تعودت ألا أُقْحِم نفسي بالحديثِ في أمورٍ سياسية، وأبتعد قدر المستطاع عن المناقشاتِ فيها والهمهمات بشأنها؛ فالسياسة لا تحبني ولا أحبها، وتجمعنا حواجز وعراقيل مشتركة، وعدم قناعة بدهاليزها وما يدور خلف كواليسها.
هي لعبة التموجات والتمويهات والمنحنيات والوجوه المتعددة.
السياسة لا وجه لها ولا ثبات ولا عنوان، أقنعتها بلا حدود، ترتديها وتنزعها في أى وقت وكل وقت، وقتما شاءت وكيفما شاءت، لا شِعار لها سوى النفاق والتلون في كل حين؛ فالساسة لا وضوح عندهم، ولا شفافية بتصريحاتهم، ولا مصداقية في رأيهم، يظهرون ما لا يبطنون، يضحكون وبداخلهم عدو ينتظر ساعة الفصل والحسم، حتى ينقض على الآخر -ممن لهم الخلفية نفسها والمرجعية ذاتها- بلا هوادة، لتحقيق مآرب ومنافع شخصية.
دائماً ما تزيد الحِدة في النقاش بين اثنين يتناقشان في شأنٍ سياسي، فهذا مؤيد وذاك معارض، ولكل منهما وجهة نظره التي يدافع عنها باستماتة، دون تقبل الرأى الآخر في أغلب الأحوال.
بالفعل هي فن "السفالة الأنيقة" كما عرفها الكاتب الكبير/ أنيس منصور في كتابه: "عاشوا في حياتي"
لقد سئمت الحديث عنها فكل خيوطها شائكة، والسير فيها يلوث مبادئنا، إنها لعبة المكر والحيلة والخديعة.
السيدات والسادة!
عذراً...
فأنا أكره الساسة والسياسة.