ما كان يمكن أبدًا أن يخطر لي على بال، ولا كان في تصوري أنه سيأتي يوم ويحدث بيني وبينها كل هذا العشق والتناغم، وكأنها سلبتني إرادتي، وَأَصبَحتْ عادة بحياتي لا يمكنني الاستغناء عنها.
كان اللقاء الأول بها في مثل هذا اليوم من شهر أبريل عام ٢٠٠٥، رأيتها ووقفت أتأملها، وفضولًا مني تقربت إليها ملاطفًا ومداعبًا، لم تعترض فضولي، واستجابت لميلي إليها، فالتقينا وعصفت بي رياحها، وشعرت بِدُوارٍ في رأسي يعتريني من شدة تأثيرها، وتسللت لقلبي وأعطت إشارة البدء لتسري في دمي.
لن أنسى هذا اليوم، وما تَبِِعَهُ من أيام، وأنا أشعر وكأنني دخلت عَالَمًا جديدًا ليس لي، إلى أن تعمقت علاقتنا، وَزِدنا تآلفًا وانسجامًا أكثر من ذي قبل، وامتدت الحميمية بيني وبينها لسنواتٍ طويلة، أصبحت رفيقتي في وحدتي، أحكي معها وأشكو إليها آلامي، فتسمعني في هدوئي وفي غضبي وفي أحزاني، لا تُبدي اعتراضًا كلما ناديتها تؤنسني وتأتيني ملبيةً ندائي، والآن لفظتها وكرهتها وأريد انتزاعها من دمي انتزاعًا، وإخراجها من حياتي إجمالًا وتفصيلًا فقد مللت رفقتها وصحبتها وَتَعَوُدّي عليها، وحان الوقت لأنفاسها أن تنتهي.
إنها السيجارة!