كَثُرَ الكلام وَقَلَّ الفِعل، تزينت الحروف في أبهى صورها، وتلاقت فافترقت معانيها، ما أحلى الكلام ونحن نتشدق به ونتباهى بِحُسنه! وما أرقى اللسان الذي ينطق به وجميل صُنعه ! همساتهم قد أينعت، ولمساتنا قد أيقنت، لا المعنى قد نَطقْ، ولا المغزى بِجَوفِه رَمقْ، يقولون ويعيدون ويمكرون، وتاج الفِعل يقف شامخاً لا يأبه لمثل هذه الترهات، فقط ينتظر صحوة منا.
أيتها الكلمة ! إبداع حروفك فوق الوصف، ورنين صمتك يطربني، ولكن فعلك هو الأهم، فقد آنَ الأوان أن يعلو صوت الفعل وَيُشَّد لِجام الكلمة.