آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سلوى بدران
  5. ألف ليلة و ليلة

كانت السماء تصبُّ دِفْأَهَا الذي خزنته لشهور الشتاء الثقيلة فوق رءوسنا. تبدو صافية بلونها الأزرق الفاتح الذي تتخلله بعض السحابات البيضاء المتفرقة، كنمش محبب على وجه فتاة جميلة، تطل على وجه الحياة. كانت القطارات رابضة على قضبانها تنتظر وقت قيامها المحدد في ذلك اليوم الربيعي المشحون بتألق الحياة بعد مواتها. في محطة القطارات الرئيسة لمدينة (ماينز Mainz) حيث الجامعة العريقة (يوهانس جوتنبرج) التي فتحت لي أبوابها؛ لكي أتعلم لغةَ مَنْ أعيش بينهم. استدرتُ وأنا أبحثُ لنفسي عن مكان لأقضي الثلاثين دقيقة القادمة المتبقية على موعد قيام قطاري؛ ليردني لبيتي بمدينة(فرانكفورت). تمامًا هذا هو المكان الذي أردته تحت بقعة الضوء الكثيفة التي تفرشها الشمس، لتظلل رأسي؛ كي أستعيد ذكريات شمس شتاء بلادي الحنون، وهي تتخلل عظامي، وتمنحني دِفْئًا خاصًا؛ علَّه يربت بأصابعه على روحي التي جمدتها شهور الشتاء والثلج والظلمة الماضية. أغمضُ عينيَّ بعد أنْ استأثرت بالمقعد وحدي، وأنا أستمتع بحبس الضوء خلف جفوني، وأشعر بالدفء يتسلل بهدوء وعمق إلى داخلي؛ فيفصلني عن العالم الذي يموج حولي.أكاد أسمع صوت (أم كلثوم) وهي تغني (يا صباح الخير ، يا للي معانا، ياللي معانا، الكروان غنى وصحانا، وصحانا)، وأرى نفسي طفلة صغيرة بضفيرتين وشرائط ملونة،ألهث في الطريق نحو المدرسة وأنا أشمُّ رائحة الشوارع، التي تفيق من خدرها، تطلق أنفاسها؛ لتخالط هواء أول الصباح الطازج، أحبس الحلم داخلي، وأنا أرى شكل البيت الذي تربيت فيه حيث أصابع الأجداد لا تزال منقوشة على حوائطه، تختلط مع ما تبقى من ألوان وأشكال متآكلة، تبدو فيها الكعبة بلونها الأسود يلفها، حاج واحد بإزار أبيض، وتعلو فوقها بقايا طائرة، بجناحين متآكلين، كانت هي مظاهر التعبير عن فرحتنا بعودة جدتي بسلامة الله من الحج، في زمن قديم. أكاد أشم رائحة خبز الفينو الطازج، مرصوصًا فوق الصاجات السوداء في مداخل الأفران التي فتحت أبوابها مبكرًا لطلبة المدارس، وأرى أسراب البنات برءوس سوداء نظيفة، وشرائط ملونة، تثغو مثل أسراب اليمام، تنظر بعيون مستكشفة على الجانب الآخر للطريق حيث أسراب الأولاد الذين يأكلون الطريق ركضًا ولعبًا وصياحًا.

يتبدد الحلم حين تخترق أذني بعض كلمات بالألمانية صادرة من الإذاعة المحلية لمحطة القطار، أفتح عيني وأنا أركز في الكلمات، وأتلفت حولي لأفاجأ بمَنْ يجلس على الناحية الأخرى لنفس مقعدي. ينظر للشمس بعين نصف مغمضة، مثقلة بشعيرات دموية حمراء متقطعة تحاصر زرقة العينين، يقبض على زجاجة البيرة الثالثة. وينحي الأخرتين الفارغتين جانبًا، يبتسم لي والفضول يطل من عينيه بعد أنْ أذاب شعاع الشمس وطقس الربيع المتألق تلك المساحات الجليدية التي تفصل بين البشر؛ لتجعلهم يبدون وكأنَّهم جزرٌ منعزلة. ينظر لغطاء رأسي بقلق وارتياب وهو يسألني: هل تحتاجين لذلك الشيء بالفعل؟ ألا يزعجك مع هذا الطقس ويسبب لك مشاكل صحية؟

