلال أنك تفكر وتفكيرك يتطلب منك العودة بعد تأدية مهامك ووصولك إلى مبتغاك؛ فالدائرة تدور ومع مرور الوقت تزداد الضغوط،
ومعها يدق باب رأسك مسماراً اسمه: (أنا مشغول)
انشغالك الدائم لن يتمهل ولن يأخذ وقفة للتحاور بل يظل مستمر ومعه تشعر بأنك تُسرق وسرقتك متعمدة وبفعل فاعل أنا قلت ما عندي لك.. فهل من إفادة منك تفيدني لتبيان الأمر ووضوح المشهد؟
ماذا حل بك؟ لماذا الصمت؟ ولماذا أراك منزعجاً؟
ابق على راحتك ولا تدلي بدلوك.. ما عليك إلا أن تتبعني فقد وجدت الحل أخيراً.. هيا انزع ملابسك الخارجية، واستعد فالبحر أمامنا ينتظرنا وينادينا..
هيا نلملم شتات أنفسنا.. هيا نمد بصرنا إليه.. لا تخف من أعماقه وأمواجه العاتية.. هيا نترك جسدينا فيه يطفوان على سطحه؛ لنشعر بملمس الماء، ونغتسل من أشغالنا..
هيا يا صديقي نعقد مع البحر هدنة لنحيا وتحيا أمانينا.