ها هي الأنا تحيا من جديد في يوم سعيد، يُعزف على أوتارها لحنٌ جديدٌ تُسمعني إياه، وحولها زقزقة العصافير تحلق في سماء الكون الرحيب، تغرد الطيور وتتفتح الزهور، وتنأى نفسي أن تزيد، أعاصير الهوى تلتقي بأمواج البحر .. ورياح آتية من بعيد تلامس طنين أذني وسكوني، وحنيني لأوصالها، وعذوبة صوتها.
هي لحظة صَفَتْ فيها نفسك، وأدركت ما تريد، وتوقف كل ما يُعكّر صفوها، وَعَقدتَ النية لبلوغِ الأمل، وضحكت من قلبك، وترعرع كيانك من جديد، وانتعشت أفكارك، وانفتح باب الأمل ليتقاسم معك الحياة بحلوها ومرها، وَنَبَضَ القلب نبضةً لم ينبضها من قبل، وانزوى كل ما هو قبيح ليدخل ثكناته، وانطلقت الروح معبرة بتلقائية شديدة تشدو وتعانق السماء، لحظات كانت رائعة لم تذق حلاوتها من قبل، ثم جاءت ريحٌ عاتية عصفت بكل شيء، وانطفأ الأمل، وساد الصمت والنفور.
يا لها من نفوسٍ تأبى أن تتغير لمجرد إحساسها بالأنا!
فهل يحيا الأمل من جديد؟
وهل يجري الدم بالوريد؟