   ابتسمُ له وأنا أدير نظرات عيوني للمكان من حولي، وأشير للنساء اللاتي أغراهن ضوء الشمس ودفؤها، بالتخلي عن معظم الملابس التي يرون أنَّه لم يعد لها داعٍ، فانكشفت الصدور والسيقان، وتركت الأجساد حرةً طليقة؛ لتستقبل الأشعة كما تعودوا، وكما يحلو لهم أن يفعلوا : ألسنا نعيش في بلد يتسم بالحرية؟

  هزَّ رأسه ليجيبني سريعًا، وكأنما يزهو بالحرية التي تتسم بها بلاده؛ فباغته: - من حقي إذن أن أغطي رأسي كما أشاء، تمامًا كما هو حق جميع النساء اللاتي يمشين على أرض ذلك البلد بأنْ يكشفن أجسادهن كما يحلو لهن.

كان يؤمن على كلامي رغم ما ارتسم على وجهه من تعبيرات توحي بعكس ذلك. وبدا لي أنَّه يريد أن ياخذني بالحوار لمنطقة أخرى لا تفتح أبوابًا شائكة. فسألني _من أي البلد أنتِ؟

وكانت زجاجة البيرة الثالثة التي بيده توشك على الانتهاء، كان يبدو بمقدمة رأسه التي فقدت الكثير من الشعر، وببعض بقايا شعر أبيض في فوديه، وكتل من الشحم الذي يعلو صدره-رجلًا في نهاية الستينيات أغراه الدفء والطقس المشمس بالهرب خارج حدود حوائط بيته الباردة، والتمرد على وحدة اعتادها، وألفها؛ ليلتمس بعض الدفء وبعض الكلام مع الغرباء.

أظهر وجهه بعض الدهشة حين قلت له: إنني من مصر .

ثم انساب يتغزل في شكل الرمال الصفراء وحياة الصحراء التي رآها من قبل في أحد برامج التليفزيون الألماني عن مصر . قال: إنَّه شيءٌ مثيرٌ حقًّا أنْ يذهب المرء في الصباح إلى العمل تحمله ناقته الرابضة على باب البيت في انتظاره، وأنه قرأ بعض قصص كتاب "ألف ليلة وليلة" بالألمانية، وكم تمنى لو كان أحد أبطال تلك القصص، يسوق ناقته تحت شمس الصحراء الحارقة، ويثبت أوتاد خيمته في واحة من واحات الصحراء، وافرة المياة والنخيل والأرض التي لا حدود لها .وكنت كلما قاطعته لأشرح له أنَّ مصر لا علاقة لها في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين بحكايات "ألف ليلة وليلة"، وأننا نذهب لأعمالنا بالسيارات والمركبات والقطارات تمامًا كما في ألمانيا - كان يشيح بيده، وكأنه لا يسمعني، وكأنه يعيش داخل إحدى الحكايات التي أبهرته، ولا يريد الخروج منها يصمت فجأة، ويتأمل ملامحي:

- أين تلك الخطوط السوداء التي كانت تزين عيون المصريات القديمات؟ لماذا لا تشبهيهن؟

أفتح فمي لأوضح له أننا لم نعد نعيش في زمن الجدات الفرعونيات ليظل مسترسلًا في حكاياته المتخيلة، كأنَّه لا يسمعني، ولا يريد أن يوقفه أحد عن الاسترسال في الحديث. كان يرفع صوته، وينخفض، وهو متحمسٌ لحكاياته، تتجاوز نظراته وجهي، وكأنما يحدث أناسًا آخرين، أرفع له يدي بالتحية وأنا أبتسم، وأتركه يعيش قصصه الوهمية، ألقي عليه نظرة باسمة من شباك القطار، حين أراه لا يزال مسترسلًا في الحديث. وأغوص داخل قطاري قبل أن ينطلق هادرًا بمَنْ فيه .

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333973
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189868
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181477
4الكاتبمدونة زينب حمدي169750
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130965
6الكاتبمدونة مني امين116784
7الكاتبمدونة سمير حماد 107818
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97896
9الكاتبمدونة مني العقدة95011
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91759

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1179 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع