آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  • التعليم السوداني بين العزلة وإعادة إنتاج الأمية
  • أصداء أزهري محمد على نقد متجدد للحكم في السودان 
  • معركة الكرامة: بين الخيانة والوفاء للوطن
  • بين رفقة الأحلام ورفقة التكنولوجيا أحلام تزهر بالمعرفة
  • طقوس الزواج السوداني بين الأصالة والمفارقة: من قطع الرهد إلى إشعار البنك
  • لقاء السحاب
  • يا صديقي.. لو كنا تزوجنا من زمان
  • رسالة بين القلب والعقل
  • ما وراء الغيم الأسود
  • حين عاد الصوت من الغياب
  • على حافة الفراغ.. حكاية قلب يبحث عن أنس
  • أمسية على ضفاف الذاكرة
  • تهت في عيونك
  • جاء موعد كتابتي إليك
  • عبارات مبالغ فيها لإبن تيمية
  • ابن تيمية فى مواجهة الوهابية 
  • لابوبو الجزء ٤
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سلوى بدران
  5. يمامة من بلادي

كنت وأنا أفتح النافذة اليوم. أتذكر أنني قد حلمت بيمامة بنية اللون، تجيء لي من أقصى البلاد حيث موطن أهلي وأحبابي، تحط فوق إطار نافذتي، تبيض بيضتين لم أرَ مثلهما في حياتي. تنتشي، وتهز الجناحين. تنظر لي، ثم تطير من جديد. فتحتُ النافذة وأنا أبحث عن يمامة أحلامي، فلم أجدها، فكأنَّما هي لحظة ذابت في لحظات الزمن المرتحل أبدًا. نظرتُ للسماء. كانت مثقلةً بسحابات رمادية كثيفة، وكأنَّما هي على وشك بكاء مؤكد. وحين نظرت للشارع كان سرب البيوت العالية ذات الأسقف القرميدية الحمراء هادئًا، كما هو، وكانت الكنيسة التي تقف بهيبتها في صدر الشارع، تقاوم أصابع الزمن الطويل، الذي نام على حوائطها الصلبة خالية تمامًا، وهي تستعد لفتح أبوابها يوم الأحد بإطلاق أبواقها. مثلها مثل رصيف الشارع الذي كان يلمع بقطرات المطر التي باغتته. أغلقتُ النافذة وأنا أفكر في تلك التي جاءت تطير عبر البحار. تقاوم المطر والريح، وهي التي لم تعتد الطيران في تلك السموات الملبدة الغائمة. هي تطير دومًا فوق سماء بلادي الصافية. تحط فوق النخلات العالية. تتأرجح، وتداعب ثمرات النخيل الناضجة؛ لتسقطها فوق الرمال الممتدة .وكأنما حينما أغلقت النافذة، وأغلقت عيوني رأيتها من جديد تحط القدمين، تروح وتجيء وتطير؛ لترتفع صوب السماء. تلقي فوق وجهي منديلًا معطرًا برائحة النيل والأحباب، فأشم رائحة زهورالبرتقال البيضاء في الحقول، حين يؤرجحها الهواء؛ لتتوغل في الأنوف. ورأيت النخيل في الأعالي، مثقلًا بالثمرات الحمراء الحلوة، أشم رائحة بخور، وتسكن ملامحي رذاذات نيل بلادي، ثم تتحول اليمامة لسرب من اليمامات تظللن السماوات، وترتفعن حيث الشمس التي تسقط أشعتها على رءوسنا حانية دافئة.

     أفتح العينين، وأعود بالزمن، وأنا أدير الكاسيت على صوتها: (على بلد المحبوب وديني، طال وجدي، والبعد كاويني) يثمر قلبي بالنشوى؛ فأغني معها، وكأنني ما زلت الصغيرة التي تلوِّح لسرب اليمام الذي يذوب في السماء الرحبة وقت العصاري؛ ليتفتح في زرقة السماء بنفسجات منمنمة، وأرى البنات متحلقات بفوانيس رمضان حول بيوت حارتنا. يفرحن بقطع الحلوى التي توزعها علينا الجارات، والقروش القليلة التي نغتنمها من الجدود بعد صلاة التراويح، ونتضاحك رغم لسعات قطرات الشموع لأيادينا الصغيرة.

   أفيق فجأة على صوت جرس الباب المتتابع، وعلى دقات حثيثة، انتزعتي من نشوة الذكريات. أنظر حولي فلا أرى سوى حوائط غرفتي الأربعة تحيط بي، وكانت سماء البلد الأجنبي الذي أعيش به منذ أعوام تقذف زجاج نافذتي بزخات المطر، وندف الثلج لا تزال. فتحت الباب، فكانت الريح تنفذ من بين جسد جارتي العجوز التي طالما تفرست في ملامحي، وكأنما تخمن من أي البلاد أتيت، وقت نزولي، أو صعودي مكتفية بتحية الصباح، أو المساء بملامح جامدة،وعيون زجاجية زرقاء .كانت تقذفني بلغتها الفظة، وهي تشير للكاسيت الذي جريت بسرعة لأغلقه، وهي تهددني بإبلاغ البوليس، وتذكرني بأنني أعيش ببلد لها نظام يجب أنْ أحترمه وإلَّا فاذهبي إذن إلى بلادك، فربما أوحشتك الفوضى.

   شعرت فجأة كأن حوائط غرفتي صارت زجاجًا، وحين أغلقت الباب سمعت صوته يتهشم، فتحت النافذة، ولما لم أجد يمامتي أيقنت أنَّها طارت حزينة عائدة إلى سماء بلادي، فوضعت لها وعاءً مليئًا بالماء على سور النافذة، وبعض الحبوب؛ فربما تعود. نظرت لحوائط غرفتي، فكانت مزينةً بصور لفراعين وأهرامات صغيرة، وجلست أحلم بها تجيء من جديد؛ لتحط فوق سور شرفتي .ثم تطير وهي تشق بجسدها وجناحيها الهواء، فينزاح الثلج على الأرصفةهشًّا، وينشق لي طريق للشمس. استنشق رذاذ النيل، ورائحة بخور الذكريات. تبيض بيضة لم أرَ مثلها في حياتي، وتطير قلتُ عله قريبٌ قريبٌ، وأنا أهمس لنفسي: (على بلد المحبوب وديني، طال وجدي، والبعد كاويني)

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350717
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205257
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190403
4الكاتبمدونة زينب حمدي176718
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138572
6الكاتبمدونة مني امين118864
7الكاتبمدونة سمير حماد 112753
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي103944
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101336
10الكاتبمدونة مني العقدة98629

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

1061 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع