"يا بيه كان على أيامنا البنت من دول ماتقدرش تفتح بوقها بكلمة، اتجوزى ده تتجوزه من غير ما تشوفه حتى، دلوقتى تلاقيهم قاعدين يختاروا و ينقوا على مزاجهم".
بهذه الكلمات أفتتح سائق سيارة الأجرة حديثه مع زبون بجانبه متعجبًا من حال الشابات بهذه الأيام و ما وصلن إليه من تحرر فكرى و قدرتهم فى الأعتماد على أنفسهم دون الحاجة للرجل، بل و الأكثر من ذلك تأجيلهم لفكرة الزواج تقليدًا للغرب وحرية الأستقلال و بناء الشخصية، و ما ساعدهم على ذلك الفكر (المنحل) على حد قوله هو وسائل الإعلام أمثال البرامج التى تخاطب المرأة على وجه الخصوص.
و أضاف السائق: يابيه أسمعنى ده فيه مذيعة طالعة فى المقدر جديد مش عارف أسمها ايه مخلية النسوان ماشية وراها و عمالة تقويهم علينا و مش هتهدى غير لما تطلق الرجالة نسواينها و تروح تتجوز هى.
الحقيقة أن هذا الموضوع قد أنبرى فيه عرض وجهات النظر المختلفة ما بين نظرتهم أن المرأة قد أنفلت حالها نتيجة لهذا التحرر و ما بين أنه حق لها فى أن تعيش حياتها بالطريقة التى تناسبها مثلها فى ذلك مثل الرجل.
ما العيب فى أن تعتمد الفتاة على نفسها و أن تبنى مستقبل تحقق فى ذاتها، ويجعلها تفخر بنفسها و يفتخر بها من حولها طالما أن ما تقوم به لا يتعارض مع الأصول و الدين..؟
يقول الله فى كتابه الكريم {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}، وقال تعالى {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً}.
حث الله تعالى الشباب فى كتابه العزيز على الزواج و لم يحدد سنًا معينًا له سواء في ذلك الرجل أو المرأة، ولكن الله خص بأن أساس الزواج السليم هو المودة و الرحمة، و ما أكثر من حالات الطلاق التى نراها يوميًا لإفتقادها ما حثنا الله عليه.
ما المانع أن تختار المرأة الوقت الذى تراه مناسبًا لها لأن تبدأ فيه حياتها العائلية بعيدًا عن تقاليد المجتمع و عاداته..؟
غير أنه من وجهة نظرى المتواضعة فكرة أختيار الوقت وأن لا يكون محدد بسن قد يلغى لفظ "العنوسة" حيث أنه لن يكون هناك سن معين إذا ما فاتته الفتاة تصبح "عانس".